تعتبر ظاهرة التعقب والتجسس عبر شبكة الانترنت في نطاق دراسات القانون الجنائي الامريكي حيث طالب عضو في مجلس الشيوخ الأميركي بمحاسبة الشركة المصنعة لبرنامج تعقب وتجسس عبر الانترنت، يستخدم على أجهزة الهاتف المحمول الذكية،حيث اثار البرنامج الجديد جدلا وخلافا واسعاً. ووجه السيناتور الأمريكي "آل فرانكن" رسالة إلى شركة "كارير آي كيو" قائلًا أن التقارير التي نُشرت حول تتبع الأجهزة الذكية لتحركات المستخدمين تثير العديد من التساؤلات. وتسائل عن أسباب جمع المعلومات الخاصة بتحركات المستخدمين وهل هذا الإجراء لصالح الحواسب المحمولة، كما سأل عن كيفية الحصول على هذه البيانات وعن أسباب عدم إطلاع المستخدمين على هذا الإجراء، وطالب بالتوضيح حيث ن هناك نتائج "مقلقة" خلص إليها الخبير الأمني تريفور إيكهارت. كما طلب السيناتور الأميركي في خطابه الذي أرسله إلى الشركة توضيح أنواع البيانات التي حصل عليها برنامجها وكيف تم التعامل معها. وكتب قائلا: انه على الرغم من مزاعم شركة "كارير آي كيو" فإن بعض البيانات يتم الحصول عليها ولا علاقة لها بالتعرف على المشاكل، وحذر من أنه إذا تم عرض نتائج إيكهارت ربما يتبدى أن شركة "كارير آي كيو" تنتهك القوانين الأميركية. وذكر فرانكين في بيان له ان "الكشف عن أن أماكن الملايين من الأميركيين ومعلومات حساسة خاصة بهم يتم تسجيلها سرا وربما نقلها يثير القلق بصورة بالغة". وأضاف: "يجب على شركة كارير آي كيو الرد على الكثير من التساؤلات". وأمام الشركة حتى الرابع عشر من الشهر الحالي للرد على خطاب السيناتور. وكتب فرانكين الخطاب بحكم منصبه رئيسا لجنة مجلس الشيوخ الفرعية المسؤولة عن الخصوصية والتقنية والقانون. وقال إيكهارت ان برنامج الشركة يمكنه الوصول إلى كل ما يقوم به مستخدمو الهواتف المحمولة الذكية، على الرغم من أنه لا يطالب أولا بالموافقة على تسجيل البيانات، وقالت الشركة المصنعة للبرنامج منتجها يساعد على التعرف على المشاكل، وليس التجسس على المستخدمين. اختراق الخصوصية وقد أثيرت الأزمة بعدما نشر "إيكهارت" مقطع فيديو على موقع "يوتيوب" يقول إنه يظهر أن بامكان شركة "كارير آي كيو" تسجيل مكان المستخدم ونقراته على لوحة المفاتيح والمواقع الإلكترونية التي يزورها. وحاولت الشركة الضغط على "إيكهارت" كي لا يتحدث بشأن ذلك عن طريق تهديده باتخاذ إجراء قانوني، لكنها تراجعت بعد تدخل مجموعة معنية بحقوق المضامين الرقمية والمعروفة باسم "مؤسسة الحدود الإلكترونية". وفي بيان لها قالت الشركة إن برنامجها لا يسجل نقرات المستخدم على لوحة المفاتيح، ولكنه وسيلة تمكن الشركات من التعرف على أسباب الأعطال في الشبكات. تحذير هام وفي مقابلة مع الموقع الإليكتروني "All Things A" في هذا الصدد وضح "أندرو كووارد"، رئيس قسم التسويق بالشركة ما يقوم به برنامج الشركة، وقال: إن الرمز (الكود) يسجل نقرات المستخدم على لوحة المفاتيح للتعرف على الأرقام التي تطلق تنبيها. وكانت لهذه التنبيهات علاقة بمشاكل مع تليفون أو شبكة. واضاف "كوراد" إن الشركة حولت التنبيه إلى شركات وتجاهلت كل البيانات الأخرى، وقامت بتسجيل بعض المعلومات الأخرى مثل المكان وبيانات برج التليفون المحمول للمساعدة على تحديد الموقع عندما تضل النصوص أو المكالمات طريقها، وان قرار استخدام الشركة يتعلق بشركات التليفون المحمول، والأمر متروك إليهم ليتخذوا قرارا بشأن المعلومات التي يجري تجميعها. وتقول : الشركة ان برنامجها يستخدم في أكثر من 140 مليون هاتف محمول، وقد عُثر على البرنامج في بعض هواتف سامسونغ واندريود من "أتش تي سي". وقال "كوراد" ان كلاهما تم تثبيته بناء على طلب المشغلين.كما عثر على البرنامج على جهاز "آي فون 4". وقالت شركة "أبل" إنها أوقف استخدام البرنامج على أجهزة "آي فون 4S" وأجهزة أخرى تستخدم برنامج نظام "iOS 5". ومن الشركات الأميركية المعروف أنها تستخدم هذا البرنامج "إيه تي آند تي" و"سبرنت". كما ذكرت شركات بريطانية لصحيفة "الجارديان" أنها لم تستخدم البرنامج. وفي نفس السياق أصدرت شركتي "نوكيا" و"آر آي إم" بيانات جاء فيها ان الشركتين لم تسمحها باستخدام البرنامج على المنتجات التابعة لهما.