علي الساحة بالتراجع مما دعا المؤلفين للاقتباس من الأفلام الأجنبية فأصبح عقل وبصر الجمهورمنصبين في أعمال لكتاب محدودين بأقطار مستهلكة وسيناريوهات التقليدية لا جديد فيها أما الكتاب الشباب فلم يسيروا علي خطي السابقين مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهما من عمالقة الكتاب الذين تمسزوا في كتابة السيناريو كما تميزوا في كتابة الأدب ومن هنا نطرح تساؤلا لماذا لا يظهر كاتب سيناريو مثل الأديب الراحل نجيب محفوظ وأين واقع شباب المؤلفين المثقف والواعي بجوانب القضية التي يتناولها ليضخوا دماء جديدة علي الساحة ويعيدوا الحياة والروح للأعمال الفنية فكان لنا أن نثير هذه القضية لأنها من أهم مؤثرات النجاح والتنافس للعمل الفني الدرامي أو السينمائي حتي نستطيع المنافسة ولكي نعود إلي العصر الذهبي لكتابة السيناريو مثلما كانت السينما المصرية سينما لها قدر من العالمية تنافس فيه السينما الهندية التي تقدمت الآن بخطوات سريعة ونرجع الأعمال الدرامية إلي الواقعية علي أسس صحيحة.. بداية يري المخرج نادر جلال أن العمل الدرامي الآن أصبح إعلانا دراميا كبيرا لبطل العمل يتكون من عدة حلقات فقط بمعني آخر يكون السيناريو المكتوب غير معبر عن الواقع مبالغ فيه فيتحول الأشخاص الموجودون في السيناريو إلي مجرد مساعدين مهمشين للنجم الواحد في العمل وهذه المسألة جعلت الدراما تتحول إلي عملية تجارية في المقام الأول وليس لتقديم رسالة هادفة ممتعة للجمهور فأصبح النجم هو الذي يختار المخرج للأسف الشديد والنص الآن أصبح مظلموما. ويضيف جلال الأمر الذي أدي لقصور سيناريوهات الأعمال الدرامية هو عدم وجود مقومات العمل الفني والمعايير الصحيحة التي تضمن جودة العمل بالإضافة إلي التوجيه بالنقد البناء السليم الذي يعلم ويرشد الكاتب إلي كتابة أعمال يتجاوز فيها الأخطاء فإن المؤلف الآن أصبح لا يعرف ماذا يكتب في ظل عدد النقاد مثلما كان من قبل فكانت الدراما تزخر بأعمال متنوعة منها ما هو تاريخي وديني وكوميدي واستعراضي وغيره في إطار مضمون صيد هادف أما كتاب السيناريو حاليا غير مهتمين بهذا التنوع ولا المضمون في ظل غياب وقلة الابداعات النقدية لأن منظومة العمل الفني تتكون من ثلاثة أضلاع تتمثل في وجود الناقد والفنان والمتلقي فإذا غاب ضلع منها انهارت المنظومة بأكملها لذلك أدي إلي ابتعاد المؤلفين عن قضايا ومشاكل كثيرة في المجتمع كان من المفترض أن تتناولها الأعمال الدرامية أو السينمائية كما أن هناك مفهوم اخاطئا وهو أن العمل الجيد يقاس بالمتر وهذا أثر في جودة السيناريو المكتوب وقيمته الفنية وذلك يكون من منطلق البحث عن الريح فقط سواء المكسب المادي أو كسب النجم في صف المؤلف الذي إذا خالف تعليماته وتوجيهاته لا يكتب له مرة أخري. ويري جلال أن الحل الوحيد لتلك الأزمة يكون في بناء منظومة نقدية صحيحة هادفة وموضوعية وأن يسر كاتب السيناريو علي خطي الكتاب الكبار مثل جمال الغيطاني ونجيب محفوظ وغيرهما. ويؤكد المخرج أحمد صقر أن كتاب السيناريو من الجيل الجديد مظلومون وأنهم يظلمون الدراما التليفزيونية أيضا بأعمالهم فبناء السيناريو كما يدرس وكما عرفناه وتعودنا عليه في مشاهدتنا للأعمال المتميزة في العصر الذهبي للابداعات في جميع المجالات يبدأ بالتفكير وتناول قضية مهمة وجديدة تعكس وتعبر عن واقعنا بعبارات شيقة وصورة رائعة فينسج بعد ذلك خيوط هذا العمل الفني سواء للسينما أو للتليفزيون علي فكرته أو علي القضية التي اختار كاتب السيناريو أن يطرحها في العمل في إطار شخوص وأماكن واصفا أدق التفاصيل دون مبالغة فيها أو تضخيم بعد ذلك تنتهي كتابة السيناريو الذي يتحول لعمل تليفزيوني أو سينمائي هادف ذي قيمة فنية ويأتي بعدها اختيار النجوم المناسبين لهذه الأعمال أما ما يحدث الآن هو عكس ذلك تماما وهذا ما أثر في بناء العمل الفني وجودته وهذا يؤدي إلي انهيار الدراما وتراجعها أمام تفوق الأعمال السورية الدرامية وبالتالي ينصرف الجمهور عنها باحثا عن بديل له وتوضح المخرجة والكاتبة إيناس بكر أن انحدار الدراما المصرية حاليا سببه تحويلها إلي انماط ونماذج تليفزيونية جامدة بأقطار مستهلكة مكررة فلم يعد المؤلف الآن يكتب دراما حقيقية تقدم لنا أنماطا طبيعية واقعية في سياق محكم ومنظم جديد. وترجع بكر هذا إلي عدم اطلاع المؤلفين الجدد علي تراث من سبقوهم والاستفادة منه وإضافة الجديد من خلال نظرة معاصرة ملائمة لمجتمعنا والمشكلة أن هؤلاء لا يدركون ابعاد الواقع والقضايا الحقيقية للمجتمع فالثقافة شيء مهم جدا في بناء المؤلف أو بناء أي سيناريو عمل جيد سواء للسينما أو التليفزيون فكيف الحال إذا كان المؤلف لا يعلم شيئا أولا يحصل علي قسط واف من الثقافة في جميع المجالات والأطلاع علي الجديد باستمرار دون ذلك لن يخرج عملا فنيا ذا قيمة. ووكد الناقدة دلال عبد الفتاح أن أزمة السيناريوهات لشباب المؤلفين حاليا تتمثل في حشو السيناريو بتفاصيل لا يتحملها موضوع أو قضية العمل مؤكدة علي ضرورة اعادة النظر في القضايا التي تتطرحها الدراما المصرية وكذلك السينما حتي يكون بها امتناع وتجذب الجماهير من خلال الأحداث المتشابكة التي ينسجها المؤلف أو كاتب السيناريو بأحكام علي أسس ومعايير صحيحة وتري أن تلك الأزمة يقع فيها كتاب السيناريو الآن نتيجة لدخول الكتاب غير المتخصصين في هذا المجال فمسألة التخصص والحرفية في كتابة السيناريو مهمة جدا فكتاب السيناريو لا يصلحون لكتابة التليفزيون أو المسرح نظرا لاختلاف معايير كتابة كلا ممنهما وهي الأسس التي لابد أن يداعبها الكاتب في كل عمل يتناوله مشيرة إلي ضرورة اطلاع شباب الكتاب علي التراث المكتوب من أعمال وابداعات العمالقة بالإضافة لضرورة دراسة المؤلف للقضية التي يتناولها في السيناريو جيدا من جميع الجوانب.