أردت التساؤل هنا: ماذا يحدث لو لم تعمل المرأة؟ أو بمعنى يساير الواقع: ماذا يحدث لو أن جميع السيدات و الفتيات أصبحن ربات بيوت و انقطعت كل صلتهن بالعمل؟ تعالوا نتخيل هنا أن الحكومة و لسبب ما ، أصدرت قرار بفصل معظم الإناث من عملهن ، و أصبحت معظم الأعمال للرجال فقط ، و أصبحت السيدات فى بيوتهن. وبالطبع نقصد هنا معظم الأعمال و ليس كل الأعمال ، فهناك أعمال خاصة بالمرأة ، كتعليم البنات و طب المرأة و غيرها من الأعمال .. ماذا يحدث الآن؟ لماذا تخرج الفتيات و السيدات للعمل؟ هناك فتاة تخرج للعمل لأنها تحتاج بشدة للمال الذى يعينها و يعين أهلها على هذه الحياة القاسية و أخرى تخرج للعمل بهدف التعرف على أشخاص جدد علها تجد رفيق دربها و زوج مستقبلها الذى تحلم به وأخريات يخرجن لسبب ضعيف نسبيا (مش بحب قعدت البيت).. و تخرج السيدات للعمل بغية تدبر بعض الأموال التى تساعد الزوج و الأسرة. ماذا يحدث للفتيات و السيدات فى حياتهن العملية؟ بالطبع هناك من تنجح نجاحا باهرا ، و يعتمد عليها العمل بصورة مباشرة و هناك من تذهب للعمل كإثبات حالة ، فلا هى تعمل جديا و لا هى تترك مكانها لغيرها. ما هى الصورة العامة بعد عمل السيدات؟ تتعرض السيدات و الفتيات لمضايقات لا حصر لها منذ خروجها من منزلها و حتى الرجوع إليه ,عدم تواجد الأمهات بالمنازل أسهم بشكل كبير فى عدم العناية بالأبناء و خروج جيل خالى من القيم تماما. أصبح هناك ذكور عاطلين تتفاقم نسبتهم يوما بعد يوم. أصبح الذكور غير قادرين على العمل و تبع ذلك عدم قدرتهم على الزواج.. تأخر سن الزواج بشكل ملحوظ و زادت نسبة العنوسة للطرفين .. و نتيجة للنقطة السابقة انتشرت العلاقات المحرمة على تفاوت خطورتها .. تضطر بعض الإناث لجذب الرجال بشتى الطرق من ناحية المظهر العام أو العلاقات.. انحدر بعض الذكور للمخدرات كوسيلة دفاع نفسية لعدم التفكير فى المستقبل.. انتشرت حوادث الاغتصاب و التحرش الجنسى ؛ حتى الآباء و الأمهات فرطوا فى المحافظة على أبنائهم. و نصل هنا للنقطة المثيرة للتفكير ، ماذا يحدث إذا حل الرجال محل السيدات فى العمل؟ أعتقد أن تكون الصورة على النحو التالى : تقل نسبة البطالة بشكل واضح.. يستطيع كل شاب أن يتقدم للزواج ، فهو الآن ذا عمل و دخل ثابت .. تقل نسبة العنوسة.. تقل أو تنعدم حوادث الاغتصاب و التحرش الجنسى.. يتحرر عقل الشباب من مشكلة الحصول على العمل ، و يبدأ بالتفكير فى قضايا أهم تشغل باله ، و سوف يظهر من هو قادر على حل المشكلات ؛ نتيجة لتواجد الأمهات بالمنزل بصفة مستمرة ، يظهر جيل على أسس تربوية سليمة و قوية فالأم محاربة فى بيتها ، و عليها مسئولية التربية السليمة. لذا دعونا نسأل عن ماهية عمل المرأة ، و الفائدة المجتمعية المرجوة من عملها؛ دعونا أيضا نتعرف على رأيكم فيما إذا اتخذت المرأة بيتها كبيئة عملها و جبهة حربها.