اعتذارات متتالية للفنانين والفنانات عن تقديم الأعمال صنعت حالة من الارتباك داخل الوسط الفني، وأصبح العمل الواحد قبل أن يستقر على فنان يقوم ببطولته يكون قد مر على أكثر من ثلاثة فنانين آخرين. ولم تقتصر هذه الاعتذارات عن المشاركة في الأعمال فقط عند رفض السيناريو، ولكن هناك أعمالًا يتم تصويرها بالفعل، ويأتي الفنان في منتصف الطريق يعلن اعتذاره عن استكمال العمل دون إبداء أي أسباب، لذلك لتبدأ رحلة البحث عن بطل جديد يستكمل تصوير العمل. ليس فقط حالة الارتباك الفني هي ما تتسبب فيه تلك الاعتذارات السلبية، ولكن هناك نتائج سلبية أكثر منها زيادة التكاليف الإنتاجية، وتعطيل خروج الأعمال إلى النور واتهام الفنانين بعضهم البعض بإتخاذ الأدوار وغيرها... فإلى أين سيظل هذا المسلسل؟ ومتى ستنتهي حلقاته؟ وما رأي النقاد والمخرجين والمنتجين في هذه الظاهرة؟ وعلى صعيد السينما توالت اعتذارات الفنانين في عدد من الأفلام منها فيلم "فارس أحلام"، والذي اعتذر عن بطولته الفنان "أحمد وفيق" ليحل محله الفنان "هاني عادل" مع درة ومي سليم، وقد أكد أن اعتذاره لأسباب خاصة لا يريد الإفصاح عنها، والفيلم من تأليف محمد رفعت وإخراج عطية أمين. وجاء اختيار الفنانة "راندا البحيري" لبطولة فيلم "هيصة" التي بدأت تصويره الأيام الحالية بعد اعتذار الفنانة "ساندي" عنه على الرغم من أنه البطولة المطلقة الأولى لها في السينما؛ التي أكدت أن اعتذارها عن الفيلم جاء بسبب رفض المخرج والمنتج إجراء تعديلات على السيناريو وفقًا لما طلبته على الرغم من أنهما وافقا على هذه التعديلات من قبل. ووافقت "راندا البحيري" أن تقوم ببطولة الفيلم، والذي يشاركها فيه كل من محمد رضا، وخالد حمزاوي، وشمس، وتجسد من خلاله "راندا" دور فتاة مسترجلة تدعى "هيصة" تقف بجانب أخيها بطل الأحداث في العديد من المشاكل التي يقع فيها نظراً لطموحاتها الكبيرة، والتي تفوق طاقاته، وهو من تأليف عبد المنعم طه، وإخراج وائل عبد القادر. وكان لفيلم "تراللي" أو "المزة والصاروخ" بعد تغيير اسمه نصيب أكبر من الاعتذارات بدأت باعتذار الفنان "حسن الرداد" عن البطولة على الرغم من تصويره لبعض المشاهد، ليأتي الفنان "أمد عزمي" ليحل محله، بعد أن أكد "الرداد" أن انشغاله بتصوير برنامج "ديو المشاهير" هو السبب وراء ذلك. . كما تم استبدال الفنانة "ميسرة" بالفنانة "مادلين طبر" بعد اعتذارها عن البطولة، والتي أكدت أن السبب هو اعتقادها أن المخرج محمد حمدي هو من سيقوم بإخراجه، إلا أنها فوجئت بتولي المخرج حسني صالح الإخراج بدلًا منه. وانهى فيلم "تراللي" سيناريو الاعتذارات باعتذار بطلة الفيلم الفنانة "رانيا يوسف" عن استكمال تصوير مشاهدها الأخيرة؛ بسبب خلافاتها مع المخرج. وسبق وأن شهد أيضًا فيلم الحفلة اعتذار الفنانة "نيكول سابا" عن بطولته لتحل محلها الفنانة "جومانا مراد"، والتي قررت الانسحاب من الفيلم بعد وقوعها في خلافات مع بطلة العمل الأخرى "روبي"، والفيلم من بطولة أحمد عز، ومحمد رجب، وأحمد السعدني، ومن تأليف وائل عبد الله، وإخراج أحمد علاء. ولم يختلف الأمر كثيرًا في الدراما، والذي توالت فيها أيضًا اعتذارات الفنانين عن تقديم الأعمال على الرغم من قبولهم القيام ببطولتها والبعض منهم بدأ في تصويرها فعليًا. فقد تسبب اعتذار الفنانة "عبلة كامل" عن بطولة مسلسل "الوالدة باشا" بتأخير تصويره لحين إيجاد فنانة أخرى تحل محلها، وبالفعل وافقت الفنانة "سوسن بدر" على أداء دور البطولة بدلًا منها. والمسلسل من المقرر عرضه في رمضان المقبل، ويشارك في بطولته صلاح عبد الله، ودينا فؤاد، وأحمد داود، ومن إخراج شيرين عادل، وقد سبق واعتذرت عنه أيضًا الفنانة بوسي. وعلى الرغم من تأكيده أكثر من مرة على قيامه ببطولة المسلسل الذي يتناول قصة حياة العالم مصطفى محمود، إلا أن الفنان "أحمد آدم" اعتذر عن بطولة المسلسل دون أن تكون هناك أسباب واضحة. ويجرى حاليًا ترشيح الفنان "خالد صالح" لتجسيد شخصية مصطفى محمود في سن الكبر، في حين أنه لم يتم الاستقرار بعد على الفنان الذي سيؤدي دور الشخصية في سن الشباب، والمسلسل من تأليف وليد يوسف..كذلك قرر المخرج مجدي أحمد علي، والشركة المنتجة لمسلسل "مداح القمر" استبعاد الفنان "عمرو واكد" من بطولة المسلسل، حيث كان من المفترض أن يجسد شخصية الملحن الراحل "بليغ حمدي" في المسلسل الذي يتناول حياته. وجاء استبعاد المخرج ل "واكد" عقب إغلاقه لهاتفه واختفائه على الرغم من تحمسه للمسلسل والمشاركة في إنتاجه لإخراج العمل للنور، إلا أن المخرج اعتبر اختفاءه بمثابة اعتذار رسمي عن العمل، وسيتم حاليًا الاستقرار على بطل آخر للعمل..كما أنه سبق وأن اعتذرت الفنانة "ياسمين عبد العزيز" عن بطولة مسلسل "يوميات زوجة مفروسة" والذي تم عرضه عليها، ليتم استبدالها بالفنانة "داليا البحيري"، والتي تستعد لبدء تصويره قريبًا. وعن سيناريو الاعتذارات المتتالية ومدى تأثيره سلبيًا على الحركة الفنية، أوضح المنتج والمؤلف "وائل عبد الله" أن هذه الظاهرة منشأها التأثير السلبي على العملية الإنتاجية، حيث لا يهتم الفنان بالخسارة المادية التي من الممكن أن يتحملها المنتج نتيجة الاعتذارات المتتالية للفنانين، هذا بالإضافة إلى أن هناك فنانين يعتذرون عن العمل بعد أن تتم جميع التحضيرات مما يضعنا في مأزق، وتبدأ رحلة البحث عن بطل بديل وهذا يستلزم وقتًا كبيرًا لترشيح فنان وإرسال السيناريو له وانتظار موافقته على الدور أو رفضه بعد قراءته لدوره وهكذا. وعن فيلمه الجديد "الحفلة" واعتذار الفنانة "نيكول سابا" عنه، أوضح "عبد الله" أنه ليس له علاقة باعتذار نيكول عن العمل، وأن ذلك جاء نتيجة عدم وجود تفاهم بينها وبين بطلة العمل الأخرى "روبي"، وأن قرار انسحابها من الفيلم كان بناء على رغبتها. وأضاف "وائل" أنه في انتظار عرض الفيلم يوم 23يناير، وأنه سعيد لأنه على الرغم من تعطيل تصوير الفيلم إلا أنه متفائل؛ لأنه تم الانتهاء منه في الوقت المحدد ليلحق بالعرض في موسم نصف العام. كما رفض المخرج "حسني صالح" أن يكون السبب الأول لانتشار هذه الظاهرة هو عدم اختيار المخرج للفنان الصحيح، وعدم توظيفه في الدور المناسب كما يقال، مؤكدًا أن اعتذارات الفنانين تكون في الأساس بسبب رغبتهم في التحكم في سيناريو العمل وطريقة تصويره وتنفيذه، وأن الفنان لمجرد أنه بطل العمل يظن أنه هو المتحكم الأول والأخير في العمل بكل تفاصيله. وعن الاعتذارات العديدة التي واجهها في فيلمه الأخير "تراللي"، أكد أن الفيلم واجه عددًا من الاعتذارات، والتي كان أهمها اعتذار الفنان "حسن الرداد" عن دوره؛ لأنه في وقتها تسبب في تأخير عملية التصوير لحين موافقة الفنان "أحمد عزمي" على الدور بدلًا منه. وترى المخرجة "شيرين عادل" أن كثيرًا ما تتسبب اعتذارات الفنانين المتتالية في تأخير تصوير الأعمال، بل إن هناك أعمالًا تتوقف نتيجة لذلك، ورفضت "شيرين" فكرة الاعتقاد السائد دائمًا عند بعض الفنانين والذين يرفضون في بعض الأوقات سيناريوهات لأفلام أو مسلسلات لمجرد سماعهم أنها تم رفضها من قبل أكثر من فنان أو فنانة، معتبرين أنهم بذلك تفادوا حدوث مشاكل أو أن يقال فيما بعد أن هذا الفنان أخذ بطولة هذا الفيلم من فنان آخر، وهذا اعتقاد خاطئ لابد أن نتخلص منه؛ لأن بطل العمل هو من قام بتصويره وهو من خرج بالعمل إلى النور وليس من رفض العمل أو اعتذر عن الدور.