* درويش: وكأنني قد متُّ قبل الآن .../أعرف هذه الرؤيا، وأعرف أنني أمضي إلى ما لست أعرف/ ربما ما زلت حياً في مكانٍ ما، وأعرف ما أريد...سأصير يوماً ما أريد. أما نحن خسرنا كثيرا وأرَّقنا رحيل جسدك عنا، وفي لحظة تحوّل حاضرنا إلى ماضي يمضي إلى الوراء بمحاذاتك. كلما شاهدناك على شاشة التّلفاز أو سمعنا صوتك بحثنا عنك لعلّك مازلت في طريق عودتك، نتخيلك وكانك تستيقظ من نومك وتفرك عيونك ثم تتلو علينا قصيدة جديدة يفصلها عامان اثنان عمَا سبقها. * درويش: لا شيء يوجعني على باب القيامة, لا الزمان ولا العواطف. لا أحس بخفة الأشياء أو ثقل الهواجس. لم أجد أحدا لأسأل أين "أيني" الآن؟ أين مدينة الموتى، وأين أنا؟ فلا عدم هنا في اللا هنا... في اللا زمان، ولا وجود. كلماتك تشكل لنا حاجة ضرورية في الحياة، تبثّ لنا الأمل، وتنقلنا إلى عالم سحري يتجاوز الواقع المرير، نحتاج إليك ونحن نمشى في الحدائق بين الزّهور لنكتشف حاجتنا الملحة إليها، نحتاجك حين نحلم كي يفك الحلم أجنحتنا، شعرك المبلل بالندى يحملنا فوق السحاب ويعطر لنا المكان بروائح الأقحوان، إيقاعك لحن يضبط النشيد وأنّنا عطشى إلى المزيد من البلاغة في شعرك. * درويش: معي مُفَكِّرتي الصغيرةُ: كُلَّما حَكَّ السحابةَ طائرٌ دَوَّنتُ: فَكَّ الحُلْمُ أَجنحتي. أنا أَيضاً أطيرُ. فَكُلُّ حيّ طائرٌ. نفخر بك ونعّدك كنزا أدبيا ثمينا؛ فالأمة التي لا تتباهى بمبدعيها لا تستحق التقدير، نعدّك رمزا للحضارة والتراث حيث أن شعرك يختزل الذاكرة بما هو كل جميل ويؤرّخ الحالة الإنسانية والفلسطينية. إن شعرك يقاوم اليأس ويؤكد أن لا يأس مع الحياة. * درويش: من حسن حظِّ المسافر أن الأملْ/ توأمُ اليأس، أو شعرُهُ المرتجل/ حين تبدو السماءُ رماديّةً/ وأَرى وردة نَتَأَتْ فجأةً من شقوق جدارْ/ لا أقول: السماء رماديّةٌ/ بل أطيل التفرُّس في وردةٍ/ وأَقول لها: يا له من نهارْ! شكرا لك أيها الشاعر العظيم