لم يعد حزب الوفد قادرًا علي التوصل لاتفاق مع الاحزاب الاخري في جلسات الوفاق والحوار الوطني، باعتبار ان اجتماع الهيئة العليا والمكتب التنفيذي المقبل للوفديين سيحدد الخارطة السياسية للحزب للفترة المقبلة، وكذلك "عرض أسماء قوية مطروحة للترشح للرئاسة فى ظل عدم الاستقرار علي أحدهم"، واكدت مصادر بالحزب ان العلاقة الوفدية مع الاخوان المسلمين قوية منذ عهد النظام السابق ولا توجد صفقات برلمانية معهم، والوفد يضم كتلة تصويتية ضخمة ولديه أكثر من 300 شخصية مشهورة في الانتخابات المقبلة، الخلافات بين الوفديين حاليا لا تخدم مصلحة الحزب وسياساته ويمثل إشكالية سياسية داخل الحزب. تشهد مصر في هذه الفترة الصعبة عراكًا سياسيًا حول جميع القضايا التي تشهدها مصر خاصة بعد سقوط النظام السابق واندلاع ثورة الشباب وبكل تأكيد اختلفت معظم الاحزاب والقوي السياسية المعارضة في مصر علي كل شيء يتم بحثه وتداوله ولعل قرارات معظم هذه الاحزاب بعدم المشاركة في الثورة قبل اندلاعها هو ما جعل كثيرًا من المصريين يعرفونهم بالاحزاب الكارتونية التي تعمل تحت مظلة النظام البائد حتي يتضح للعالم كله بأن في مصر ديمقراطية وأحزاب معارضة وشخصيات معارضة ومستقلة داخل النظام والدولة وهو ما ينعكس للمجتمع الدولي بحرية الشعب المصري وهو ما تبين أيضا لكل المصريين ولكل المهتمين بالشأن المصري الداخلي ولعل أبرز هذه الاحزاب المعارضة هو حزب الوفد أقدم وأشهر الاحزاب المصرية علي الاطلاق منذ تأسيسه علي يد المناضل سعد زغلول. "صوت البلد" تكشف خطط وكواليس وأسرار الحزب من الداخل، والذي يرأسه الان رجل الاعمال المشهور "السيد البدوي" صاحب مجموعة قنوات تلفزيون الحياة وأحد اكبر رجال الاعمال في صناعة الادوية. وفي البداية كانت لنا هذه التصريحات من قيادات الحزب الموجودين حاليا في الحياة السياسية ففي تصريحات خاصة ل "صوت البلد" أكد فؤاد بدراوي سكرتير عام حزب الوفد، أن الحزب لم يتوصل بعد لاتفاق مبرم مع الاحزاب الاخري التي تشارك في جلسات الحوار والوفاق الوطني لعدم وجود آلية معينة لتنفيذها.. معبرًا عن أسفه لهذه الجلسات التي لم تسفر حتي الان عن تأييد فكرة وضع الدستور أولا او الانتخابات اولا.. مؤكدًا بأن الاجتماع القادم للهيئة العليا لحزب الوفد سيقرر الاختيار المناسب تجاه الحزب اذا لم يتم التوصل لاتفاق مع باقي الاحزاب الاخري، واما بالنسبة للاعضاء الوفديين الذين صدر ضدهم قرار من قبل المكتب التنفيذي بفصلهم وتجميد عضويتهم بسبب مخالفتهم لقرار الحزب بمقاطعة الاعادة في الانتخابات البرلمانية الماضية بعد التزوير الواضح الذي شهدته هذه الانتخابات من الحزب الوطني والنظام السابق؛ فهناك عدة جلسات قام بها السيد رئيس الحزب د. السيد البدوي، معهم، ومع قيادات الحزب لانهاء اي خلافات ماضية بسبب التوتر والضغط الكبير علي الاعضاء من قبل رموز النظام السابق لمخالفة قرار الحزب والي جانب تلبية رغبات مرشحيهم في كل دائرة وهي الضغوط المشروعة التي شهدوها.. مؤكدا بأن الفترة الحالية تحتاج الي تضافر الجهود مع كل أعضاء ومحبين حزب الوفد العريق ليلقي مكانته التي يستحقها مجددًا داخل الحياة السياسية في مصر.. وأشار الي انه يرفض التعليق علي قرار د. منير فخري عبدالنور سكرتير عام الحزب سابقا، ووزير السياحة الحالي، علي قرار انضمامه للحكومة الانتقالية الحالية؛ معتبره شأنًا يختص به.. وأكد ايضا ان الخلافات التي حدثت بين الاعضاء الوفديين ما هي الا اختلاف سياسي صحي لا يعبر عن سياسات الحزب وصرح بأنه شخصيا يتمني وضع الدستور اولا وبعد ذلك إجراء الانتخابات التشريعية حتي تستطيع معظم الاحزاب الجديدة والقديمة وضع برامج سياسية لعملهم السياسي.. وأشار الي أن الهيئة العليا لحزب الوفد ستقرر في الاجتماع المقبل دخول جميع الانتخابات القادمة في النقابات والمؤسسات والبرلمان، وأن الحزب حتي الان لم يستقر علي مرشحه الرئاسي وإن كان لديهم عدة اسماء مطروحة امامهم لم يستقر علي أحدهم حتي الان.. رافضا الافصاح عنهم الان وأشار الي أن اجتماع قيادات الحزب مع بعض أعضاء جماعة الاخوان المسلمين تمت إثارته في الوقت الحالي بشكل غير مقبول.. مؤكدًا علي قوة العلاقة مع جماعة الاخوان من قبل ثورة ال 25 من يناير ومناقشتهم ومشاوراتهم دائما في المستجدات السياسية التي تحدث في مصر شيء مشروع.. ونفي أن تكون هناك اي صفقات معهم في الانتخابات المقبلة. وفي السياق ذاته، أكد صلاح السعدني عضو بحزب الوفد، في تصريحات خاصة ل "صوت البلد" بأن ما يشهده الحزب من خلافات بين الاعضاء حول العديد من القضايا لا يخدم المصلحة العليا لهذا الحزب العريق.. مؤكدا وجود أعضاء في الهيئة العليا ترفض رجوع المنشقين عن الحزب وعن قراره بمقاطعة الانتخابات الماضية ووجود أعضاء آخرين يؤيدون رجوعهم خاصة بعد إلغاء الانتخابات الماضية واندلاع ثورة الشباب وهو ما يمثل إشكالية سياسية داخل الحزب واما بالنسبة لجلسات الحوار والوفاق الوطني، فهي لا تعبر عن جدية الاحزاب المختلفة في الاتفاق علي ارادة الشعب؛ وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا علي مصر وعلي ثورة مصر من وجهة نظره، وأخطر بكثير من تحركات فلول النظام والثورة المضادة ولسبب أن هذه القوي السياسية هي التي تعبر الان عن المصريين فيجب عليهم الاتفاق سريعا لخدمة الوطن.. وأكد انه يري أن فرصة حزب الوفد ستكون كبيرة جدًا اذا اجريت الانتخابات التشريعية اولًا قبل وضع الدستور نظرًا للكتلة التصويتية لمعظم الوفديين ووجود أكثر من 300 شخصية مشهورة علي قوائم الحزب الانتخابية علي مستوي الجمهورية.