بعدما أدانت الكثير من المنظمات الإنسانية اعتزام الولاياتالمتحدة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الجمعة، أنها بدأت مراجعة قرار إدارة ترامب تصنيف الحوثيين في اليمن كمنظمة إرهابية. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أنهم "لن يناقشوا علنًا أو يعلقوا على المداولات الداخلية المتعلقة بهذه المراجعة"، مؤكدًا أن الأزمة الإنسانية في اليمن، هي الدافع الأساسي للإسراع بما يمكن لإجراء المراجعة واتخاذ القرار. وأضاف المتحدث أن جماعة الحوثيين "بحاجة إلى تغيير سلوكها"، معتبرًا أنها تتحمل مسؤولية كبيرة عن الكارثة الإنسانية وانعدام الأمن في اليمن. وكان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكية السابق، أعلن في بيان أن الخارجية ستخطر الكونجرس بعزمها تصنيف الحوثيين في اليمن على أنهم منظمة إرهابية. كما أكد بومبيو أيضًا عزمه "إدراج ثلاثة من قادة أنصار الله وهم عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم على قائمة الإرهابيين الدوليين". ومن جانبها، رحبت الحكومة اليمنية بقرار واشنطن، مؤكدة أنهم يستحقون هذا التصنيف. إلا أن المنظمات الإنسانية والدبلوماسيين وأعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أدانوا هذه الخطوة، مبدين خشيتهم من أن يؤدي ذلك إلى زيادة تأجيج الوضع على الأرض، وتعطيل محادثات السلام للأمم المتحدة، وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد. حيث حذر مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، من أن تصنيف حركة "أنصار الله" الحوثية في اليمن جماعة إرهابية، قد يؤدي إلى "مجاعة على نطاق لم نشهده منذ ما يقرب من 40 عامًا"، مشيرًا إلى أنه وِفقًا للبيانات فهناك 16 مليون شخص سيعانون من الجوع هذا العام في اليمن، وهناك حوالي 50 ألف شخص يعانون من الجوع لدرجة الموت، بما يعني مجاعة على نطاق صغير، فيما يبتعد عنهم بخطوة واحدة 5 ملايين شخص آخر، مؤكدًا أن أي قرار يتخذه العالم الآن، يجب أن يأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار. وكذلك حذر جايك سوليفان، مستشار بايدن للأمن القومي، من عواقب هذه الخطوة، مشيرًا إلى أن "تحديد المنظمة بأكملها، (كمنظمة إرهابية) لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة للشعب اليمني وسيعرقل الدبلوماسية الحاسمة لإنهاء الحرب". من جانبه، وصف ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، القرار بأنه "تخريب دبلوماسي محض"، قائلًا: "هذه السياسة ، باسم تقييد الحوثيين ، ستربط فعليًا مجتمع المساعدة والدبلوماسية الدولية. والعكس مطلوب – الضغط الفعال على جميع أطراف النزاع لوقف استخدام المدنيين كرهائن في مناوراتهم الحربية". وفي سياق متصل، كان أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، قد أكد في جلسة الاستماع، الثلاثاء الماضي، أن عزم إدارة بايدن إنهاء دعمها للحملة التي تقودها السعودية في اليمن، حيث يخشى مسؤولو الأممالمتحدة وجماعات الإغاثة من أن يؤثر على حركة التجارة في اليمن.