وفى المقابل، رفض نظيرها السعودى الأمير سعود الفيصل تلك الدعوات قبل استجابة إسرائيل للمبادرة العربية وتجميد الاستيطان مؤكدا أن سياسة "الخطوة خطوة" لن تفضى إلى تحقيق السلام. قالت كلينتون فى مؤتمر صحفى مع الفيصل أمس الأول فى واشنطن، إن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تريد «من الدول العربية، بمن فيهم أصدقاؤنا فى المملكة العربية السعودية، العمل معنا لاتخاذ خطوات لتعزيز العلاقات مع إسرائيل، ولدعم السلطة الفلسطينية ولتهيئة الشعوب العربية للسلام المحتمل بين الفلسطينيين والإسرائيليين "، وأضافت أن " القيادة السعودية مهمة للغاية لتحقيق السلام الشامل والدائم". بدوره، رفض الفيصل بشكل ضمنى مطالب نظيرته الأمريكية بتحسين العلاقات مع إسرائيل قبل أن تعلن التزامها بالمبادرة العربية المتعلقة بالانسحاب من كافة الأراضى الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية، وأضاف أن «الأسلوب المتدرج والخطوة خطوة وإجراءات الأمن المؤقت وبناء الثقة التى تستخدمها الولاياتالمتحدة وإسرائيل لبدء المحادثات لن تنجح ولابد من معالجة قضايا الوضع النهائى». واتهم الفيصل إسرائيل بعدم الجدية فى تحقيق السلام وبمحاولة صرف الأنظار عن القضايا الرئيسية بالتركيز على بناء المستوطنات فى الأراضى الفلسطينية، وأكد أنه «يتعين على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت تريد سلاماً حقيقياً أم أنها تريد مواصلة التشويش وبالتالى قيادة المنطقة إلى عدم الاستقرار والعنف». وسئلت كلينتون عما إذا كانت آراء الفيصل عقدت جهود إحلال السلام الأمريكية أو إن كانت تعتبرها نكسة فقالت «لا، لا أعتقد ذلك»، وأضافت أن الرياضوواشنطن تتقاسمان الرؤية حول التهديد الذى تمثله إيران على المنطقة وتعهدت بضمان أمن المملكة. فى الوقت نفسه، يزور وفد مكون من 25 من أعضاء الكونجرس الجمهوريين إسرائيل والأراضى الفلسطينية اليوم لتأكيد استمرار الدعم الأمريكى الثابت لإسرائيل. على صعيد متصل، أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس فى دمشق فى حوار مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن حماس قد تقبل دولة فلسطينية على أساس حدود عام ،1967 إذا قبلت إسرائيل بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة عاصمة الدولة الفلسطينية فى القدسالشرقية، وأعرب عن استعداد حماس للتعاون مع واشنطن إن نجحت فى إقناع إسرائيل بتجميد بناء المستوطنات ورفع حصارها على قطاع غزة، وعرض مشعل إجراء تبادل للأسرى مقابل إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط. فى المقابل قال فيليب كرولى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إنه يتعين على حماس الاعتراف بحق إسرائيل فى الوجود ونبذ العنف. من جهة أخرى، أقام مستوطنون يهود بؤرة استيطانية بالقرب من مستوطنة كيدوميم بالضفة الغربية، وقالت صحيفة جيروزاليم بوست: «إنه فى الوقت الذى أجلى فيه رجال الشرطة معظم الناشطين إلا أن عددا منهم لايزالون موجودين، وتزامن ذلك مع تقرير للأمم المتحدة أكد أن السلطات الإسرائيلية وزعت 38 أمرا بوقف البناء فى قرية كفر القليل بمحافظة نابلس، وقرى أخرى بالضفة الغربية بزعم عدم حصولهم على تصاريح للبناء».