لم يكن وقوع مذبحة دار الحرس الجمهوري بين مليشيات جماعة الإخوان المسلمين وجنود القوات المسلحة أمراً مستبعداً، خاصةً وأن قادة الجماعة أكدوا سابقاً أنهم على أهبة الإستعداد لافتداء الشرعية بدمائهم، فضلاً عن أن خلق مناخ الاستثمار الإعلامي الممنهج من جانب الإخوان المسلمين للحادثة يصب في عدم إخلاص النية والتشكيك في رواية الجماعة عن الحادث، ودليل على أنها قامت بتدبيره بهدف توريط الجيش وإظهارة أمام الرأي العام المحلي والعالمي على أنه يقتل الشعب. ولم تنسى الجماعة ترويج الحادث لآلتها الإعلامية "الجزيرة مباشر مصر"، وأمدتها بمعلومات مغلوطة حول الحادث، بجانب تضخيم عدد الضحايا وإضفاء بعد ديني عبر الادعاء أن الحادث وقع أثناء آداء المعتصمين صلاة الفجر، طبقاً لما أعلنه موقع حزب "الحرية والعدالة " الإخواني ، رغم أن شهود عيان أكدوا أن الحادث وقع بعد ساعة كاملة من صلاة الفجر، بالإضافة إلى أن مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي نجحوا في إستغلال الحادث إعلامياً داخلياً وخارجياً، ولم يراعوا حرمة الموتى ووضعوا صوراً لرئيسهم السابق على جثامينهم، كما نقلوا عدداً من الضحايا إلى مقر الاعتصام الرئيسي أمام جامع رابعة العدوية لإثارة عواطف المعتصمين وإشعال غضبهم للنيل من القوات المسلحة بالقتل أو الضرب، رغم أن الحادث وقع أمام دار الحرس الجمهوري. لاشك أن الحادث عمق الأزمة في البلاد خاصةً مع مؤيدي الرئيس السابق، وتقول جماعة الاخوان أنها تريد شيئا لتفعله ضد مناهضي مرسي والقوات المسلحة، حيث قاموا بعمل مسيرة من عشرات الآلاف من مؤيدي مرسي تجوب أنحاء البلاد للإحتجاج على الاطاحة بالرئيس الإسلامي وتعيين حكومة مؤقتة للتحضير لإجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة، طبقاً لما أعلنه الجيش باعتباره خطة إنتقالية شاملة وخارطة طريق، لكنها لم تحدد إطاراً زمنياً لإجراء اقتراع جديد، وهو ما أدى إلى حالة من عدم اليقين الشعبي في تنفيذها، في الوقت نفسه يخشى المصريون من عنف الإخوان بشكل متزايد. وقال محمد عزت عضو جماعة الإخوان المسلمين، إن اعتصام مؤيدي مرسي لن ينفك طالما ظل الرئيس الشرعي رهن الإعتقال، كما نريد عودتة إلى القصر مجدداً محمولاً على الأعناق لأنه رئيس شرعي منتخب بإرداة شعبية، ولن نعود إلى ديارنا قبل تصحيح أوضاع الإنقلاب ضد مرسي وإعادة شرعيتة، مؤكداً أن الجيش قام بإطلاق النار على المتظاهرين واستخدم الجنود الغاز المسيل للدموع وطلقات فارغة للسيطرة على الحشود وتفريقها بعد صلاة الفجر، ولذلك قام المتظاهرون بتوثيق هذه الأفعال لتوضيحها للرأى العام الخارجي لمنعرفة حقيقة مايدور في الشأن المصري بعد الإنقلاب العسكري. ورغم صدور قرار قضائي بضبط وإحضار صفوت حجازي بتهمة التحريض على اقتحام دار الحرس الجمهوري والمؤسسات العسكرية، إلا أنه خرج بتصريح متلفز أكد فيه ، أن الاتهام حبر على ورق من دولة فقدت شرعيتها بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، مهدداً القوات المسلحة بمزيد من إجراءات التصعيدية في حال الإصرار على الإنقلاب العسكري وعدم عودة الرئيس الى منصبة رئيساً شرعياً للبلاد، لافتاً إلى أن ماحدث أمام دار الحرس الجمهوري جاء بناءاً على معلومات أن مرسي موجود إما في دار الحرس الجمهوري أو في مقر وزارة الدفاع، ولذلك كان الخيار أمامنا إما تحرير الرئيس وعودتة للقصر أو الموت في سبيل ذلك، ولن نصمت على الإطاحة بالرئيس مرسي، وسيعرف العالم مدى خطورة بقاء الوضع الإنقلابي في مصر دون تدخل للانحياز إلى الشرعية . في حين أكد جهاد حداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن الإخوان لا تستغل دماء شهداءها للمتاجرة بهم إعلامياً، لكن ماحدث من مذبحة أمام دار الحرس الجمهوري لابد أن يشاهدها العالم ليرى ماذا فعل السيسي بالبلاد، والإخوان لن تتواني عن كشف فضائح ديمقراطية إنقلاب العسكر الزائفة وإظهارها أمام المجتمع الدولي، لافتاً إلى أن حمام الدم سوف يتزايد بين عشية أو ضحاها رداً على الإنقلاب العسكري ضد الرئيس محمد مرسي، موضحاً أن خيارنا الوحيد لترك الشارع والتخلي عن العنف هو إعادة الديمقراطية والشرعية لأصحابها من الاستبداد العسكري، وإلا سنظل ثابتون وصامدون على أرض الواقع، ونحمل القوات المسلحة مسئولية وقوع ضحايا أو عنف ضد مؤيدي الرئيس مرسي، خاصةً بعد أن توهم الجنرالات أن عزل مرسي سيجلب الديمقراطية إلى بلادنا. وأضاف د.محمد البلتاجي القيادي الإخواني، أن وسائل الإعلام الغربية هى التي تنقل الصورة بموضوعية وبتجرد كامل دون إنحياز، ولذلك قررنا مقاطعة الإعلام المصري الكاذب وقررنا توجيه الصورة إلى الإعلام الخارجي ليدرك حجم معاناة المصريين جراء إنقلاب القوات المسلحة على شعبها، موضحاً أن مرسي سيعود على أقدامة مرة أخرى إلى القصر الجمهوري لإستكمال مهمتة ومعاقبة الخونة وعملاء الغرب وجميع من أيدوا الإنقلاب على الشرعية لتحقيق مصالحهم الشخصية في إعتلاء منصب الرئاسة بطريقة ملتوية، مؤكداً أن العمليات والتفجيرات التى تحدث في سيناء ستتوقف نهائياً في نفس اللحظة التى يعلن فيها الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع عودته للشرعية، بعد أن إنقلب عسكرياً بقواتة على الرئيس المنتخب. ومن جانبهم نفى العشرات من الإسلاميين الذين تجمعوا في الوقفة الاحتجاجية قيامهم بأي استفزاز للقوات العسكرية قبل وقوع الهجوم، وفجأة إندفعت رصاصات الأسلحة من بنادق الجنود لتخترق أعمدة الانارة والحواجز المعدنية، فضلاً عن أن أغلفة الرصاص التي تم جمعها من قبل المتظاهرين الإسلاميين تحمل ختم الجيش المصري. وبدروه أشار ماجد رمزي عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، إلى أنه من المستبعد أن يتورط الجيش في قتل الشعب، ومن المستبعد أن يصدق المصريون فيديوهات الإخوان ويكذبون الجيش، وإلا لكان الأولى على القوات المسلحة تفريق تظاهرات رابعة العدوية بالقوة بعد الإطاحة بمرسي مباشرة، موضحاً أن هناك استثمار إعلامي ممنهج من جانب الإخوان المسلمين للحادث لتوريط القوات المسلحة أمام المجتمع الدولي وتصوير الأمر على أن ماجرى في مصر إنقلاباَ عسكرياً مكتمل الأركان. واستنكر د.محمد محسوب القيادي بحزب الوسط الإسلامي، ما قام به مليشيات جماعة الإخوان المسلمين ضد القوات المسلحة، قائلاً: عليهم الالتزام بالتظاهر السلمي والتعامل مع الواقع والمشاركة السياسية مفتوحة امامهم وعليهم إستغلالها قبل أن يصب الشعب جام غضبة على الجماعة وقادتها، موضحاً أن الإخوان تسير في طريق اللاعودة حيث يقوموا بتضحيم الأحداث في مصر أمام الإعلام والمنظمات الخارجية ويدفعون لهم الأموال مقابل ذلك، وبلا شك النية كانت مبيتة امام دار الحرس الجمهوري من الإخوان لصنع بحور من الدماء لتوريط القوات المسلحة. في حين شدد اللواء تيسير الطوبجي الخبير العسكري، على ضرورة مواجهة الإخوان المسلمين بأسلوب الردع العسكري ومعاملتهم على أنهم إرهابيون، خاصةً بعد أن حملوا السلاح في وجه الشعب وضد القوات المسلحة، ولابد أن نكمم أفواه قادتهم لأنهم يحركون الأمور بسبب هالتهم الإعلامية داخلياً وخارجياً، موضحاً أن إستغلال الإخوان للحدث إعلامياً والإتصال بقنواتهم المفضلة مثل "الجزيرة"، قبل وقوع الإشتباك مع قوات الحرس الجمهوري دليل على رغبتهم في الإشتباك وإعمال الفوضى ودليل على إدانتهم في هذه الجريمة وأنهم إرتكبوها ضحوا ببعض شبابهم لتوريط الجيش وإظهارة في موقف قاتل المصريين، كما يحاولون توريط الجيش في حرب مع المدنيين وسواء كانوا إخوان أو غيرهم فإن القوات المسلحة لن تنساق وراء هؤلاء الجهلة.