بعد قرار وزارة الصحة بالانصراف عن مشكلة السرطان تحولت الازمة الي كارثة لان الضغوط مع اعلان إخلاء المبني الجنوبي الآيل للسقوط وهو في بداية عمر الشباب وقبل ان ينصرم العام ال 25 علي بنائه اخذت تضرب بقوة ممثلة في زيادة اعداد المترددين علي مراكز السرطان سواء الاهلية التي انشئت بالجهود الذاتية مثل مركز سرطان فاقوس والذي تزايدت الاعداد فيه خلال اول اسبوع من إخلاء المعهد القومي بنسبة 30% بينما اخذت الاعداد تحاصر المراكز الاخري والعلاج يتحول الي علاج سياسي بمعني طوابير تتسلم ادوية مسكنات بينما بروتوكولات علاج الاورام بالطرق العلمية انهارت وانزوت امام اوجاع الفقراء. د. حسين خالد العميد السابق لمعهد الاورام والنائب الحالي لرئيس جامعة القاهرة وهو من اكثر المهتمين بالسرطان ليس لكونه استاذا في المجال او عميدا سابقا للمعهد ولكن باعتباره واحدا من الذين اعدوا خططا كثيرة لزيادة عدد مستشفيات السرطان في مصر لمواجهة الضغوط التي كانت متوقعة، ويقول: رغم القرار الجريء للجامعة بسرعة الاخلاء حفاظا علي حياة المرضي وعلي الكوادر العلمية والمهنية التي تعالج الاورام بخبراتها المتراكمة فان ازمة نقل المرضي الي مبان اخري سوف تعمل علي تقليص كفاءة الخدمة بحد ادني بنسبة 30% والسبب انتقال الاطباء بين مبني وآخر وتجهيزات الاشعة والمعامل التي تحتاج الي تنقلات المرضي وغيرها علي مدار ال 24 ساعة كلها امور سوف تكون عائقا امام كفاءة العلاج. د. خالد يري ايضا انه من المطلوب ان يتم ضم مستشفي هارمن طبقا لتعليمات سابقة للسيدة سوزان مبارك لكونه مستشفي كبيرا وغير مستغل من جانب وزارة الصحة بالإضافة الي انه قريب جدا من معهد الاورام، وأن اعداد مرضي السرطان تتزايد في مصر بشكل كبير ربما لتقدم اجهزة الكشف عنه وعوامل اخري ويري ان اعادة تأهيل المبني الجنوبي تحتاج الي 18 شهرا من العمل الجاد، لكنه يري ضرورة تحرك كل الاجهزة في الدولة للاهتمام ليس بمبني معهد الاورام القديم فقط ولكن لإنشاء مبني اكبر وافضل في تجهيزاته. د. شريف عمر رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب واستاذ الاورام وصاحب فكرة دعم إنشاء مركز فاقوس للاورام يقول: لدينا في فاقوس زيادة بنسبة 50% ومن 600 مريض الي 900 مريض يوميا لكن المشكلة هي عدم صرف اموال العلاج علي نفقة الدولة حتي اننا اليوم نعاني كما تعاني المراكز الحكومية من عمليات التمويل رغم ان معظمها يأتي من اهل الخير، وانه علي المحافظين في محافظاتهم ان يهتموا بقضية السرطان ويساهموا بجهدهم في دعم مراكز السرطان الخيرية مثلما يفعل يحيي عبد المجيد محافظ الشرقية ويؤكد ان شركات الادوية والمستلزمات الطبية توقف صرف احتياجاتنا التي تأخرنا عن دفع مستحقاتهم شهرا بشهر. ويري شريف عمر ان ازمة المعهد القومي للاورام انعكست علي مصر كلها.. مشيرا الي ان التدريب والتعليم والبحث العلمي بجانب العلاج السليم للمرضي سوف يتعطل ويري ان هناك مستشفيات تتبع وزارة الصحة لا يتجاوز الاشغال فيها ال50%منها العجوزة وهارمن التي كان من المقرر ان تنتقل للمعهد قبل الازمة بسنوات، وأن ثقافة مواجهة السرطان بأسلوب الكشف المبكر مازالت تحبو في مصر ومطلوب من الدولة ان تراعي ذلك لان الوقاية خير من العلاج، واننا ننفق 15 مليون جنيه سنويا ونقوم بعمل 100 جراحة في الشهر لاستئصال المثانة والثدي وغيرهما من الجراحات الكبري، ولدينا 700 حالة تعالج يوميا بالاشعاع و 6000 مريض يحصلون اسبوعيا علي علاج كيماوي بمعدل 6 جرعات لكل منهم . وحول ما يمكن ان يقدمه مستشفي سرطان الاطفال الجديد للاطفال الذين يعالجون بالمعهد القومي للاورام من خلال الطابقين الخامس والرابع بالمبني الآيل للسقوط ويبلغ عدد اسرة الاطفال فيه 120 سريرا ويتردد عليه ربما 40 الف طفل سنويا، يقول د. شريف ابو النجا كبير امناء المستشفي الجديد اننا قدمنا من خلال جمعية اصدقاء مستشفي سرطان الاطفال الجديد دعما للمعهد القومي سواء في سرعة تجهيز المبني القديم الذي تم تنكيسه كما ان مستشفي 57 يمثل التطور الطبيعي لمعهد الاورام القومي.