وبرعاية د.جلال مصطفي السعيد محافظ الفيوم، تركزت محاور المؤتمر الذي استمر لمدة يومين حول القضية السكانية وخطورتها وكيفية احتوائها من خلال تضافر جهود جميع فئات الشعب لأنها تلتهم برامج التنمية وتتمخض عنها مشكلات عدة علي رأسها البطالة والفقر. قال اللواء محمد خليفة فرغلي - مقرر المجلس القومي للسكان: ان الزيادة السكانية غير المنظمة تؤدي الي تفاقم العديد من المشكلات كعمالة الأطفال والتسرب من التعليم والأمية وأطفال الشوارع، وترتبط ارتباطا وثيقا بمشكلة البطالة، فالزيادة السكانية تلتهم معدلات النمو التي تحققها الدولة في جميع المجالات خاصة الخدمية كالإسكان والتعليم والصحة نظرا لعدم التوافق بين الامكانات المادية ومتطلبات القوي البشرية التي تتزايد بشكل رهيب يصل الي مليون طفل سنويا. وحذر من ان هذه الزيادة المطردة ستؤدي الي تناقص نصيب الفرد من المياه فبعد ان كان في التسعينيات 1000 متر مكعب وصل الي 745 مترا مكعبا هذا العام ومن المتوقع ان يستمر انخفاض نصيب الفرد من المياه ليصل الي 340 مترا مكعبا خلال السنوات القليلة المقبلة. وأكد ان الجهود سوف تنصب علي التوعية والمشاركة المجتمعية في مواجهة هذه القضية من خلال تعظيم دور الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني جنبا الي جنب مع جهود الدولة، مشددا علي اهمية دور رجال الدين الاسلامي والمسيحي في التوعية بخطورة الزيادة السكانية من خلال الندوات واللقاءات التثقيفية، وطالب بزيادة المكافآت والحوافز التي تقدم للرائدات الريفيات بكل محافظات الجمهورية لما لهن من دورمهم في تحجيم الزيادة السكانية. فيما اعلنت د. سحر السنباطي رئيس قطاع السكان وتنظيم الاسرة بوزارة الصحة انه تمت الموافقة علي منح جميع الرائدات الريفيات والمشرفات مكافأة مالية قدرها 200 جنيه لكل منهن، تستفيد منها 13 ألف رائدة ومشرفة بمختلف الادارات الصحية والمديريات في جميع المحافظات، وذلك لدورهن المهم في حل مشكلة الزيادة السكانية. وقالت انه تقرر عقد سلسلة من الدورات التدريبية لرفع مستوي الرائدات الريفيات وكفاءة العاملات في هذا المجال.. مشيرة الي ان اختيار الرائدات الريفيات سوف يراعي فيه عدة شروط حتي تكون الرائدة قدوة لجميع السيدات بحيث لا يزيد سن الرائدة علي 35 سنة وألا يزيد عدد الاطفال للمتزوجة منهن علي 3 اطفال. من جهته أكد د. جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم ان المحافظة لديها عدد من البرامج للتصدي لمشكلة الزيادة السكانية وذلك بإحداث التغيير في العنصر البشري نفسه، من خلال برنامج طموح لمحو أمية 403 آلاف شخص في الفترة السنية من 1535 سنة خلال 3 سنوات. وكذلك مشروع المدارس الحقلية الذي يعتمد علي اسلوب التعليم بالمشاركة وهي مدخل حقيقي للتنمية، حيث يمكن الوصول الي المرأة الريفية في أعماق الريف بالقري والنجوع وشرح برامج التنمية المختلفة، ولا يقتصر دور هذه المدارس علي التوعية الزراعية فقط بل امتدت الي مختلف النواحي المعرفية الصحية والدينية والسلوكية، مشيرا ان نصيب المحافظة الآن من هذه المدارس 2200 مدرسة وان هناك خطة لزيادتها بمقدار 1200 مدرسة جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة.