انتهت وزارة السياحة والآثار، من أعمال المرحلة الثانية من مشروع ترميم وتطوير معبد "دندرة" بمدينة قنا، حيث شملت الأعمال ترميم وتنظيف صالة الأعمدة الكبرى، وصالة الإشراق (التجلي الثانية)، وتطوير نظم الإضاءة الداخلية والخارجية للمعبد. وقال عبد الحكيم الصغير، مدير معبد "دندرة"، إن أعمال الصيانة والترميم تضمنت إزالة "السناج" من على الأسطح الأثرية المشيدة من الحجر الرملي، عن طريق استخدام "الكمادات" الورقية لإزالتها، بالإضافة إلى مرحله الترميم الميكانيكي الدقيق لإزالة ما تبقى منها وتثبيت الألوان واستكمال الفجوات المتواجدة بالجدران والأسقف واستبدال الاستكمالات القديمة، مما أدى إلى إظهار النقوش بألوانها الأصلية ووضوح المناظر والنصوص. وأضاف: تأتي أعمال الترميم بالمرحلة الثانية عقب الانتهاء من المرحلة الأولى، والتي شملت ترميم الماميزي، وهو بيت الولادة الروماني، وترميم بوابة المعبد الرئيسية من الجهة الشمالية، وإظهار الألوان الموجودة بعتب وسقف البوابة، وتنظيف سلم النزول المستقيم بالمعبد، وصالة الأعمدة الكبرى، وثلاثة سراديب وسطح المعبد. وأشار مدير معبد "دندرة" إلى أن المجلس الأعلى للآثار قد بدأ مشروع أعمال ترميم وصيانة المعبد منذ عام 2005، ثم توقفت الأعمال عام 2011، ثم استكملت عام 2021، بعد الانتهاء من الدراسات العلمية والأثرية اللازمة، بالإضافة إلى الدراسات التجريبية المتأنية باستخدام أفضل الأساليب والتقنيات الحديثة، حيث كان المعبد يعاني من تدهور حالة النقوش الجدارية، وما تحملها من ألوان نتيجة لطبقات "السناج" الناتجة عن تصاعد الأدخنة. وأوضح "عبد الحكيم" أن معبد دندرة من أهم المعابد الفرعونية في صعيد مصر، وهو يحمل الاسم العربي للبلدة المصرية القديمة "إيونت"، التي كانت تعتبر المركز الرئيسي لعبادة الإلهة "حتحور"، إلهة الحب والجمال والأمومة عند قدماء المصريين، حيث يقع المعبد على الضفة الغربية لنهر النيل، على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب مدينة قنا، وقد تم بناء المعبد منذ أكثر من خمسة آلاف عام، وكان المعبد يعتبر مدينة مقدسة لقدماء المصريين، ويتكون من عدة معابد ومباني دينية تمتد على مساحة أربعين ألف متر مربع، حيث يعد المعبد من أكبر المعابد في مصر وهو من الأماكن الأثرية التي لم تتأثر بالعوامل الجغرافية أو الحروب، كما أنه يعتبر أسطورة في فن العمارة لما يحتويه من بنايات جذابة ونقوش فرعونية رائعة، بالإضافة إلى سقفه البديع وأعمدته الفخمة، حيث يتكون المعبد من عدة قاعات كبيرة ومزارات وعددًا من السراديب الموزعة أسفل البناء، والتي تتسم بعظمة البناء والنقوش الخلابة، ويحيط بالمعبد جدار ضخم من الطوب اللبن، ويعود تاريخ المعبد إلى أزمنة سلالة "البطالمة"، حيث أقيم المعبد على أنقاض المباني القديمة التي يعود تاريخها إلى الملك "خوفو". واكمل: يضم المعبد تماثيل تعود إلى العصر الروماني والفرعوني، بالإضافة إلى بقايا أنقاض الكنيسة القبطية، وكنيسة أخرى مخصصة لإيزيس، ويحوي المعبد العديد من الآثار القديمة مثل: الهيكل الرئيسي لمعبد "حتحور"، والبحيرة المقدسة، والكشك الروماني، ومعبد ولادة إيزيس، وبوابات من "دوميتيان" و"تراجان"، حيث يعتبر معبد "حتحور" مدخلاً لمجمع معبد دندرة، ويوجد على جدرانه نقوش تعود لفترة حكم الملكة "كليوباترا" السابعة، وابنها "يوليوس قيصر". ولفت مدير معبد دندرة إلى أن سقف معبد "دندرة" يعتبر تحفة إبداعية، ويمكن الوصول إلى السقف العلوي للمعبد عن طريق سلالم مزينة بمناظر لموكب "الكهنوتية"، وهم يحملون تماثيل "حتحور" في نقوش فرعونية خلابة، كما يضم المعبد منطقة تسمى البحيرة المقدسة، ورغم أنها صغيرة الحجم، إلا أن لها مظهر جمالي فريد، ويحيط بها سور، كما يوجد بها سلم ينحدر إلى أسفل للوصول إلى ماء البحيرة، وقد كانت هذه البحيرة تستخدم لكهنة المعبد من أجل أعمال النظافة والتطهير. وأردف: يوجد داخل المعبد سلسلة من المقابر المصطبة منذ عصر الأسرات المبكرة للدولة القديمة، ويبلغ مجموع مقابر "حتحور" داخل المعبد 12 غرفة؛ مؤرخة ببعض النقوش في عهد "بطليموس الثاني عشر"، حيث استخدمت هذه الغرف لتخزين المتعلقات الإلهية والتماثيل والمجوهرات وعروض الآلهة، كما يوجد بمعبد "حتحور" غرفة الإغاثة وتضم خمسة نقوش حجرية، أما الدائرة الداخلية للمعبد فيوجد بها الأبراج، التي تبين علامات وأشكال الأبراج مثل الجدي، والثور، والعقرب، كما يوجد خارج سور المعبد العديد من الأكشاك التي تعود للعصر الروماني.