منابع المياة ومصادر الطاقة• الاتحاد الروسي وما اصطلح بتسميته مجازا روسيا شكلت الطاقة وخاصة النفط والغاز العنصر الحاكم في علاقته واستراتيجيته ومصادر قوته في سياسته الخارجية تجاه الغرب وبالتالي تجاه الولاياتالمتحدة• وأصبح الغاز الروسي النافذ إلي أوروبا هو العنصر الحاكم في استراتيجيتها تجاه دول الاتحاد الأوروبي السابعة والعشرين• التي يبلغ استهلاكها علي سبيل المثال للغاز الطبيعي ما قيمته 600 مليار متر مكعب سنويا إلي800 مليار بحلول عام 2020.•ولعل الغطرسة الروسية والإحساس بأهمية غازها إلي هروبها جعلها ترتكب خطأ بحسب رأي المحللون السياسيون وذلك بقطع إمدادات الغاز من حين لآخر لأوروبا عبر أوكرانيا مما دفع أوروبا إلي تبني إستراتيجية تجعلها بمنأي عن التهديدات والتحكمات الروسية• كما شاركت أوروبا مخاوفها وتأكيدا لمصالحها دولا أخري في القوقاز وبحر إيجه علي غرار أذربيجان وتركيا• وقد تمخضت هذه المخاوف إلي إبرام اتفاق تم توقيعه في العاصمة التركية أنقرة من شأن تمهيد الطريق لإقامة مشروع خط أنابيب غاز ضخم يعتبر الأكبر في العالم من آسيا عبر أراضي تركيا في اتجاه دول الاتحاد الأوروبي يصب في مستودعات ضخمة للتخزين تقع في بلدة حدودية داخل النمسا، وقد شارك في التوقيع في يوليو المنصرم علي هذه الاتفاقية بالإضافةإلي تركيا وأذربيجان أربع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي هي بلغاريا -رومانيا - المجر - والنمسا التي سوف يمر من أرضها الأنبوب،كما حضر التوقيع رئيس المفوضية الأوروبية ومبعوث خاص من قبل رئيس الولاياتالمتحدة لشئون الطاقة في أوراسيا، وأكد الحضور بما لا يدع مجالا للشك تبني حلف الأطلسي ودعمه السياسي والاستراتيجي لمشروع نابوكو• وتعتمد فكرة المشروع علي إيصال الغاز الطبيعي مباشرة من وسط آسيا إلي وسط أوروبا دونما العبور علي روسيا ووفق الدراسات سوف يتم تصدير الغاز الطبيعي من تركمنستان التي تمتلك رابع أكبر احتياطي للغاز في العالم من خلال تمرير خط أنابيب عبر حوض بحر قزوين الذي يحمل غاز تركمستان إلي أذربيجان دون المرور علي الأراضي الروسية ومنها إلي أرضروم في تركيا ثم يمر ثلثا خط الأنابيب عبر تركيا ومن ثم يعبر بلغاريا ورومانيا ثم المجر إلي منتهاه في محطة تجميع ضخمة في مدينة بوماجارتين في النمسا حيث يبلغ مسار الأنبوب 2050 ميلاً أي حوالي 3300 كم• وقدكان المشروع مخططا له أن يبدأ في 2004، كما أشارت مصادر المفوضية الأوروبية التي دعمت 50 في المائة من تكلفة إجراءدراسة الجدوي إلا أنه لم ير النور إلي في العام الحالي لأسباب عدة منها تضارب المصالح الكبري بين الجغرافيا والسياسة - هذا ومن المقرر أن يبدأ العمل الجاد في المشروع لفي النصف الثاني من عام 2011 حيث من المقرر أن تصل طاقة ضخ الغاز في المشروع 31 مليار متر مكعب أو بما يعادل 5-10 في المائة من إجمالي استهلاك الغاز لدي الاتحاد الأوروبي• ومن الواضح أن هذا المشروع يأتي في إطار استراتيجية طويلة المدي لحلف الناتو لتحرير جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق من الهيمنة الروسية وكسر احتكار روسيا وسائل إمداد الطاقة عن أوروبا وبالتالي تقليص اعماد أوروبا علي الغاز الروسي• وهنا بدأت روسيا في اتباع الوسائل المعيقة للمشروع وأولها إثارة نزاع الملكية القانونية لبحر قزوين،وثانيها بناء قوة احتكارية لشراء غاز أواسط آسيا وبالتالي احتكار بيعه فضلا عن احتلالها لأكبر احتياطي غاز في العالم 47 في المائة وبالفعل وقعت عقودا مع تركمستان لشراء معظم إنتاجها كما أنها وقعت عقوداً أخري مع أزوبكستان لشراء كل فائض إنتاجها من الغاز، كما أنها سعت لإنشاءمنظمة الدول المصدر للغاز وتضم إيران ثاني احتياطي وقطر التي تليها ووافقت علي أن تكون الدوحةمقرا لها في إشارة لطمأنة دول أوروبا والولاياتالمتحدة التي لم تخف استيائها من هذه الخطوة، بينما المحور الثالث يكمن في تكثيف الجهود لبناء خطوط غاز إضافية ورغم كل هذه الجهود تم توقيع الاتفاق وسط ذهول ودهشة دول العالم وأولها روسيا•