في البداية أكد المهندس حسن خالد رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي أنه لم يسمع مجرد سمع عن حالات الهبوط الأرضي المتكررة التي حدثت نتيجة كسر في بعض خطوط المياه والصرف الصحي في محافظات القاهرة وأسيوط والفيوم وكفر الشيخ وقنا وأخيرا القليوبية ، هذا الهبوط الذي من شأنه إحداث تصدع في المباني المجاورة لمناطق الهبوط ، وأن الحالة الوحيدة التي علم بها هي حالة شارع الجيش بباب الشعرية ، نظرا لأنها الحالة الوحيدة تقريبا هذا العام التي لم تكن ناتجة عن كسر أو تسريب من خطوط المياه أو الصرف الصحي ، فهل يعود السبب في تكرار هذه الحالات إلي عدم الاهتمام بطبقة الأساس قبل تمديد الخط وعدم اختبار الخطوط وفحصها بعناية أم إلي عدم وجود صيانة دورية للخطوط قبل حدوث مزيد من الانهيارات؟ يري د. ممدوح حمزة الاستشاري الهندسي أن معظم حالات الهبوط الأرضي تحدث بسبب خطأ بشري والتربة بريئة من الاتهام فهو ناتج عن سوء تصميم أو تنفيذ للمشروعات وذلك يرجع بالدرجة الأولي حسب قوله إلي تردي أوضاع المهندس المصري الذي يعاني عدم وجود نقابة ترعي شئونه ويتم الرجوع إليها في حال مخالفة أحد الأعضاء لاشتراطات مزاولة المهنة، لكن بقاء نقابة المهندسين تحت الحراسة سوف يؤدي إلي مزيد من التدهور ، مؤكدا أن الانهيارات الصخرية التي حدثت في المقطم منذ وقت غير بعيد والتي أسفرت عن إزهاق أرواح كثيرة لا تعد كارثة طبيعية كما صنفها البعض، بل هي نتيجة خطأ وتقصير بشري في الاهتمام بقاطني تلك المناطق مما اضطرهم إلي اللجوء إلي أساليب عشوائية في بعض المرافق ، وتوجد مناطق أخري تلجأ إلي مكاتب مقاولات لتوصيل المرافق خاصة مياه الشرب والصرف الصحي ولا يتم تنفيذها بشكل سليم مما ينتج عنه حدوث كوارث بعد وقت قليل نتيجة سوء التصميم أو تنفيذه بخامات رديئة وفي النهاية تكون النتيجة كارثة نتيجة خطأ بشري. د. حماد عبد الله رئيس المركز العلمي للاستشارات الهندسية فأكد أن هناك جسات للتربة يقوم بها الاستشاري قبل اتخاذ قرار إقامة أي مشروع عليها وأيضا المقاول يقوم بعمل جسات لمعرفة طبيعة التربة والأسلوب المناسب للتعامل معها وما إذا كانت تحتاج إلي معالجة من أي نوع ، وعند التنفيذ يقوم المقاول بعمل جسة تأكيدية. وعن حالات الهبوط الأرضي المتكررة التي حدثت مؤخرا يرجح د. حماد معظمها إلي استخدام مواسير غير مطابقة للمواصفات وافق عليها وزير الإسكان السابق محمد إبراهيم سليمان رغم علمه بمخالفتها للمواصفات في تنفيذ خطوط المياه والصرف الصحي نتج عنها تسريب وانفجار لتلك الخطوط مما أدي إلي هبوط التربة الذي من شأنه أن يحدث كوارث في بعض الحالات من تعرض بعض المباني للتصدع ويمكن أن يؤدي إلي انهيارها ، أما عن الحالات التي ظهرت في محافظة دمياط والتي أدت إلي انهيار بعض المباني وميل للبعض الآخر فكانت نتيجة حدوث تحرك للتربة ناتج عن نهر النيل في الشاطئ ، فقرر المحافظ د. م. محمد فتحي البرادعي عمل حائط خراساني بطول 22 مترا لمساندة التربة وعمل خوازيق 40 مترا تحت أعمدة المباني.