منذ لحظة صعود روحه إلى السماء، وألسنة الجميع لا تردد غير هذا السؤال الشائك: منَ يخلف البابا؟، ورغم صعوبة تحديد اسم بعينه لخلافة البابا شنودة فى الوقت الحالى، لاعتبارات عديدة أهمها أن الاختيار يتم عبر طفل لا يزيد عمره على أربع سنوات، فإن هذا لم يمنع من تداول عدة أسماء منها مثلاً ثلاثة من الأساقفة، اختارهم البابا شنودة كسكرتارية خاصة له، هم الأنبا بطرس والأنبا يؤانس والأنبا آرميا، الذين صاحبوه خلال هذه الفترة فى كل ما يقوم به، سواء من زيارات خارجية أو رحلات علاجية، ويعتمد عليهم البابا فى كل لقاءاته ومقابلاته سواء بالمقر البابوى أو خارج المقر وهم أنفسهم الذين ذهبوا للقاء الفريق سامى عنان - رئيس الأركان- بعد مجزرة ماسبيرو. الأنبا يؤانس كان قد ارتبط اسمه بشائعة خلافته البابا شنودة، وطالب البعض داخل الكنيسة بمحاكمته بعد أن اتهموه بالتورط فى نشرها، خصوصا أنه مرتبط لدى الأقباط من خلال إقامته صلاة التسبحة بكنيسة العذراء بالزيتون التى تشهد حضورا مكثفا من الكهنة والأقباط يتجاوز الآلاف، ليكون الأسقف الوحيد الذى استطاع جذب الأقباط له بأعداد هائلة بعد البابا شنودة لكن يؤانس نفى الموضوع تماما. ويمتاز الأنبا يؤانس بقربه الشديد من البابا وتوسطه فى كثير من القضايا بين نظام مبارك والكنيسة، والتى كان آخرها تكليفه بالسفر إلى أمريكا لاستقبال مبارك فى أثناء لقائه الأخير بباراك أوباما، وهى الزيارة التى أثنى خلالها مبارك على وطنية الكنيسة وشكر البابا على حسن اختياره الأنبا يؤانس. الترجيحات أيضا طالت الأنبا أرميا، حيث ترددت شائعة حول إحالته إلى محاكمة كنسية عاجلة بسبب ما قيل عن تورطه فى شائعة وفاة البابا يوم 22 أغسطس الماضى. ويتميز الأنبا أرميا بالغموض ولا يعرف عنه الكثير من المعلومات. وظهرت عدة أسماء خلال الفترة الأخيرة، منها الأنبا رويس مستشار البابا الروحى الذى شارك فى بعض اللقاءات التى جمعت البابا بشخصيات عامة، وكذلك لقاءات المجلس العسكرى، والأنبا بولا أسقف طنطا الذى اختاره البابا ليكون نائبا عنه فى رئاسة المجلس الإكليريكى الذى يختص بنظر قضايا الطلاق والزواج الثانى، والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة رئيسا للجنة الإعلام بالمجمع المقدس. والذى كان المتحدث الرسمى للكنيسة، لكن جرأة تصريحاته جعلت البابا يبعده عن الكاميرات لفترة قبل أن يعود إلى الظهور مجددا. ويبقى الاسمان الأكثر قربا إلى كرسى البابوية هما الأنبا بيشوى والأنبا موسى، الأول هو أسقف دمياط وسكرتير المجمع المقدس وكان له دور كبير فى الكنيسة، ولم ينحصر هذا الدور إلا بعد تصريحاته الصحفية أمام المرشح الرئاسى محمد سليم العوا على صفحات الصحف قبل الثورة، والتى تسببت فى تقلص دوره كثيرا. والأنبا بيشوى كثير العداوات وله كثير من الخصوم، سواء فى الكنائس الأخرى الكاثوليكية والإنجيلية أو داخل الكنيسة الأرثوذكسية نفسها، ورغم هذا فإنه لا يزال الأقوى والأقرب من البابا شنودة، وربما يعود هذا لتوليه سكرتارية المجمع المقدس حتى إن البعض يطلق عليه لقب حامى الإيمان وصخرة الكنيسة، أما الأنبا موسى الأسقف العام للشباب، فهو دائما ذراع البابا للحوارات الوطنية، والمشاركات التى يطلب من الكنيسة الوجود فيها، ويتميز الأنبا موسى بشعبيته الكبيرة ووداعته وقربه من الشباب، وعلى عكس الأنبا بيشوى فهو يتمتع بالقبول لدى الكنائس الأخرى. ورغم كل هذه الترشيحات فإن اختيار البابا يخضع للائحة 1957 والتى تضع شروطا للبطريرك الجديد وهى أن لا تقل سنه عن أربعين عاما وأن يكون قد مضى فى سلك الرهبنة بالأديرة مدة لا تقل عن خمسة عشر عاما، وأن يكون مصريا ولم يسبق له الزواج، سواء أكان أسقفاً أو راهباً أو مطراناً، وتتكون لجنة للترشيح مكونة من تسعة أشخاص من المجمع المقدس وتسعة أشخاص من هيئة الأوقاف القبطية وتجتمع لجنة الترشيح وتفتح باب الترشيح ويتقدم من تتوافر فيه الشروط، وتجرى بينهم الانتخابات ويؤخذ أكبر ثلاثة يحصلون على أعلى الأصوات ثم يتم الاختيار بينهم ب "العناية الإلهية" عن طريق طفل.