على حد تعبيره، فيمل يكشف لأول مرة عن توجهاته المعادية للحقبة الناصرية، معتبرا أن التغيرات التى حدثت فى العالم، لم تعد تسمح بتطبيق نفس الحلول والسياسات التى كانت صالحة فى حقبة الستينيات. وقال جمال مبارك، الذي ترشحه التكهنات لخلافة والده في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر أن تجرى في عام 2011، إن "شباب اليوم أوفر حظا منه، على الأقل لقدرتهم على الحصول على المعلومة"، وأضاف خلال لقائه مع طلاب جامعة جنوبالوادي في مدينة الأقصر بصعيد مصر، أن "الشباب سيشكلون الرأى العام فى السنوات المقبلة، لذا فهم بحاجة إلى الفهم الصحيح". وحاول جمال مبارك التهرب من سؤال لأحد الطلاب، حول نيته الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة، وتجنب الاقتراب من هذه المنطقة، وقال إنه يفضل الإجابة عن سؤال حول "السمات الشخصية التى يجب توافرها فى الشخصية السياسية القيادية"، مشيرا إلى السمات الأهم "هى القدرة على اتخاذ قرار صعب، والأهم توقيت هذا القرار". واعتبر جمال مبارك أن الرئيس الراحل أنور السادات مثالا لهذه الشخصية، وأوضح قائلا "بعد ان خرجنا من أول حرب ننتصر فيها، أخذ القرار الصحيح بوقف إطلاق النار، ثم أخذ القرار الثانى الصحيح بالتوجه للسلام، هذا هو الواقع، السادات قرأ المستقبل بشكل صحيح". وأضاف مبارك الابن أن "المتاجرة بالشعارات ما أكثرها فى العالم العربى، وأدعوكم للتحرر من السموم التى يحاول زرعها أصحاب الأجندة المعادية لنا". وترك جمال مبارك، على غير العادة، الرد على كل الأسئلة المتعلقة بالوضع الاقتصادى، والأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على مصر وتنمية الصعيد، لوزير الإسكان أحمد المغربى الذى كان يجلس بجانبه على المنصة. ويعد اللقاء الأخير لجمال مبارك بطلبة جامعة جنوبالوادي، المحطة الأخيرة له، فى يوم بدأه بصحبة 5 وزراء، بزيارة إلى قرية الأميرية بمحافظة قنا، ضمن برنامج تطوير القرى الأكثر فقرا، واختتمها بجولة قصيرة على الأقدام على كورنيش الأقصر. ويشير مراقبون إلى أن هذه الزيارة التي يقوم بها مبارك الابن، ربما تكون واحدة من سلسلة زيارات يقوم بها لأنحاء مصر، للترويج لنفسه، قبل ترشيح نفسه لخلافة والده في الانتخابات الرئاسية المقبلة.