إستنكر مثقفون عرب الرفض الأمريكى - الإسرائيلى ومحاولاتهم المستميتة بعدم إدراج كنيسة بيت لحم بفلسطين على قائمة التراث العلمي، وأرجع الخبراء ذلك لأنه يمثل إعترافا من دول الأممالمتحدة بالسيادة الفلسطينية وبحقها في المقدسات الدينية والتاريخية، مطالبين بأن تقدم اليونيسكو مزيداً من التعاون مع الجامعة العربية للحفاظ على هوية بيت المقدس وحمايته من مراحل الهدم وبعض الانهيار الذى أصابة نتيجة الرغبة الاسرائيلية في الحفر تحتة لانهياره ذاتياً، ورفض الخبراء الصمت العربى والانطواء على مشاكلهم الداخلية وترك القضية الفلسطينة في العراء. وقد أشاد مراقبون مصريون بقرار منظمة اليونيسكو بإدراج كنيسة المهد ببيت لحم بدولة فلسطين على قائمة التراث العالمى، وحمايتها من القوة الغاشمة الإسرائيلية التى كانت تمنع الحجاج المسيحيين من زيارتها، وحمايتها من التلف والتخريب الذي لحق بالبنية المعمارية للكنيسة في ظل غياب أعمال الترميم منذ خمسين عاماً. وقال د.عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قرار اليونسكو إدراج كنيسة المهد على قائمة التراث العالمي إنتصاراً للقضية الفلسطينية، وإعترافا دولىا بحقوق الشعب الفلسطينى في مقدساتة التى يريد العدو الصهيونى أن يهدمها، مشيراً الي أن الصدمة الإسرائيلية في وضع كنيسة بيت لحم على قائمة التراث العالمى أنها أصبحت في حماية الأممالمتحده، ولذلك كانت ترغب إسرائيل في إستمرار تضييق الخناق على الفلسطينين وتنكيس المقدسات التاريخية، موضحاً أن قرار اليونيسكو جاء متأخراً بعد أن كادت إسرائيل أن تعزل فلسطين والمقدسات الدينية عن المجتمع الدولى وضمها لنطاق الدولة العبرية، كما حدث مع القدس حين أعلنت أنه تابع للسلطة الإسرائيلية وتحت حماية الجيش، واصفاً القرار بأنه بمثابة" تأميم للكنيسة"، ولكن بطريقة عالمية ولكن تحت سلطة الدولة الفلسطينية، وحماية الأممالمتحدة، مشدداً على ضرورة مناشدة جامعة الدول العربية منظمة اليونيسكو لاستمرارها في حماية التراث التاريخى، لأن اليهود يرغبون في ضياع الهوية الفلسطينية. وأضاف د.عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن الدول العربية انشغلت في شئونها الداخلية بعد ثورات شعوبها على أنظمتها الفاسدة التى كانت تتعاون مع إسرائيل، وللأسف استمر الوضع وتركت الشعوب العربية القضية الفلسطينية، وسقطت من على أجندتهم للقومية العربية، حتى إستغلت الدولة العبرية الفرصة وسارعت في "الحفر" تحت المقدسات الدينية مثل كنيسة المهد، والمسجد الأقصى، حتي جاء القرار التاريخى بإدراج كنيسة المهد على قائمة التراث العالم ليكون في حماية منظمة الأممالمتحدة، موضحاً بأن هذا القرار سوف يساعد على إعادة ترميم وصيانة ما تم هدمه من الكنيسة، وحمايتها من أى عدوان صهيونى في المستقبل، مناشداً الجامعة العربية بتقديم خطوات ملموسة لحل القضية الفلسطينية لأن الوضع العربى في العالم أصبح مخزى وخجل، ولم يعد أمام الحكام والشعوب سوي مناشدة المنظمات الدولية لتحافظ على المقدسات التاريخية العربية في فلسطين. محاولة منع القرار وأوضح د.جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أنه رغم إدراج كنيسة المهد على قائمة التراث العالمى وإعتبارها مزاراً عالمى وتاريخى، الإ أنها سوف تظل ملكاً للفلسطينين، لأنها تقع ضمن حدود الدولة، ولكن ستحصل على إهتمام من المجتمع الدولي للتأكد من الحفاظ على المقدسات الدينية للأجيال القادمة، وتشترك جميع دول الأممالمتحدة في الاتفاقية للحفاظ على هذه المواقع التاريخية وحمايتها من اليهود المتطرفين. مشيراً الى أن أمريكا كانت تحاول منع هذا القرار بكافة الوسائل، لأنها ترى أن الكنيسة حقُ للمسيحيين الأمريكان ومن باقى دول العالم فقط، أما المسيحين العرب فهم فئة مغضوب علىهم ويتم منعهم من زيارة الكنيسة أو دخولها، مؤكداً بأن أمريكا تحاول سرقة التاريخ العربى، وإسرائيل تحاول سرقة الأرض، والعرب تائهون وليس أمامهم سوى مناشدة المنظمات الدولية ليحصلوا على حقوقهم، مطالباً اليونيسكو بضم القدس الي قائمة تراثها العالمى حتى نضمن الحماية الدولية للمكان، بدلاً من إستمرار الحفر تحت بيت المقدس من جانب قوات الإحتلال. وإستنكر د.وحيد عبد المجيد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، الرفض الإسرائيلى والأمريكى قرار اليونيسكو بإدراج كنيسة المهد على قائمة التراث العالمى، وإعتبارهما القرار مسيساً اصالح العرب، من جانب منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة، مشدداً على ضرورة توحيد الجهود بين الطرف العربى المتمثل في الجامعة العربية وبين منظمة اليونيسكو، للتصدي للمحاولات المتكررة من قبل الصهاينة، لتهويد المواقع والمعالم الأثرية الفلسطينية وتسجيلها على لائحة التراث العالمي حفاظاً علىها من العبث الإسرائيلى، مطالباً الجامعة العربية بإعداد قائمة بجميع المقدسات الدينية والحضارية المهدده بالخطر والإنهيار لضمها على قائمة التراث العالمى لتكون في حماية العالم. ولفت د.حسام عيسى أستاذ القانون الدولى بجامعة عين شمس، بأن إسرائيل بعد صدور قرار اليونيسكو بإدراج كنيسة المهد على قائمة التراث العالمى، لم يعد لها الحق في التواجد العسكرى في محيط الكنيسة أو طريق الحجاج، وطبقاً لقانون الإتفاقية فإن الكنيسة حالياً تحت حماية الأممالمتحدة، وكل ما في وسع الصهاينة أن يتقدموا بطلب للموافقة على دخول الحجاج اليهود لزيارة الكنيسة مثل باقي حجاج العالم، مشيراً الي أن العالم بدأ يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وبقيام الدولة الفلسطينية صاحبة التاريخ والمقدسات الدينية، لكن للأسف العرب مازالوا صامتين في وجة القوة الغاشمة الإسرائيلية، ومازلنا نفرح بأى قرار دولي يخدم القضية الفلسطينية، ولكننا لم نتحرك دولياً لإصدارة، وكل ما بوسعنا هو التقدم بالشكر والتقدير لمنظمة اليونيسكو، وننتظر منها المزيد بعيداً عن الجامعة العربية، التى فشلت في حل جميع القضايا العربية، وباتت متأخرة جداً عن العالم الخارجى وإنطوت على نفسها وعلى مشاكلها الداخلية. محاولات التدويل وكشف محسن على الخبير الأثري، عن بعض المحاولات الإسرائيلية للتدويل ضم كنيسة المهد، حيث أنها سعت لمنع إدراجها على جدول البحث الخاص باليونيسكو، ومارست ضغوطاً على المجلس العالمي للمعالم الأثرية باليونسكو، والذي خضع بالفعل للإملاءات الإسرائيلية والأمريكية، وأوصى بعدم النظر بالطلب الفلسطيني لأسباب تقنية وعدم وفرة الأدلة عن المخاطر التي تهدد كنيسة المهد، موضحاً بأنه رغم هذه التوصية إلا أنها كانت غير ملزمة للجنة التراث العالمي،كون الذرائع غير مقنعة وواهية ورأت اللجنة أن التوصيات تحمل أبعاد سياسية، مستنكراً الحصار الذي فرض على الكنيسة والقصف الذي تعرضت له خلال إنتفاضة القدس والأقصى، إلى جانب الحصار المتواصل على الكنيسة جراء جدار الفصل العنصري وعزل الفلسطينيين وسلخهم عن مقدساتهم وموروثهم الأثري والحضاري. وأكد كمال حسن الخبير الأثري، بأن فلسطين قدمت المزيد من الطلبات بعد ضم كنيسة المهد على لائحة التراث العالمي، لإدراج عشرات المقدسات الإسلامية والمسيحية والمواقع الأثرية والحضارية لمنظمة اليونسكو، لإثبات الحق التاريخي الفلسطيني في هذه المقدسات، وحمايتها من سلطات الإحتلال الإسرائيلي التي تسعي لطمس وتزييف وتهويد معالم الدولة المحتلة، خاصةً بعد أن قدمت إسرائيل قائمة تضم خمسين موقعاً بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وكان من ضمنها كنيسة المهد والقدس، ليتم إدراجها كمواقع أثرية عالمية ليتم إدراجها تبعاً لإسرائيل، ومن ثم يكون إعترافاً دولياً بأن هذه المقدسات تتبع الدولة الصهيونية. جدير بالذكر أن مدينة بيت لحم، تعتبر من أبرز أماكن الحج لدى المسيحيين، وأول موقع سياحي في الأراضي الفلسطينية (مليونا زائر عام 2011)، كما تعتبر كنيسة المهد التي تعود الى القرن الرابع في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين، من أقدم الكنائس وأكثرها قداسة بالنسبة الى المسيحيين وهي "مهد ولادة السيد المسيح".