يبدو أن الأيام القادمة سوف تكشف المزيد من المفاجأت فبعد ما تردد عن لقاء قيادات سلفية بالفريق أحمد شفيق والتي كانت سببا في تفجر الخلافات داخل حزب النور، انتقلت المواجهة إلى حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وقد عمل الإخوان بالمثل الشعبي "بيدي وليس بيد غيري"، وبدلا من أن يكون كشف القضية من الخارج بادرت جريدة الحرية والعدالة بنشر تصريح للمهندس حسن مالك القيادي بجماعة الإخوان المسلمين كشف خلالها عن اتصالات ومقابلات تمت بينه وبين المرشح الرئاسي الخاسر الفريق أحمد شفيق قبل أن تقرر جماعة الإخوان المسلمين الدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية. وقال أنه في شهر يوليو 2011 اتصل بي الفريق أحمد شفيق وطلب مقابلتي وتقابلنا في منزل صديق لنا، وطلب مني خلال اللقاء مقابلة د. محمد مرسي أو د. محمد سعد الكتاتني أو د. عصام العريان، فسألته عن الهدف من المقابلة، فقال لي عايز رأيهم في ترشحي لرئاسة الجمهورية، لأنهم إذا لم يوافقوا فلن أترشح. فقلت له: " لو عايز رأيي الشخصي لا تترشح لأن الرئيس المخلوع حسني مبارك حرقك" ثم أبلغته أني سأبلغ الإخوان بطلبه، إلا أن د. محمد مرسي رد بأن الإخوان ليسوا على استعداد لمقابلته. وأضاف مالك: " ألح الفريق شفيق واتصل بي عدة مرات، فاعتذرت له بشكل دبلوماسي فطلب أن أرتب له لقاءا مفاجئا معهم في بيتي قائلا: "أنت بخيل ولا أيه"، فقلت له: " إن هذه الطريقة ليست جيدة". وتابع: " التقيت بالفريق شفيق بعد عودتي من السفر، حيث ذهبت إليه وأخبرته اعتذار الإخوان"، مشيرا إلى أن هذه الاتصالات إنقطعت تماما بعد ترشح شفيق للرئاسة. وردا على تلك التصريحات من جانب حسن مالك علق الفريق أحمد شفيق قائلا: " الذين قابلوني قبل الترشح للانتخابات جاءوا للتعرف على أفكاري وتوجهاتي، والذين قاغبلوني أثناء الحملة الانتخابية ناقشوني في ملفات كثيرة، ولا أريد أن أكشف تفاصيل كل اجتماعاتي مع ممثلي التيارات، خصوصا الذين سعوا إلى لقائي، لأن للسياسة اسرارها، وأنا لن اعتزل العمل السياسي". وأضاف شفيق : "أعرف ان هناك صراعات مستعرة داخل الجماعات والأحزاب، وأن المتصارعين يستخدمون أسرار تلك الاجتماعات في حروبهم السياسية الداخلية، قابلني الأخ حسن مالك مرتين، الأولى في حضور صديق مشترك وفي بيت هذا الصديق، والث3انية جاءني فيها مالك إلى بيتي بنفسه". وأكد شفيق أنه لم يطلب من الإخوان أن يدعموا ترشيحه للانتخابات، وأن هذا ادعاء يجافي المنطق، ويخالف موقع استضافته لحسن مالك في بيته ساعتين، قائلا: " تم اللقاء مع الأخ حسن مالك قبل الإعلان عن ترشيحي لرئاسة الجمهورية ولم أطلب دعم أحد أو لقاء أحد، وقد جاء إلى بيتي بتوجيه من قيادته". وأشار إلى أن كل ما ادعته جريدة الحرية والعدالة بشأن هذا اللقاء كذب يجافي أبسط منطق واختلاق ومحاولة هروب من الحقيقة، بل وتلفيق تام. واستطرد شفيق قائلا: " لقاءاتي خلال الحملة الانتخابية مع عناصر من الإخوان تمت في بيتي غالبا، وشملت رجال أعمال ورموز عائلات إخوانية، ولم يكن من بينهم منشقون، مرة أخرى: " قابلت كل ممثلي التيارات المصرية خلال حملتي الانتخابية وكل ما يتم كشفه الآن من الآخرينيثبت أنني عملت مع المصريين جميعا ومن أجل مصر". من جانبه أكد فريد إسماعيا عضو الهيئة العليا بحزب الحرية والعدالة أن ما قاله شفيق بشأن لقاء قيادات وعائلات إخوانية ليس له أساس من الصحة وما قاله حسن مالك يؤكد أن الجماعةلم تلتق شفيق بدليل رفض قيادات حزب الحرية والعدالة مقابلته حسب طلبه، وقال أن فتنة النور لن تلحق حزب الحرية والعدالة لأننا أكدنا على رفض الحوار مع أي من النظام السابق. وتابع: " خروج حسن مالك بتلك التصريحات حتى لا نعطي الفرصة لنشر الشائعات كخطوة استباقية وهذا يمثل منتهى الشفافية". فيما أكد محمود حسين القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عدم وجود أي اتصالات مع المرشح السابق قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية بشكل رسمي باسم الجماعة أو الحزب، ونحن لم تصلنا أي معلومات أو أخبار عنلقاء تم بشكل ودي بين شفيق وأحد قيادات الجماعة للتفاوض حول أي شيء، وأضاف لسنا مسئولين على كلام يردده شفيق لإثارة الفتنة داخل الأحزاب الدينية. وأوضح الدكتور جمال حشمت عضو الهيئة العليا بحزب الحرية والعدالة أن هناك فرقا كبيرا بين ما يحدث داخل حزب النور وبين حزب الحرية والعدالة قائلا: " لقاءات قيادات السلفية مع المرشح الخاسر كانت عشية جولة الإعادة.. أما ما حدث من لقاءات بين رجل الأعمال حسن مالك القيادي في جماعة الإخوان فكان كما أعلن في شهر يوليو 2011 ولم تكن امور الانتخابات الرئاسية قد وضحت بعد، مستبعدا تكرار فتنة حزب النور بحزب الحرية والعدالة. وعلق الدكتور محمد حبيب القيادي الإخواني السابق: فتح هذه القضايا الآن خلال هذا التوقيت الحساس لا يستهدف سوى محاولة تفجير الأحزاب الإسلامية من الداخل وإثارة قواعد هذه الأحزاب عليها والشارع المصري الآن شغوف لأن يستجلي الغبار الكثيف الملتف حول هذه الاتصالات وما تم فيها وسوف يؤثر ذلك على التيار الإسلامي بأكمله في الانتخابات القادمة. وأضاف شفيق ليس وحده في هذا الأمر لكن وراءه بطبيعة الحال تنظيم كبير متمثل في بقايا الحزب الوطني المنحل الذين يسعون لإعادة مجدهم الغابر من خلال التشويه.. وشدد على أهمية التريث حتى تتضح الصورة وتسمى المواقف لأن الأمور مشتبكة والمعلومات غير موثقة لكن هذا لا يعني أن مجرد الاتصال نفسه يثير علامات استفهام كثيرة.. فيما أوضح علاء عبد المنعم الناشط السياسي أن الإخوان لديهم الاستعداد للحوار والتنسيق مع شفيق وغيره كما كان يحدث من جانبهم مع النظام السابق وبالتالي ما قاله شفيق من حدوث لقاءات مع جماعة الإخوان المسلمين تمت بطلب منهم هو أمر غير مستبعد، حيث أن ما قاله حسن مالك أن اللقاء تم من أجل طلب شفيق التنسيق وأخذ الرأي في مسألة ترشيحه غير منطقي.