وقال إنه أكد للجانب الأمريكي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن أن الأداء الإيراني يجب أن يوضع في حجمه، وأنه "لا يجب أن نرى محاولات إيرانية للانغماس في الشئون العربية" ، منوهاً بتحسن علاقات بلاده مع سورية. وعن زيارته لواشنطن أوضح ان "الأجواء كانت إيجابية جدا. نجد تفهما كبيرا للموقف المصري من أعضاء الإدارة وأقطابها الذين اجتمعنا بهم، وأكدنا لهم أن الوضع في الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية لا يحتمل التأخير، وحذرنا المسؤولين الأمريكيين من مغبة التحرك بخطوات تدرجية في عملية السلام أو ما يسمى نهج الخطوة خطوة". وأضاف أنه "يجب على الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي طرح رؤية متكاملة لتسوية فلسطينية إسرائيلية مقبولة، ويمكن تنفيذ عناصرها وأفكارها في فترة زمنية تالية وإطار زمني متفق عليه". وأوضح أبو الغيط في حوار لجريدة الحياة " تحدثنا بهذا المنطق مع الإدارة، وشددنا على المبادرة العربية للسلام ومفهوم الأرض مقابل السلام، وبالتالي إذا قبلت إسرائيل بفكرة الدولة الفلسطينية وبزغت هذه الدولة وولدت، فإن العالم العربي سيكون على استعداد للتعامل إيجابيا مع دولة إسرائيل. إن أعضاء الإدارة يتفهمون هذا الطرح، ويحاولون إيجاد المناخ المناسب لإطلاق جهد السلام مرة أخرى". وحول ما تردد عن ربط عملية السلام بالملف الإيراني قال أبو الغيط: "الجانب الأمريكي تحاشى الربط بين الملفين، وأوضحنا لأقطاب الادارة وحذرناهم من ربط الملفين، وأكدنا لهم ضرورة الفصل الكامل بينهما. جهود التسوية الفلسطينية والعمل من أجل تسوية في الشرق الأوسط تتطلب الخوض فيها فورا، وإذا نجحت هذه التسوية، سيساعد ذلك في التعامل مع الملف الإيراني، إنما لا يجب الخلط بينهما". وأضاف "مسألة التسوية الفلسطينية يجب أن تكون بمعزل عن ملفات أخرى. لا تزعجنا محاولات إيران للوجود هنا وهناك، ما يزعجنا هو أن إيران تسعى في كثير من الأحيان إلى الإمساك بأوراق عربية تستخدمها في نزاعها مع الغرب. يجب أن تنأى إيران عن استخدام الأوضاع العربية كأوراق لتحقيق أهدافها ويجب الفصل بالكامل بين المسارين، أي المفاوضات الغربية مع إيران للوصول إلى تسوية في شأن ملفها النووي، والتسوية الشرق الأوسطية التي لا تقتصر على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، بل أن تصحبها تسوية سورية إسرائيلية أو لبنانية إسرائيلية. وحول مخاوف من وجود صفقة أمريكية إيرانية، قال: "المسألة ليست مسألة صفقة، بل تأكيد على أن المنطقة العربية هي ملك العرب، ولا حقوق لأي طرف في هذه المنطقة إلا للعرب. أما إذا قيل أن إيران يجب أن يكون لها التأثير الواسع والنفوذ في هذه المنطقة على أرض العرب، فنقول لهم إن أرض العرب ملك للعرب. هذه رسالة متكررة إلى الأمريكيين والغربيين، ونقول لهم إننا نرحب بالمفاوضات والتوصل إلى تسويات تمنع ظهور سلاح نووي إيراني في هذه المنطقة، لكن الأداء الايراني يجب أن يوضع في حجمه، وأن لا نرى محاولات إيرانية للانغماس في الشؤون العربية". وعن تقويمه للدور السوري على مستوى حكومة الوحدة الفلسطينية أو عملية السلام قال أبو الغيط: " لم نر أي جهد سلبي من سورية، بل على العكس الأخوة في دمشق يتحدثون بكثير من الانفتاح عن رغبتهم في المساعدة، ونحن نثق فيما يقولون". وأشار أبو الغيط إلى تحسن العلاقات بين مصر وسورية قائلا: "الرئيسان، حسني مبارك وبشار الأسد، التقيا، ونحن التقينا بوزير الخارجية وليد المعلم. ولا يوجد في الأفق توتر في العلاقة، بل نرى محاولة مستمرة لتحقيق تفاهم ووئام، ونأمل في أن نشهد في الفترة المقبلة مزيدا من الحركة في اتجاه لم شمل المصري السوري".