دستور البلاد في عام 7002 تتيح "لجمال" أن يكون المرشح الوحيد للحزب في حين جعل الأمر أكثر صعوبة للمرشحين المستقلين والمعارضة• بينما ظهر اسم عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات الذي يحمل رتبة وزير ويتم طرحه من قبل وسائل الإعلام كخلفية وكخليفة محتمل لمبارك•• ورغم ذلك فلا توجد أي وسيلة قانونية لأن يكون مرشحاً ينافس علي الكرسي كما أنه لا يتقلد أية مناصب في مؤسسات الحزب الوطني الحاكم• يبد أن الرئيس مبارك الذي أتم 18 عاماً من عمره هذا العام ، موجود بالسلطة منذ 82 عاماً فيما يري المرء أنه أصبح متعباً ومنهكاً من كثرة وكبر المسئولية ، ولذلك فمن غير المرجح أن يسعي مبارك لإعادة انتخابه في عام 1102 بل إنه قد يستقيل في وقت سابق من أجل إجراء انتخابات رئاسية عقب الانتخابات البرلمانية ، وهذا إن تم بالفعل فهو فكر صائب لرئيس محنك يريد مغادرة الحكم ليتركه ليس أمام خطر انتخابات مفتوحة قد تؤدي إلي انتصار الإخوان المسلمين•• وهي ستكون نتيجة تؤدي إلي تدخل الجيش ومن ثم الفوضي الشاملة ليس فقط في مصر بل في جميع أنحاء الشرق الأوسط• وبعيداً عن هذا وذاك فإن الحملة الانتخابية لكرسي الرئاسة قد بدأت بالفعل، فحركة المعارضة الشعبية "كفاية" تدعو إلي مقاطعة الانتخابات المقبلة منذ الآن، وتحاول إقناع أحزاب المعارضة بالانضام إليها، بينما تقوم حكومة الحزب الوطني جاهدة من أجل إضعاف جماعة الإخوان المسلمين والتي تري أنها القوة الرئيسية والأخطر في المعارضة، وقامت باعتقال المئات من أعضائهم بما فيهم عدد كبير من قياداتهم البارزة• تلك هي الصورة التي يراها سفير تل أبيب الأسبق بالقاهرة والذي أوردها في تحليل له في مقال نشرته صحيفة جيروزالم يوسف ويربط فيها نتائج زيارة مبارك لواشنطن، وبين عدد من القضايا التي ترتبط بالواقع المصري وعلي رأسها قضية التوريث وانتخابات 1102 والعلاقة بين النظام المصري والإخوان وغيرها من الملفات• وبعيداً عن مقال تسيبي "مازائيل" موفقاً لنتائج صدر مؤخراً عن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي فإن 14% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر ، ولا يزيد دخلهم عن 2 دولار يومياً و21% من تحت تحت خط الفقر ويعانون من الالتهاب الكبدي الوبائي و04% يعانون الأمية وأن البطالة وصلت 52% وكلها قضايا حاسمة تقلق بال الرئيس مبارك ، وهو يدرك جيداً حقيقة أن إجراء الانتخابات في ظل هذه الأوضاع يمكن أن تفتح الباب لمظاهرات حاشدة ، خصوصاً أن العامين الماضيين شهد عدداً كبيراً من الإضرابات ، وهو حدث لم يسبق له مثيل في السابق، واضطرت الحكومة لرفع الرواتب وفي المقابل من هذه الخطوة تم تقليل دعم المواد الغذائية الأساسية وارتفعت اسعارها تبعاً لذلك مما أدي إلي أزمة جديدة لهذا فمهما كانت الإصلاحات التي وعد بها مبارك أوباما خلال زيارته لواشنطن أصبح من المشكوك فيه أن يتم تحقيقها، رغم أن هناك بصيصاً من الأمل في تحسن الحالة الاقتصادية للبلاد• أيضاً فإن الرئيس مبارك لا يريد أن تسوء علاقاته بأمريكا وأوروبا والدول العربية المعتدلة، فقد اضطر لتقديم تنازلات للرئيس بوش ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس علي مضض •• مؤكداً في أكثر من موضع وفي أكثر من مناسبة أن أهل مكة أدري بشعابها وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تنفيذ أجندة الديمقراطية الأمريكية التي كانت تتبني سياسة الفوضي الخلاقة وقال إن الديمقراطية المطلوبة يجب أن تكون من الداخل وليس من الخارج وأن شعوب المنطقة ترفض أية إملاءات لتحقيق هذه، أودت بالعراق ورغم ذلك حاول مبارك أن يقدم ما هو متاح من الديمقراطية وكانت النتيجة في انتخابات نوفمبر 5002 نجاح 88 من أعضاء المعارضة التابعين لحركة الإخوان المسلمين والذين وصلوا إلي البرلمان مسجلين خمس إجمالي عدد النواب، وكان يمكن أن يكون عددهم أكثر لو لم تكن الحكومة قد اتخذت في اللحظة الأخيرة بعض الإجراءات غير الديمقراطية لوقف تزايد أعدادهم وهو الأمر الذي فوجئت به إدارة بوش ورأت فيه شيئاً ضد رغباتها• وبعد مبادرة أوباما وخطابه بالقاهرة وإزالة كل الشكوك بشأن السياسة الأمريكية ، ثم زيارة مبارك لواشنطن والجدير بالذكر أن زيارة جمال مبارك مع والده للولايات المتحدةالأمريكية، ربما لعرضه بشكل جديد علي الإدارة الأمريكية وربما لزيادة خبراته والتي هو بأشد الحاجة إليها الآن• وأخيراً فإن الساحة أصبحت أكثر وضوحاً واتساعاً أمام جمال مبارك خاصة بعد أن أطلق حواره مع الشباب المصري عبر الإنترنت تماماً مثلما بدأ أوباما حملته الانتخابية والسؤال ماذا ستسفر عنه الأيام القادمة ؟