يظهر الهاتف المصرفي كحل آمن وفعال يجعل البنوك قادرة علي اقتناص فرصة كبيرة لتخفيض التكاليف الباهظة التي تتكبدها من أجل تحسين البنية التحتية مثل شبكات الفروع والصراف الآلي، ومن خلال الهاتف المصرفي يتمكن عميل البنك من متابعة جميع عملياته في حسابه المالي لدي البنك عن طريق جهاز التليفون المحمول ومن خلال رقم سري، ومن أهم الخدمات التي يقدمها البنك المحمول فتح حساب، إتمام عمليات البيع أو الشراء، طلب الحصول علي بطاقات ائتمان، ودفع فواتير ونقل أموال بين الحسابات بمعني إجراء التحويلات النقدية إلي أي بنك أو أي حساب آخر سواء في داخل البلاد أو خارجها، لكن هناك تخوفًا لدي الكثيرين من التوسع في تقديم هذه الخدمة.. مؤكدين أنها خدمة محفوفة بالمخاطر ومن الممكن القرصنة علي إيداعاتها أو تغيير مسارات بعض الأوامر فيها.. مشيرين إلي أن شركات المحمول لا تمتلك الخبرة الكافية الخاصة بقواعد البنوك وطريقة عملها، فيما طالبت شركات المحمول بسرعة إصدار هذه الرخصة خاصة مع التوقعات التي تشير إلي نجاح الخدمة في حالة تفعيلها. قال عبد الحميد سليمان مدير نظم المعلومات ببنك مصر - إيران: إن توسع أي بنك في عملية تحويل الأموال أو استخدام أي تكنولوجيا متطورة يجب أن يكون مقننا حتي لا تقوم البنوك بتقديم خدمات لا تعطي عائدًا وربحًا في ظل المبالغ الكبيرة التي تدفعها البنوك للشركات لتصميم بنيتها التكنولوجية وأيضًا مواعيد صيانتها الدورية. وأكد ضرورة زيادة أساليب التأمين علي هذه الخدمة من خلال توفير معلومات مفصلة حول اسم البنك والفرع المسئول عن تنفيذ العملية، إلي جانب وصف تفصيلي للمستخدم وأرقام حسابه.. مشيرًا إلي أن الرقم السري المستخدم حاليا غير كاف لتأمين مسارات هذه الأموال التي سيقدر حجمها في بعض الأحيان بالملايين. كما أوضح أن التحويلات عبر الهواتف لا تؤيدها معظم البنوك وتفضل استخدام التحويلات عن طريق السويفت المؤمن بدرجة كبيرة.. لافتًا إلي أن هذه الخدمة لن تنجح في مصر خاصة أنها دولة نامية ولوجود الكثير من المخاطر التي من الممكن أن تواجهها. قال مجدي العجمي مدير نظم المعلومات بالبنك الأهلي: إن الموبايل سيكون له دور كبير الفترة المقبلة في خلق أنواع جديدة من الخدمات المصرفية، خاصة مع ارتفاع نسبة مستخدمي الموبايل وأيضًا التطور الكبير الذي شهدته برمجيات المحمول المختلفة من الناحية التطبيقية والأمنية. وأضاف أنه يجب علي الشركات والبنوك أن تقترح بعض القواعد بالتعاون مع البنك المركزي لضمان سرية الحسابات وتأمين مسارات الأموال التي تصل في بعض الأحيان إلي ملايين الجنيهات، وأصبح من الممكن أن يقوم العميل بعمل حساب له من خلال الموبايل وأيضًا سحب أرصدة وتحويلها في أي وقت إلي أي شخص يريده ومن المتوقع أن تستحوذ تعاملات البنوك عبر الموبايل علي نصف العمليات المصرفية خلال العامين القادمين. وأشار إلي أن خدمة تحويل الأموال ناجحة في معظم دول العالم وتحقق أرباحًا كبيرة للبنوك وللشركات من خلال الزيادة المطردة في أعداد مستخدمي المحمول إلي جانب الخدمات المتعددة التي تقدمها هذه الخدمة.. وتوقع العجمي أن يتمكن الموبايل من عمليات الصرافة المالية كاملة حيث أسهمت إلي حد كبير في تقليص أعمال الصرافات والبنوك في التحويلات المالية التي كانت تأخذ عليها فوائد وأصبحت الموبايلات تحل مكان الصراف الآلي كما أن عملية تحويل الرصيد أسهمت في حل مشاكل كثيرة كانت تواجه رواد البنوك. من جانب آخر قال د. أسامة عبد العظيم متخصص في تكنولوجيا البنوك إن حجم الإنفاق علي تكنولوجيا المعلومات في القطاع المصرفي العربي تزايد بدرجة كبيرة حيث قدر بنحو 1.8مليار دولار في العام 2008 - 2009 وفقا لتقديرات الخبراء بنسبة نمو تبلغ 15 % سنويا، مما يؤكد أهمية التوسع في الخدمات الإلكترونية كتحويل الأموال من خلال الموبايل أو الإنترنت. وأضاف أن القطاع المصرفي العربي قام بتحقيق تقدم ملموس في توفير الخدمات الإلكترونية حيث بلغت نسبة المعاملات الإلكترونية 85 % من إجمالي المعاملات في البنوك العربية موزعة علي معاملات الإنترنت والهاتف المصرفي وأجهزة الصرف الآلي المتنقلة.. مضيفا أن النسبة ترتفع إلي أكثر من 90 % في السمسرة الإلكترونية. يذكر أن حجم المدفوعات عن طريق الهواتف المحمولة أكثر من 37 مليار دولار العام الماضي بعد إعلان أكثر من 20 شركة حول العالم التوسع في تقديم الخدمة وتقدر قيمة التحويلات المالية السريعة عالميا بأكثر من 230 مليون دولار سنويا.