وسط الاحداث الساخنة التي عاشتها مصر بدءا من ثورة الغضب التي انطلقت في الخامس والعشرين من يناير الماضي، ومشاهد الحزن والخوف التي سيطرت علي الناس بجانب سلسلة التظاهرات التي انتشرت في كل مكان، كان ميدان التحرير شاهداً علي سقوط كثير من الفنانين من أعين جمهورهم، ولم تشفع لهم نجوميتهم عند الكثير بسبب مواقفهم وتوجهاتهم السابقة وانحيازهم لنظام مبارك فاصبحوا "نجوم محظورة" علي الساحة تلاحقهم الاتهامات والهجوم الشرس، ويتعرض بعضهم للطرد مثلما حدث لتامر حسني وأحمد السقا، واخرين تلاشت ارصدتهم في قلوب معجبيهم. بداية كان تامر حسني الملقب بنجم الجيل أبرز الوجوه المحظورة من ميدان التحرير؛ حيث تم طرده من الميدان حين أراد إلقاء كلمة يعتذر فيها عن اساءته لهم وهجومه علي المعتصمين لمطالبتهم برحيل الرئيس مبارك، إلا أنه اشتبك مع المتظاهرين، ولكن نجحت قوات الجيش في تخليص حسني من ايديهم وعقب الاعتداء دخل في نوبة من البكاء الشديد؛ لانهم اعتبروا مجيئه محاولة للاقتراب من التيار الغالب خاصة بعد أن وصفهم بعدم الوفاء والهمجية. وجاء أحمد السقا ليدخل قائمة النجوم المحظورة هو الاخر؛ حيث تعرض لنفس موقف تامر حسني بسبب موقفه المؤيد لبقاء الرئيس حسني مبارك في السلطة حتي نهاية ولايته في سبتمبر المقبل، في حين أنه نفي تكليفه من قبل الدولة من أجل مطالبة المعتصمين في ميدان التحرير بذلك.. مؤكدا أنه يرفض مبدأ اطلاق الشائعات وتخوينه وطرده من الميدان بسبب ما تردد من أقاويل ليس لها أساس من الصحة.. معلنا أنه ليس "ممثل السلطة".. معترفا بثورة الشباب ومشروعية مطالبهم، لكنه جدد في الوقت نفسه موقفه من رفض تنحي الرئيس؛ لانه رأي أن ذلك يعوق الانتقال السلمي للسلطة، لذلك فشل في استرجاع رصيده أمام جمهوره أو كسب محبيه مرة أخري. وانضم د. اشرف زكي نقيب الممثلين إلي تلك القائمة عندما طالب بوقفة مضادة تدعو للاستقرار والوفاء للنظام الحالي، والتي انطلقت من ميدان مصطفي محمود في المهندسين؛ مما أثار غضب المعتصمين في ميدان التحرير، وعرضه للملاحقة والهجوم العنيف، إلي أنه استقال من نقابة الممثلين علي غرار تلك الاجواء المشحونة بالغضب. وبالمثل انضمت زينة إلي قائمة النجوم الذين تراجعت أرصدتهم عند الجمهور بعد خروجها في مظاهرات مؤيدة للرئيس مبارك.. رافضة إهانته في الشارع المصري.. مؤكدة أنه والد لكل المصريين؛ مما تسبب في كره ورفض الشعب لها علي الساحة. وفي السياق نفسه، كان لصابرين نصيب هي الاخري من مشاعر الرفض وسلسلة الانتقادات والهجوم؛ حين استنكرت الاصوات التي تنادي بالتنحي الفوري للرئيس مبارك.. معتبرة أن ذلك بمثابة إهانة له ولمصر كلها أمام العالم.. مؤكدة أنها بكت حزنا علي مبارك الذي حمي مصر من الارهاب والحروب طيلة "30 عاماً".. متهمة المتظاهرين بأنهم يجحدون وينكرون تاريخ هذا الرجل. وينضم إلي هؤلاء غادة عبد الرازق، التي أعربت عن رفضها للاتهامات التي يوجهها المحتجون للرئيس حسني مبارك، الذي قضي حياته في خدمة الشعب والتطلع الي الاصلاح علي مدي ثلاثين عامًا.. حيث طالبت الشعب بعدم النزول إلي الشارع، وبضرورة منح الحكومة الجديدة فرصة لاثبات ذاتها وتقديم اصلاحات سياسية. كما تحولت سماح انور إلي وجه منبوذ من الشارع بعد تصريحاتها لأحدي القنوات الفضائية التي دعت خلالها بحرق المتظاهرين بميدان التحرير؛ لانهم خربوا البلد.. مطالبة الدولة بضرورة ضرب المعتصمين بالطائرات والسلاح النووي وعدم التأخر في التنفيذ من أجل انقاذ مصر الأمر الذي جعلها تتعرض لسلسلة من الانتقادات العنيفة والهجوم الشرس والتهديدات الصريحة علي صفحتها علي موقع الفيس بوك. وكان لإلهام شاهين نصيب من نار الهجوم العنيف الذي شنه المتظاهرون في الميدان؛ حين أعربت عن اسفها الشديد ازاء ما تعرض له الوطن خلال المظاهرات وأعمال العنف والتخريب التي هددت أمن ومصالح المجتمع.. رافضة التطاول المشين علي رمز الدولة، مؤكدة أن هناك عددًا من المتظاهرين بلا هدف ولا غاية بل وضعوا أنفسهم تحت أمر شخص قادم من أمريكا يقول: "انا أريد أن أكون رئيس مصر - في اشارة للبرادعي - والاخوان المسلمين يريدون الوصول الي السلطة عبر تخريب البلد"، وأوضحت أن من يخرب البلد ليس مصريا؛ الأمر الذي أثار غضب المتظاهرين وفتح نار الهجوم والانتقادات عليها.