حالة من القلق والترقب انتابت جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة إثر الإعلان عن تحالفات مدنية قوية تواجه الإسلاميين في الانتخابات القادمة سواء التشريعية أو المحلية، لا سيما أن هذه التحالفات يأتي على رأسها ثلاثة من رموز العمل السياسي في مصر حمدين صباحي والبرادعي في تحالف جبهة الوطنية المصرية، وعمرو موسى في تحالف بيت الأمة، وهذا هو ما دعا الإخوان من الآن لدراسة الموقف والاستعداد بخطط بديلة غير نمطية تعمل بها في الفترة القادمة، خاصة أن الإخوان انفقوا قدرا كبيرا من ثرواتهم المادية في الممارسات الانتخابية السابقة، وأصبحوا يواجهون الآن مشكلة في التمويل كما يرى البعض من أعضاء الجماعة أن الإخوان مجهدون ماديا، حيث أنه تم إنفاق الملايين على انتخابات مجلسي الشعب والشورى التي أجريت مؤخرا بالإضافة إلى جانب المبالغ الطائلة التي تم انفاقها على الانتخابات الرئاسية لدعم مرشحها د. محمد مرسي الذي فاز بمنصب رئيس الجمهورية، وبالتالي يرى البعض من أعضاء الجماعة إن الانتخابات إذا أجريت بنظام القائمة سيكون ذلك في صالح الإخوان وليس العكس كما تتوقع بعض القوى السياسية، لأنه سيقلل النفقات المادية للإخوان . تشير المصادر إلى أن الجزء المادي غير المنظور يأتي من خلال المتطوعين من أعضاء وكوادر الإخوان، بينما تعد مشكلة الإجهاد المادي بسبب إنفاق الملايين على الانتخابات خلال الأشهر الماضية هي الإشكالية الوحيدة في عدم استعداد الإخوان حتى الآن للانتخابات البرلمانية المقبلة، الأمر الذي قد يؤثر على حجم الدعاية الانتخابية، وهناك لقاءات مكثفة يعقدها قيادات الإخوان لحل هذه المشكلة في أسرع وقت، هذا فضلا عن صعوبة دخول الإخوان في أي تحالف انتخابي خلال الانتخابات المقبلة، بينما سيتم التفاهم والتنسيق مع بعض التكتلات الإسلامية في عدد من الدوائر. "استعدادات جماعة الإخوان للانتخابات البرلمانية القادمة بدأت مبكرا، هذا ما أكده محمود عامر القيادي بحزب الحرية والعدالة، والذي نفى قيام الحزب حاليا بالتنسيق مع بعض القوى السياسية للانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال: إنه يركز حاليا على إعادة هيكلة بعض لجانه الداخلية، وإعداد كوادره وتأهيلهم لخوض الانتخابات، وحول إمكانية دخول الحرية والعدالة في تحالف مع التيار الإسلامي أكد عامر: أن تحالف الإخوان في الانتخابات الماضية كان مع غير الإسلاميين مشيرا إلى أن الحرية والعدالة منفتح على جميع التيارات وليس لدينا مانع في التحالف مع أي تحالف أو تكتل أو تيار، وهو يرى أن التحالفات التي تمت مؤخرا للنيل من الحرية والعدالة وإنهاكه وإنقاص حصته من المقاعد لا يعني نجاحه في ذلك. وحول قيام حزب الحرية والعدالة بتغيير 50% من نوابه السابقين بمجلس الشعب الذي جرى انتخابه بعد الثورة استعدادا لانتخابات بعد وضع دستور جديد، ولم يؤكد عامر الأمر ولم ينفيه أيضا، واكتفى بالقول: أنه من المتوقع حدوث تغييرات، كما قد يعتذر بعض النواب عن خوض الانتخابات. ومن جانبه يرى وليد الحداد عضو لجنة العلاقات الخارجية والمتحدث الرسمي باسم الحزب: إن دخول الحرية والعدالة في تحالفات انتخابية هي خطوة سابقة لأوانها ولحين معرفة شكل النظام الانتخابي الذي بناء عليه سيتحدد معالم التحالف الحداد بوجود تحالفات مدنية وطالبها بألا يكون الغرض هو التحالف ضد الإخوان ولكن مصلحة مصر، وعن سعي هذه القوى لانتقاص حصيلة الإخوان من البرلمان قال: هذا كلام سابق لأوانه فالأمور كلها ما زالت في نطاق الدعاية والرأي وفي النهاية للناخب المصري. ويتفق معه في الرأي القيادي الإخواني بحزب الحرية والعدالة أحمد أبو بركة ويرى: أن التحالفات التي حدثت بين بعض القوى هي أمر إيجابي، حيث نسعى بعد الثورة لإقامة نظام سياسي ديمقراطي يقوم على معارضة قوية وأغلبية قوية أيضا. ويتفق معه في الرأي القيادي الإخواني بحزب الحرية والعدالة أحمد أبو بركة، ويرى: أن التحالفات التي حدثت بين بعض القوى هي أمر إيجابي، حيث نسعى بعد الثورة لإقامة نظام سياسي ديمقراطي يقوم على معارضة قوية وأغلبية قوية أيضا.