في أول تحرك رسمي للبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، تقدم شربل وهبة، وزير الخارجية، عبر مندوبة لبنان الدائمة لدى الأممالمتحدة السفيرة أمل مدللي، بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي وإلى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس. وجاءت الشكوى اللبنانية في مجلس الأمن، ضد ما أسمته "الاعتداءات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية، عبر الخروقات الجوية المستمرة والخطيرة منذ بضعة أيام". ووفقًا لنص الشكوى، فإن "الممارسات تعتبر خرقًا فاضحًا للقرار 1701، ما يستوجب من مجلس الأمن الدولي إدانة إسرائيل على هذه الاعتداءات ووضع حد لها فورًا حفاظًا على الاستقرار والأمن والسلم في المنطقة". وكان الرئيس اللبناني ميشال عون، طالب بتوجيه رسالة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أجل إدانة الخروقات الجوية الإسرائيلية، مؤكدًا أن هذه الخروقات الجوية والاعتداءات هي انتهاك لسيادة لبنان وللقرار 1701. ودعا بيان المكتب الإعلامي لنائبة رئيس مجلس الوزراء اللبناني وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر الأممالمتحدة إلى ضرورة التدخل لوضع حد لهذه الخروقات والانتهاكات بأسرع وقت ممكن، والطلب من الجانب الإسرائيلي الالتزام بتطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته، مشيرًا إلى أن لبنان يشهد منذ مطلع الأسبوع الماضي تحليقًا مكثفًا لطيران العدو الإسرائيلي الحربي والاستطلاعي وعلى علوٍ منخفض، مما يشكل خروقًا فاضحة للأجواء اللبنانية، وإثارة للذعر في صفوف المواطنات والمواطنين اللبنانيين وخصوصًا الأطفال منهم. وفي سياق متصل، أكد أندريا تيننتي الناطق باسم قوات "يونيفيل" ل"وكالة الأنباء المركزية"، أن قائد القوات الجنرال ستيفانو دل كول، تواصل (أول من أمس) مع الجانب الإسرائيلي وأعرب عن احتجاجه على الخروق التي سُجلت في الأيام الماضية، مطالباً بوقف هذه الطلعات، مشددًا على أن هذه الخروق تعد انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وللسيادة اللبنانية وتقويضاً لجهود "القبعات الزرق"؛ للحد من التوترات وتهيئة بيئة أمنية مستقرة في جنوبلبنان. يُذكر أن الطائرات الإسرائيلية تقوم باختراق الأجواء اللبنانية بشكل شبه يومي على مدى سنوات طويلة لا سيما في نطاق منطقة الجنوباللبناني، غير أنها كثفت في الفترة الأخيرة من وتيرة اختراق أجواء لبنان بصورة كبيرة في الجنوب والعاصمة بيروت ومحافظة جبل لبنان وحتى مناطق محافظة الشمال، لساعات طويلة وعلى علو منخفض للغاية في بعض الأحيان، على نحو سمح بسماع أصوات الطائرات والتقاط المواطنين اللبنانيين لصور لها بواسطة هواتفهم المحمولة.