تحتفل محافظة البحر الأحمر بعيدها القومي، والذي يحل في ذكرى معركة "شدوان" التي سطر من خلالها أهالي الغردقة من الصيادين ملحمة بطولية، حينما شاركوا القوات المسلحة في صد العدوان الإسرائيلي على جزيرة شدوان في الثاني والعشرين من يناير عام 1970. وتقع جزيرة شدوان على بعد 35 كيلو مترًا من شواطئ مدينة الغردقة، وتبلغ مساحتها 70 كيلو مترًا، وتقع بين مدخلي خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وتضم فنارًا لإرشاد السفن، وهي تبعد عن مدينة السويس 325 كيلو مترًا. وكانت معركة شدوان قد استمرت لمدة أربعة أيام، وذلك منذ يوم الثاني والعشرين من يناير عام 1970، وحتى السادس والعشرين من نفس الشهر، ووقعت المعركة عندما قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ هجوم ضخم على الجزيرة جوًا وبحرًا، بالإضافة إلى مهاجمة منازل المدنيين الذين كانوا يقومون بإدارة الفنار بالجزيرة، وكان هناك قوة محدودة من الصاعقة المصرية البحرية والبرية لحراسة الفنار الذي يقع جنوب الجزيرة. ورغم اعتراض الطائرات الإسرائيلية جوًا ولنشاتها بحرًا، إلا أن أهالي الصيادين لم يتخلوا عن قواتهم المسلحة، وقاموا بتوصيل الذخائر والمؤن والأسلحة في مراكب الصيد من شاطئ الغردقة إلى جزيرة شدوان. واستمر القتال بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وأفراد الصاعقة المصرية الذين خاضوا المعركة ببسالة وأحدثوا خسائر جسيمة بقوات العدو، وتمكنت حينها وحدات الدفاع الجوي المصري من إسقاط طائرتين للعدو من طرازي "ميراج" و"سكاي هوك"، وهو الأمر الذي استفذ القوات الإسرائيلية، وظل العدو يتقدم لاقتحام مواقع قوة الحراسة المصرية في جنوب الجزيرة، وكانوا يطلبون من القوة المصرية أن تستسلم، ورغم القصف الجوي العنيف من جانب الطيران الإسرائيلي، إلا أن القوات المصرية رفضت الاستسلام. وحينها صدرت الأوامر لرجال الصاعقة المصرية، بمنع القوات الإسرائيلية من احتلال الجزيرة، وبدأت المعركة بقصف جوى من العدو على الجزيرة لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، وأُظهرت بطولات نادرة. وكانت إسرائيل تحاول العودة إلى الجزيرة والسيطرة عليها، ومنع الإمداد الذي يأتي للجنود المصريين من خلال البحر، لكنهم فشلوا رغم تفوقهم العددي والقصف الجوي العنيف والامدادات الكثيرة التي كانت تأتي إليهم، وبعدها اضطرت القوات الإسرائيلية التي كانت تقدر بكتيبة كاملة من المظليين؛ للانسحاب من الأجزاء التي احتلتها من الجزيرة. وفي اليوم التالي للقتال والموافق الجمعة الثالث والعشرين من يناير؛ قصفت القوات الجوية المصرية المواقع التي تمكن العدو من الوصول إليها في جزيرة شدوان، كما قامت البحرية المصرية بأعمال تعزيز القوة المصرية على الجزيرة، ما أدى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الجزيرة بشكل نهائي.