يبدو ان الدفع بالمهندس "خيرت الشاطر" نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين لخوض مارثون الانتخابات الرئاسية جاء على هوى الادارة الاميركية، حيث ابدى عدد من المسئولين فى إدارة أوباما ارتياحهم من اعلان جماعة الاخوان بترشيح الشاطر رئيساً لمصر. وفى هذا الشان، قال تقرير نشر على موقع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الاثنين أن نجاح الحملة الانتخابية للمرشح السلفي لرئاسة الجمهورية في مصر حازم أبوإسماعيل وصعود نجمه، ربما تفسر الموافقة الضمنية التي أبدتها الولاياتالمتحدة على دفع جماعة الإخوان المسلمين بمرشحها خيرت الشاطر. وأشار التقرير إلى أن أبوإسماعيل يريد إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، وينظر إلى إيران علي أنها نموذج ناجح للاستقلالية عن واشنطن، فضلا عن أنه يشعر بالقلق حيال اختلاط الجنسين في أماكن العمل وعمل المرأة خارج البيت، كما أنه تعهد بتحقيق الرخاء في مصر إذا تراجعت عن التعامل مع الغرب. وأوضح التقرير إن أبوإسماعيل يمثل تهديدا وتحديا لوضع جماعة الإخوان أكبر القوى السياسية كصوت للإسلام السياسي في مصر، ويهدد بنسف حملتها لتبديد مخاوف الغرب من الإسلام السياسي. وأضاف التقرير إن جماعة الإخوان قامت بمخاطرة كبيرة بترشيحها للشاطر ضد أبوإسماعيل، حيث إن الجماعة تضمن فوزه، وأن صانعي السياسة الأمريكية الذين كانوا يخشون من الإخوان في يوم من الأيام يرون في الإخوان حليفاً لا مفر منه ضد غلاة المحافظين في مصر ممثلين في أبوإسماعيل. ولافتاً التقرير إلى أن الإخوان الذين يقودون البرلمان كانوا قد وعدوا بعدم السعي للحصول على منصب الرئاسة خشية إثارة رد فعل من جانب المؤسسة العسكرية المصرية والغرب، غير أن صعود نجم أبو إسماعيل زاد من فرص أن الفائز قد لا يكون شخصية أكثر ليبرالية أو علمانية، ولكن إسلاميا متشددا يعارض براجماتية الإخوان التي تركز على علاقات مستقرة مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل واقتصاد السوق الحرة. وأشار التقرير إلى أن أبوإسماعيل يشكل تحديا لوضع الإخوان باعتبارهم الصوت الرئيسي للسياسات الإسلامية في مصر ويهدد بتقوبض حملتهم لتهدئة المخاوف الغربية من الإسلام السياسي. ونقلت الصحيفة عن مسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية اشترطوا عدم ذكر أسمائهم إنهم لم ينزعجوا من تراجع جماعة الإخوان عن وعدها بعدم تقديم مرشح للرئاسة بل إنهم شعروا بالتفاؤل. وأشارت الصحيفة إلى أن مرشح الإخوان خيرت الشاطر التقى تقريبا بكل المسئولين الأمريكيين الكبار بوزارة الخارجية وأعضاء الكونجرس الذين زاروا مصر، وإنه على اتصال مستمر مع السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون، وأن المسئولين الأمريكيين أشادوا باعتداله وذكائه وفعاليته.