فلا تزال المستشفيات المصرية تتبع الطريقة القديمة وهي التخلص من المخلفات عن طريق المحارق.. مما يهدد المواطنين بأخطار جسيمة خاصة أن هذه المحارق تقع وسط الكتل السكنية ولا تلتزم بالاشتراطات التي وضعتها وزارة البيئة للحفاظ علي صحة المواطنين. ويؤكد مصدر بوزارة البيئة أن الوزارة لديها خطة شاملة للمحارق ومستواها البيئي، وذلك حتي نضمن سلامة القاطنين بجوار تلك المحارق التي تخضع أيضا لرقابة دورية وهناك تشديد علي العاملين بالمحرقة علي اتباع الطرق السليمة حتي نضمن انتهاء مرحلة الحرق بسلام. ويضيف: إن عملية إنشاء المحارق تخضع لشروط بيئية عالمية يجب أن تكون عليها المحرقة، لابد من وجود حزام أخضر حول المحرقة وأن تتم عملية الحرق في منتصف الليل بالإضافة إلي عدم قرب المحرقة من الكتلة السكنية وتتغير فلاتر التنقية بصفة دورية واستخدام مواد تساعد علي عملية الحرق، وتكون مطابقة للمواصفات البيئية، ويقول: نطالب المواطنين بالإبلاغ عن أي محرقة تخالف هذه الشروط فلا يجوز للمحرقة أن تعمل نهاراً حتي لا تتسبب في ذعر للمواطنين والمحرقة التي تخالف ذلك ستتعرض للغلق وتحويل المسئولين عنها للتحقيق". ويوضح أحد الأطباء بمستشفي قنا العام -رفض ذكر اسمه- أن المحرقة بقنا تقع داخل نطاق المستشفي وبجوارها المشرحة وغرفة الغسيل الكلوي ملاصقة لمحرقة المخلفات الطبية، فالمريض يدخل غرفة الغسيل الكلوي ويستنشق رائحة المخلفات الطبية ويصاب بأمراض نتيجة وجود المحرقة بجوار هذه الغرفة، فقد أثبتت الأبحاث البيئية خطورة وجود المحارق الطبية داخل المستشفيات وداخل المناطق السكنية وذلك لخطورة المركبات الناتجة عن المحرقة حتي لو كانت تلك المحرقة مطابقة للمواصفات البيئية. ويضيف: إن وجود المحرقة بجوار غرفة الغسيل الكلوي بجوار المشرحة بمستشفي قنا العام أصاب المرضي والمواطنين بالذعر نتيجة الرائحة الناتجة عن المحرقة وتراكم المخلفات الطبية. ويؤكد د. محمد حسين، أستاذ أمراض الصدر بمستشفي السنور، أن ما ينتج من أضرار صحية بسبب حرق المخلفات لا يقتصر علي الصدر فقط، بل يمتد إلي جميع أجهزة الجسم فالمحارق بجميع أنواعها سواء المطابقة للمواصفات البيئية أو غير المطابقة تصيب المواطن الذي يقطن بالقرب منها بأمراض الصدر والقلب لأن الغازات الناتجة عن المحارق عبارة عن مواد قاتلة قد تتسبب في بعض الأحيان في تصلب الشرايين، فالمحارق غير المطابقة للمواصفات البيئية والصحية ينتج عنها "210" مواد كيميائية تؤدي جميعها للإصابة بالسرطان. وأشار إلي أن نظام العمل بالمحارق قد تم منعه عالميا لأن المحارق تضر بصحة الإنسان ولابد من إعادة صيانة هذه المحارق. ويشدد د. محمد حسين علي أن مكان إقامة المحارق في مصر مخالف، فلا يعقل أن تكون المحرقة داخل المستشفي وتقع وسط منطقة مليئة بالسكان، فمن المفروض أن يكون مكان إقامة المحرقة بعيداً عن الكتلة السكنية ولا يسمح بالإقامة بجوار المحرقة ومن يخالف ذلك يتحمل عواقب الإقامة بجوار المحرقة، ويجب علي القائمين بإنشاء المحارق أن يطبقوا ما يتم تفعيله في عملية التخلص من النفايات الطبية الخطيرة بطرق سليمة، ففي أوروربا يتم دفن المخلفات بجميع أنواعها في أعماق الأرض وتكون هناك رقابة فعلية علي عملية الدفن حتي لا تتفاعل هذه المخلفات الطبية فتضر ضرراً بالغاً بصحة الإنسان. كما حددت وزارة البيئة حدوث معايير الانبعاثات الضارة الناتجة عن محارق المستشفيات حسب الأضرار الناتجة عن المحارق مرتفعة بالمدة التي لا يمكن أن يتجاوزها المواطن في عملية الاستنشاق وإذا زادت يؤدي ذلك إلي إصابته بإصابات خطيرة• وقد رصدنا وجود محرقة في مستشفي قليوب وسط كتلة سكنية مزدحمة ورغم مناشدة المواطنين وزارة البيئة والصحة بالخطورة التي تهددهم جراء المحرقة والرائحة الكريهة الناتجة عن تراكم المخلفات، فقد أكد طارق أحمد من سكان المنطقة أنه يستيقظ كل يوم علي رائحة المخلفات والمحرقة وأنه اتصل بالوزارة أكثر من مرة ولم يجب عليه أحد.. فأين وزارة البيئة من المخاطر التي تهددنا كل يوم؟ فهذه المحرقة عبارة عن قنبلة قاتلة لأطفالنا وللمواطنين بالمنطقة.. ويأخذ طرف الحديث محمد محمود فيقول: إن المحرقة تخرج رائحة كريهة ووجودها بوسط كتلة سكنية خطر علينا وكثير من أبنائنا أصيبوا بأمراض الصدر والحساسية نتيجة لمعايشتنا المستمرة لهذه الروائح الكريهة. ويقول إسماعيل محمود، عامل: لا أحد يتخيل الرائحة الكريهة التي نستنشقها كل صباح، نحن في حاجة إلي إعادة تقييم لهذه المحرقة.. ويوضح أحمد عبد الله، طالب جامعي، أن المحرقة تخالف قواعد وشروط البيئة والصحة في طريقة التدوير والمحرقة بها مخالفات عديدة وعلي الهيئات المعنية أن تتخذ الإجراءات المناسبة.