استعرض محمد عبد العاطي، وزير الري والموارد المائية، اليوم الأحد،، حجم التحديات التي تواجه مصر في مجال المياه في ظل ضعف الموارد المائية، والتزايد المتسارع في عدد السكان، بالإضافة للتغيرات المناخية الحادة وتأثيراتها الواضحة، التي تمثل تهديداً كبيراً على دلتا نهر النيل. وجاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بغداد الدولي الأول للمياه الذي انعقد، اليوم، في العاصمة العراقية بغداد. وفي إطار مواجهة تلك التحديات، أكد عبد العاطي أن مصر نفذت العديد من مشروعات التعاون الثنائي مع دول حوض النيل خلال السنوات الماضية، في مجالات المياه والربط الكهربائي، حيث قامت مصر بإنشاء العديد من سدود حصاد مياه الأمطار ومحطات مياه الشرب الجوفية؛ لتوفير مياه الشرب النقية في المناطق النائية البعيدة عن التجمعات المائية، وإنشاء مزارع سمكية ومراس نهرية لخدمة السكان المحليين، بالإضافة لتنفيذ العديد من المشروعات في مجال تطهير المجاري المائية، بهدف تنمية المناطق المحيطة اقتصاديًا واجتماعيا وبيئياً، وخلق فرص عمل وتطوير أحوال الصيد وتقليل مساحات المستنقعات. وأشار إلى أنه تم وضع استراتيجية قومية حتى عام 2050 تهدف لتحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية والموازنة بين الموارد المائية المحدودة وتوفير الاحتياجات المائية الحالية والمستقبلية. وأضاف أن وزارة الموارد المائية والري تقوم وبشكل سنوي بتنظيم أسبوع القاهرة للمياه، تحت رعاية دائمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف رفع الوعي بقضايا المياه، وتعزيز الابتكارات لمواجهة التحديات المائية الملحة بأساليب غير تقليدية باستخدام التكنولوجيا الحديثة. وأوضح عبد العاطي أن 97% من موارد مصر المائية المتجددة تأتي من خارج حدودها، الأمر الذي حدا بالدولة المصرية لاتخاذ العديد من الإجراءات والسياسات التي جعلتها من أعلى دول العالم في كفاءة وإنتاجية نقطة المياه، حيث يتم إعادة تدوير المياه ذات الملوحة العالية التي تصل إلى 7000 جزء في المليون. وأكد أن مصر ليست ضد التنمية في دول حوض النيل، بل إنها حريصة على تقديم الدعم في مجالات تمويل وبناء وإعداد الدراسات الفنية لإنشاء السدود، بما يلبي طموحات جميع الدول في التنمية، مثل سدود (جبل الأولياء) بدولة السودان وسد (أوين) بأوغندا وسد (روفينجي) بتنزانيا، ومشروع سد (واو) متعدد الأغراض بدولة جنوب السودان، بالإضافة للدعم الفني المقدم لدولة الكونغو في إنشاء مركز التنبؤ بالفيضان في العاصمة الكونغولية كينشاسا. وفي هذا الصدد، شدد على أن مصر ضد أي فعل أحادي من دول المنبع دون الأخذ في الاعتبار مصالح دول المصب، مجددًا تمسك بلاده بالوصول لاتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي مما يفتح الطريق لتحقيق تعاون وتكامل إقليمي، وجذب للاستثمارات التي ستسهم في تحقيق التنمية لجميع دول الحوض. ومن ناحية أخرى، تفقد وزير الري المعرض المقام على هامش المؤتمر، وعقد عدة لقاءات، حيث التقى مع المهندس مهدي الحمداني، وزير الموارد المائية العراقي، لمناقشة فرص تعزيز التعاون المشترك في مجالات إدارة المياه بين البلدين الشقيقين، والتقى ماناوا بيتر، وزير الموارد المائية والري بدولة جنوب السودان، لمناقشة موقف العلاقات المصرية الجنوب سودانية وسبل تعزيزها في الفترة المقبلة، كما التقى حسن عبدي نور، وزير الطاقة والمياه الصومالي، لبحث سبل دعم التعاون بين مصر والصومال في مجال المياه.