أكد د.مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة لإخوان المسلمين، أن الشعب هو من قام بثورة الخامس والعشرين من يناير وليس الشباب، وأن الائتلافات التى تشكلت بعد الثورة لا وجود لها ولو انهم صادقون لكفاهم ائتلاف واحد، متهماً المجلس الاعلى للقوات المسلحة بأنه شريك فيما يحدث على الساحة حاليا، مستبعداً حدوث صدام بين الجماعة والمجلس العسكرى، وأنه لا يثق في الولاياتالمتحدةالأمريكية أو أي شيء تقدمه لمصر؛ فزيارة مسئوليها أمثال جون كيرى مبعوث ادارة الرئيس بارك اوباما لمقر جماعة الاخوان كان هدفها التعرف على فكر الجماعة. وحول تصريحاته المثيرة للجدل واستمراه فى تفجير المشكلات مع الفصائل الفلسطينية مهاجمة شباب الثورة.. كان لنا معه هذا الحوار. - ما تفسيرك لما يحدث الآن؟ وهل هو تنفيذ لمشروع الفوضى الخلاقة؟ شبابنا اليوم يعاني عدم وضوح الرؤية والاستعجال دون أن يعي حقيقة الموقف لكن علينا ان نبصره وأن نأخذه في أحضاننا ونوضح له حقيقة الأمور وأن نجعله يحسب حساب كل خطوة وعليه بالصبر حتى نثبت مؤسسات الدولة وعلينا جميعاً وبلا استثناء ألا نطالب إللا بعودة الحياة الديمقراطية السليمة بمؤسسات الدولة المنتخبة فهذا هو الهدف الذي لابد ان يلتف حوله جميع اطياف المجتمع وأشكر المجلس الاعلى للقوات المسلحة لأنه حافظ على مؤسسات الدولة مع فسادها فالدولة العراقية عندما تم حل مؤسساتها انهارت. - وكيف تري ائتلاف شباب الثورة؟ الائتلافات لا أصل ولا وجود لها فأصبحوا مائة ائتلاف ولو انهم صادقون لكفاهم ائتلاف واحد يعبر عنهم وينضم إليه كل شباب الثورة وكان لهم دور بارز والذي لا يستطيع أن يتعامل مع إخوانه لا يجوز أن يظفر بشيء. - يشار إلي أن الإخوان انشغلوا بالحصول على الأغلبية من مقاعد البرلمان وتركوا مصر " تحترق".. فما تعليقك؟ بعصبية شديدة أجاب قائلا: نسعى إلى الاستقرار وإقامة مؤسسات الدولة المنتخبة ونرفض السير مع الثائرين وتلبية النداءات الفوضوية.. فهل لنا أن نخرج ونثير الشغب حتى لا يقال علينا هذا؟ هذه أمور لا قيمة لها فنحن نفكر في أن نصل بالبلد إلى بر الآمان والاستقرار وإقامة الدولة المدنية. - نائب مرشد الأخوان أعلن رفضه انتخاب الرئيس قبل الدستور.. فما ردك؟ أنا مع الدستور أولا كما أننا حريصون على الالتزام بالخطوات الديمقراطية السليمة والتي بموجبها تكون انتخابات مجلس الشعب ثم انتخاب لجنة لوضع الدستور ثم انتخابات الرئاسة، فالدستور لا يستغرق أكثر من خمسة عشر يوما فالأبواب الأربعة نتفق عليها فيما عدا باب واحد نختلف عليه وكل الفقهاء الدستوريين بصدد تقديم مقترحاتهم بمعنى أنه لا يحتاج سوى لجلسة أو اثنتين فقط للانتهاء منه أما فيما يخص المرشحين فلست مع أحد إلى أن يجتمع مجلس شورى الإخوان ويقدم مرشحه أو يقدم رؤيته إلا أننا لم نرشح أحدا. - والمجلس الاستشاري.. لماذا انسحبتم منه؟ الاستشاري فكرة ممتازة لمساعدة المجلس الاعلى للقوات المسلحة، وحينما تختل رسالته لن يصبح استشاريا وحينما شعر الإخوان أن هناك تلاعبا في المجلس وأن هناك أشخاصا أصحاب رؤى مستبقة قوبل الأمر بالرفض. - لكن قيل إن المجلس الاستشاري هو حائط الصد للمجلس الاعلى للقوات المسلحة خاصة أن قراراته غير ملزمة؟ لا أحد يستطيع أن يتحمل أخطاء الآخرين والمجلس الاستشاري لن يتحمل أخطاء المجلس العسكري هذه احاديث لاقيمة لها وبلا جدوى. - هناك تخوف من التيار الإسلامي.. لماذا؟ الإخوان المسلمون عند عهدهم وأقول إذا فشلنا فعليكم ألا تصوتوا لنا في الانتخابات المقبلة ومن عظمة الاخوان انهم قالوا لا نريد سوى خمسين بالمائة من المقاعد البرلمانية وحصلنا على اربعين بالمائة ماذا علينا؟ في إن الشعب المصري اختارنا، فنحن لم نجبر أحد على التصويت لنا ولمرشحينا. - لكن أغلبية الشعب المصري أمي لا يجيد القراءة أوالكتابة وتغلبه العاطفة ويسهل السيطرة عليه من خلال الوازع الديني ؟ يقول: وما الجديد؟ من ثم ان التجربة اثبتت فى كثير من المواقف ان هذا الأمي يفهم أحسن من الكثير من المثقفين وإذا ذهبتم إلى الفلاحين ستجدونهم أصحاب رأي صائب في قضايا عديدة. - جاء حزب النور السلفي في المرتبة الثانية من حيث حصوله على المقاعد البرلمانية فهل سيكون هناك تحالفات بينكما؟ لا أدري. نحن شيء والسلفيون شيء آخر نحن جماعة سلفية نتمسك بكتاب الله وسنة نبيه في الأصول وليس الفروع ومهمتنا أن نتعاون مع الجميع من أجل مصر. - بما أن مهمتكم التعاون مع الجميع من اجل مصلحة مصر فكيف سيكون التعاون بينكم وبين التيارات العلمانية أوالليبرالية ؟ كثير من الليبراليين والعلمانيين صالحون جدا وكون الشعب اختارهم فهذا يعطيهم مصداقية لابد أن تحترم. - وماذا عن لقاءات قيادات الإخوان بالمسئولين الامريكيين حاليا؟ لدينا مبدأ نرفعه وهو أننا نتعامل مع جميع الشعوب بكل أطيافها ومؤسساتها لكن الحكومات حينما كنت مرشدا من كان يريد أن يتحاور معي عليه أن يأتي عن طريق الخارجية المصرية احتراما لبلدي وحتى يكون "على عينك يا تاجر" أما الآن ونحن غير محظورين فمقر الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة هو قبلة كل الناس من الحكوميين سفراء ووزراء خارجية ليتعرفوا علينا ونتعرف عليهم فهذه الزيارات للتعارف كي يسمعوا من الإخوان ولا يسمعون عنهم. - يؤخذ عليك أنك قلت للأقباط ارحلوا إذا كانوا قلقون من فوز الاسلاميين بالأغلبية البرلمانية؟ لم أقل ذلك، ولا يمكن للأقباط أن تخاف منا كجماعة أو تيارات إسلامية فكيف لهم أن يخافوا منا ونحن نعيش معهم وأعطونا أصواتهم. - لكن هناك شيئا من الخوف لدى قطاع عريض من المصريين ؟ من يخاف من الإخوان يستمع إلى القلة التي تروج الإشاعات لإثارة الذعر والخوف في قلوب الناس خاصة بعد اكتساحنا في الانتخابات البرلمانية أما المسيحيون فيأتون إلى ويتحدثون. - هناك اتهام صريح بوجود صفقة بين المجلس العسكري والإخوان فما ردك؟ أنا حزين لما أسمعه؛ فلقد رأيتم موقفنا من المجلس العسكري سواء في أحداث محمد محمود أو لما حدث لفتيات مصر ومن وثيقة السلمي. - الصدام بين الإخوان والمجلس العسكري هل هو مؤجل؟ الصدام ليس على أجندة الإخوان، وليس من قاموس الجماعة كلمة صدام، بل مستحيل يحدث صدام بين الجماعة والمجلس فنحن نتفاهم ونتحاور ونتناقش ونقف في وجه الخطأ، ولم ولن يتدخل الإخوان المسلمين مع الإعلان الدستوري ولن يسمحوا لأحد بأن يتدخل.. وفي رأيي أطياف المجتمع سوف تتوافق على مبادئ الدستور وهناك طريقتان طريقة الأغلبية وطريقة التوافق إذا توفقوا سيكون الموضوع قد انتهى وإذا لم يحدث ستكون الأغلبية هي الفيصل لأنه ليس من المعقول أن تحكم الأقلية مصر. - يثار قلق لدى أمريكا واسرائيل بشأن موقف الاسلاميين من اتفاقية كامب ديفيد ماذا انتم فاعلون ؟ نحن نحترم كل الاتفاقيات لكن هذه الاتفاقية مرفوضة عند الإخوان لكننا لا نستطيع أن نتخذ قرارا بشأنها بعيداً عن الشعب إذا حكم الشعب بإلغائها نلغيها وإذا أرادها فسنظل محافظين عليها والإخوان المسلمين ليسوا الشعب لكنهم جزء من الشعب.