أطلق بيت الشعر في دائرة الثقافة في الشارقة، اليوم الاثنين، فعاليات اليوم العالمي للشعر، في المقهى الأدبي الذي افتتحه حاكم الشارقة أثناء فعاليات الدورة 18 من مهرجان الشارقة للشعر العربي، وذلك بمشاركة كل من أحمد محمد عبيد من الإمارات، ومحمود صالح من فلسطين، وبحضور عبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، ومحمد القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية، والشاعر محمد البريكي، مدير بيت الشعر، وعدد من محبي الشعر والثقافة في جو التزم بالإجراءات التي فرضتها جائحة كورونا، وقدمها الشاعر نزار أبوناصر. واستهل البيت الاحتفالات بقراءات شعرية، والتي افتتحها الشاعر أحمد محمد عبيد، حيث شدا بحديث البوح إلى الذات متخذاً من الغياب محوراً ترتكز عليه رؤية النص وهو يعبر بوجده "على باب المدينة" ومن قصيدة "حديث": تعاليْ فاقرئي ما فاض مني وما أودعتُه بين الزوايا وما قلنا من الأشعار لمّا يهاديها الصباح إلى العشايا وما فاضت لواعجُ غارقاتٌ بقلبي حين قاربني صِبايا وقد بقيت حروفٌ تائهاتٌ تعود ولا تعود من الخفايا وللوحشة والقلق الذي يرافق الشاعر ويجعل من التوجس زاداً لنصوصه، قرأ: تركتِني خائفًا مستوحشُا قلِقا هذا الغياب الذي يثري بيَ الأرقا هذا الغياب فكيف الليل يحملني إليكِ والدربُ داجٍ فائضٌ رهَقا ألستِ من قال إن الليل موعدنا حتى الصباح لنغوي بعدنا الطرقا! وكيف والليل أضناني بأسئلةٍ عن الغياب! فمثلي الليلُ قد عشقا ليختم بقصيدة عارض فيها قصيدة للشاعر جاسم الصحيح منها: مدائني أُترعت بالواجدين وَهُمْ ما بين مرتعِشٍ في جسمِ مُرتعِدِ ومُدنفٍ سال مثل الماء، طهّرهُ بوحُ الحقيقةُ مصلوبًا على وتَدِ الفتنةُ البكرُ للأشواقِ تشملني والشوق للشوق عنوانان في خلَدي ولحظة الفتنة الأولى بها لهفٌ إلى الحقيقةِ قالت: هاكَ يا ولدي فيما طاف الشاعر محمود صالح الفعالية ببوحه بين "شوق السنونو" و"سنونوة السراب" ليعلن عن حضوره الشعري الأنيق، وهو يقول للقصيدة "آتٍ إليك" لأكون قريباً من الحصاد، ومن قصيدة "شوق السنونو" قرأ: باللهِ يا شوقَ السّنونو شُدَّني بجناحكَ المحموم كي أتضوّعا لا ضوءَ يُمطرُني لأذبحَهُ على كفّ النّوى وأطيرَ فيكَ مُودِّعا صنوانِ شعري والدّماءُ وكم أرى من وجْنةٍ تحمرُّ حرفًا أينعا تشدو الطيورُ على غُصونٍ أُتْرعَتْ بالّليل في قلبٍ يُداري الأدمُعا ليكمل حديثه مع الطير ويبثه وجده وأشواقه وهمومه التي بثها كذلك للمكان والزمان في حوارية شعرية منها: من أيِّ أبوابِ الغيابِ سنلتقي؟ وبأيِّ شاهدَةٍ سنرقى المنْبَرا؟ كم قُلتُ للطُّوفانِ تلكَ سفينتي فامْدُدْ يديكَ إلى يدَيَّ .. لنعْبُرا فسَمعتُ سيِّدةَ الجهاتِ تقولُ لي: أغلقْ عليكَ الكهْفَ كي تتحرَّرا ومن "آتٍ إليك" إلى "قمح النوى" واصل تطوافه مع الحرف ليقول من قصيدة "آتٍ إليك": مَدَّتْ أساورَها الأنواءُ في صَلَفٍ والفجرُ مُحتشِدٌ في شُرفةِ الغَسقِ قصّوا جوانحَهُ، فانداحَ طائِرُهُ وظلَّلَ الكونَ بالأنداءِ والأَلَقِ وللمقاصلِ إيقاعٌ على دَمِنا يُرقِّصُ الخَلْقَ، تيّاهًا، على نسَقِ وفي ختام القراءات الصباحية كرّم عبد الله العويس الشاعرين أحمد محمد عبيد، ومحمود صالح ومقدم الفعالية الشاعر نزار أبوناصر. يُذكر أن اليوم العالمي للشعر يوافق 21 مارس من كل عام، وقد أعلنته منظمة اليونسكو عام 1999، والهدف منه تعزيز القراءة والكتابة ونشر وتدريس الشعر في جميع أنحاء العالم. ميدل ايست أونلاين