استنكر مفكرون أقباط توجه التيارات الإسلامية لتهجير أقباط مصر إلى الدول الأوروبية، بسبب رغبتهم في تطبيق الشريعة الإسلامية ووضع الأقباط تحت حكم الإسلام بما يخالف الشريعة المسيحية، حيث يرغبون في الاحتكام لشرائعهم السماوية، ويرى مفكرون أقباط أن مصر أصحبت لا تسع المسلمين والأقباط، وبما أن مصر دولة ذات أغلبية إسلامية، فإن الأقباط سوف يلجأون إلى سفارات كندا وهولندا وأمريكا للهجرة، حفاظاً على أرواحهم ومستقبل أولادهم، وإفساح المجال لإقامة دولة دينية يقودها مرشد الإخوان المسلمين والتيارات السلفية. وقال د.جمال أسعد المفكر القبطي: إن الإخوان والتيار السلفي أصبحوا يستمدون قوتهم من كثرة مؤيديهم في الشارع، وقدرتهم على حشد الميادين للضغط على صناع القرار والمسئولين في الدولة، وللأسف ينصاع الجميع إليهم تجنباً لمواجهتهم، أو التصعيد معهم، مشيراً إلى أن إصرار السلفيين على تصدير الأزمات الخاصة بالدستور بسبب كلمات معينة مثل استبدال كلمة "مبادىء" ب "أحكام" جعلنا نتوقع حرباً شرسة مع التيار السلفي، والأزمة الجديده التي تشهد جدالاً إسلامياً ليبرالياً حول كلمة "السيادة للشعب" أم "السيادة لله"، موضحاً بأنها مسميات لا ترتقي إلى حد التصادم مع المجتمع. وأكد نجيب جبرائيل محامي الكنيسة المصرية، بأن السفارات الأجنبية وتحديداً كندا وهولندا بدأوا يقدمون تسهيلات كبيرة للأقباط الراغبين في الخروج والهجرة من مصر، ويضغطون على التشدد الديني للتيار السلفي، مشيراً إلى أن المخطط الإسلامى لخلو مصر من الأقباط يُنفذ بحرفية جيدة لإفساح المجال لإعلاء دولة المرشد، والمنظمات الحقوقية رصدت الكثير من طلبات الأقباط للسفر إلى الخارج هرباً من تحول مصر إلى أفغانستان جديدة على أيدي الإسلاميين، موضحاً بأن الأقباط سوف يلجأون إلى أي دولة أجنبية تقدم لهم تأشيرات الهجرة، وتساعدهم في الخلاص من إصرار التيار الإسلامي على تصدير الأزمات وانتهاك حريات الجماعة القبطية. وأضاف نبيل لوقا بباوى المفكر القبطي: بأن مصر دولة يحكمها مكتب الإرشاد والسلفيون حالياً، وكل ما يقال حول المواطنة ودعم الأقليات وحرية الاعتقاد مجرد كلام لطمأنة الغرب، وبأن الرئيس الإخواني يستطيع أن يكون رئيساً لكل المصريين، موضحاً وجود مساعي حقيقية من جانب التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين والمتمركز بالدول الأوروبية لإفراغ الدول العربية ومصر تحديداً من الأقليات الدينية خاصة تلك الدول التي سيطر فيها التيار الإسلامي على السلطة مثل تونس ومصر بعد سقوط أنظمتها الحاكمة. اضطهاد ومعاملة سيئة وأوضح مايكل منير رئيس حزب الحياة القبطي، بأن المنظمات القبطية في أمريكا وأوروبا تراقب ما يحدث من اضطهاد ومعاملة سيئة للأقباط في مصر، بجانب محاولات التيار السلفي الاستئثار بالسلطة ووضع الدستور على هوى السلفيين والإخوان، والرفض العارم لتعيين نائب قبطى للرئيس، وتأكيد السلفيين بأنهم سيخرجون في مظاهرات احتجاجية لو أصر مرسي على ذلك . وأضاف منير : إن التعاون مستمر مع أقباط المهجر ليكونوا دائماً بجوارنا في وقت الأزمات، لأنهم الأقدر على تدويل قضية أقباط مصر في حال حدوث تجاوز من التيار السلفي، مؤكداً بأن أقباط مصر يفكرون جدياً في مطالبة الأممالمتحدة بإرسال مندوب للأقليات والحريات الدينية في مصر لمتابعة ومراقبة المشهد عن قرب. واختلف د. جمال حشمت عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، مع آراء المفكرين الأقباط، حيث يرى بأن مصر دولة ذات جناحين لا ينفصلان عن بعضهما أبداً "مسلمين وأقباط"، والمواطنة جزء أصيل من الواقع المصري، مؤكداً وجود بعض الممارسات الإسلامية المتشددة ضد الإخوة الأقباط خاصةً في لجنة وضع الدستور ويرغب البعض في افتعال أزمات حقيقة تساهم في خوف المسيحيين من الإسلاميين، مشيراً إلى أنه من الخطورة أن تصنف مصر بأنها دولة طاردة لمواطنيها، ولا يجب أن يترك مسيحي أرضه ووطنه بسبب ممارسات غير مسئولة من بعض الأشخاص. منظور المؤامرة ومن وجهة نظر أخرى يرى د.أحمد أبو بركة المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، بأن أقباط مصر لا يجب عليهم أن يروا الأمور بمنظور المؤامرة ضدهم من جانب التيار الإسلامي، حيث نراهم في الأزمات يهددون بالهجرة أو بتدويل قضيتهم أمام أقباط المهجر أو بطلب الحماية الدينية من الأممالمتحدة، تحت بند "الاضطهاد الديني"، مؤكداً بأن أقباط مصر لا يستطيع أي مسلم أن يمنعهم من ممارسة عقائدهم أو الاحتكام لشرائعهم؛ ولكن عليهم أن يراعوا أن مصر دولة إسلامية دينها الإسلام وبأغلبية مسلمه، متسائلاً: لماذا لم يصعد أقباط مصر اضطادهم أثناء النظام السابق للأمم المتحدة؟ الإجابة بالطبع أن مشكلتهم الحقيقية تكمن في تواجد الرئيس محمد مرسي على كرسي الرئاسة، مطالباً الأقباط أن ينغرسوا في اللعبة السياسية أكثر من ذلك، ويندمجوا في الأحزاب وينافسوا على مقاعد البرلمان ويتواجدوا في الشارع لأن مصر بلدهم كما هي بلد التيار الإسلامي والليبرالي والعلماني. وقال د.طارق الزمر عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية المنبثق عن الجماعة الإسلامية: إن أقباط مصر دائماً يتلاعبون بعواطف الغرب ويتهمون التيار الإسلامي باضطهادهم دينياً، مشيراً إلى أن الأقباط حمايتهم في تطبيق الشريعة الإسلامية وهم أهل ذمة وواجب على المسلمين حمايتهم، مشيراً إلى أن مصر ستبقى ذات سيادة إسلامية ولن ندخل في جدال مع الأقباط، لأنهم يريدون توريطنا في قضايا فرعية ويتصيدون الكلمات التي تسقط ليتم التشهير بالإسلاميين في أوروبا وأمريكا، رافضاً ما يثار حول وجود مخطط لتهجير مسيحي مصر، مؤكداً بأن الأقباط يقولون الكذبة ثم يصدقونها ويتم توريط التيار السلفي، ومن يرغب منهم في الهجرة بسبب تنامي قوة الإسلاميين فليرحل، والمسلم يحفظ العهد ويصون أهل الذمة حتى لو كان على حساب نفسه.