جامعة سوهاج تنظم دورات تدريبية في التسويق وإدارة الجودة للطلاب    في يومها العالمي.. لغة الإشارة ليست مجرد ترجمة للحديث المنطوق    وزير الأوقاف: التصوف خط الدفاع الأول في مواجهة الإرهاب    رحلة منتدى شباب العالم.. من شرم الشيخ إلى منابر الأمم المتحدة|صور    عضو "منتجي الدواجن": نعيش مرحلة حساسة وزيادة السعر تجعلنا مجرمين في حق الشعب    محافظ أسيوط يتفقد مركز شباب المندرة قبلي بمنفلوط للاطمئنان على سير العمل    وزير الصحة: المنظومة الصحية في مصر قوية ومتطورة ومتمرسة للتعامل مع الأزمات    وزير المالية: فخورون بما حققناه جميعًا.. حتى أصبح البنك الآسيوي أسرع نموًا    زيلينسكي يزور مصنعا للذخيرة بولاية بنسلفانيا الأمريكية    الجيش الأردنى يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة محملة بواسطة طائرة مسيرة    حسين السيد يسافر إلى السعودية على نفقته الخاصة لمؤازرة الزمالك في السوبر الأفريقي    العين الإماراتي: سننظم رحلات إلى مصر لحضور مواجهة الأهلي في كأس الإنتركونتنينتال    برشلونة يعلن إصابة حارسه «تير شتيجن» بتمزق كامل في وتر الرضفة بالركبة اليمنى    محمد صلاح يتواجد في التشكيل المثالي للجولة الخامسة في الدوري الإنجليزي    وزير الصحة: الدولة لن تخفي شيء عن المواطن بخصوص وباء أسوان    تنازل ضحيتا الفنان عباس أبو الحسن عن الدعوى الجنائية أمام المحكمة    المجلس الأعلى للثقافة يُكرم الروائي الكبير يوسف القعيد    سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام يعلن عن المشروعات المشاركة في الدورة السابعة    القاهرة الدولي للمونودراما يهنىء محمد سيف الأفخم لاختياره رئيسا فخريا للهيئة الدولية للمسرح    إحالة 3 أطباء للتحقيق بمستشفى الغنايم المركزي    «معندناش حاجة نخبيها».. وزير الصحة: الدولة لا تخفي أي شيء في تعاملها مع الحالات المرضية    في خدمتك| كيفية الوقاية من ميكروب «الايكولاي» بعد إصابات أسوان    الرئيس السيسي يهنىء قادة السعودية بذكرى اليوم الوطني    بيراميدز يكشف حجم إصابة محمد حمدي ومدة غيابه    ووكر قائد مانشستر سيتي يتهم الحكم بتوريطه في هدف لصالح أرسنال    جامعة الجلالة تحصل على الاعتماد الدولي IERS لبرنامج تكنولوجيا العلاج التنفسي    «أبو الغيط» يلتقي وزير العلاقات الخارجية في بنما    قطع أثرية مقلدة.. رحلة مباحث القاهرة للإيقاع بعصابة المشاغبين الستة    قرار جديد بشأن عاطل متهم بالتحرش بفتاة في حدائق القبة    حبس سيدة بتهمة سرقة رواد البنوك بزعم مساعدتهم    استقالة موظفى حملة المرشح الجمهورى لمنصب حاكم نورث كارولينا    حكومة غزة: جيش الاحتلال ارتكب مجزرتين في مدرستين بمخيمي النصيرات والشاطئ    الجيش الإسرائيلي: ضرب أكثر من 300 هدف لحزب الله في لبنان حتى الآن    تعيين وكلاء ورؤساء أقسام جدد بكليات جامعة بنها    إعلام إسرائيلي: حزب الله قد يضرب أهدافنا في تل أبيب.. ومستعدون للرد    رابط نتيجة تقليل الاغتراب للمرحلة الثالثة 2024 والدبلومات الفنية فور إعلانها على الموقع الرسمي    مواجهة مشكلة المخلفات الزراعية بالتطبيقات الحديثة في الوادي الجديد    وزيرة التنمية المحلية تبحث تقنين أوضاع عيادات الأسنان على مستوى الجمهورية    محافظ المنوفية: مبنى التأمين الصحي الجديد أسهم في تخفيف الزحام والتكدس وصرف الأدوية    جامعة القاهرة تعلن برنامج ال100 يوم للقوافل التنموية التي تشارك بها في مبادرة «بداية»    مواعيد وقنوات عرض مسلسل تيتا زوزو الحلقة 3.. خلال ساعات    وفاة والد الإعلامية حياة عبدون .. موعد الجنازة والعزاء    منظمة خريجي الأزهر تناقش مكانة المرأة في الإسلام بورشة عمل للطلاب الوافدين    الأزهر للفتوى يوضح تواضع النبي الذي كان عليه    «حياة كريمة» تُعيد الأمل.. توزيع أدوات مدرسية لمستقبل أكثر إشراقًا    تشييع جنازة اللواء رؤوف السيد بمسجد الثورة بعد صلاة العصر    طلائع كفر الشيخ ضمن معسكر «حياة كريمة» بمركز التعليم المدني في دمياط الجديدة    هكذا استعدت جامعة المنوفية لاستقبال الطلاب الجدد فى العام الدراسي الجديد    ضبط تشكيل عصابي نصب على المواطنين في القاهرة    علي جمعة: ترك الصلاة على النبي علامة على البخل والشح    خلال 24 ساعة.. ضبط 30129 مخالفة مرورية متنوعة    المستشار الألماني يلتقي زيلينسكي وأردوغان ولولا في نيويورك    ماذا قال محمد صلاح لأحمد فتحي بعد اعتزاله كرة القدم ؟    إصابة فى مقتل    تفاصيل عزاء نجل إسماعيل الليثي.. نجوم الفن الشعبي في مقدمة الحضور (صور)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-9-2024    حالة الطقس اليوم الاثنين 23-9-2024 في محافظة قنا    فودافون تتصدر منصة "إكس" بعد تعرض الشبكة لعطل مفاجئ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خيوط مؤامرة "الملالي" في ميدان التحرير
نشر في صوت البلد يوم 17 - 02 - 2011


الزمان: عام 1986.
المكان: الفلبين.
الأحداث: كانت الإدارة الأمريكية قد أرسلت السيناتور الأمريكي بول لاكسالت للحوار مع فرديناند ماركوس قائلاً له: "اخرج، اخرج نظيفا"، وبعد 16 ساعة من الرسالة، كان ماركوس الذي كان من أكبر حلفاء الولايات المتحدة علي متن طائرة بطلب اللجوء.
هذا ما يحدث الآن، بنفس السيناريو الأمريكي مع الرئيس مبارك، حيث أرسل باراك أوباما موفده الخاص فرانك ويزنر السفير الأمريكي الأسبق في مصر، والقريب من الرئيس مبارك وقدم له -علي حد تعبير الجارديان البريطانية- الكف الأسود!
لكن مصر ليست الفلبين، ولا "ماركوس" هو الرئيس مبارك، إلا أن هذا يكشف أبعاد المؤامرة، التي دخلت أطرافها أجهزة استخبارات عديدة، استوطنت ميدان التحرير وساحاته.
ففي الوقت الذي كشف فيه رئيس الموساد السابق إفراييم هاليفي أن الرئيس الأمريكي أوباما بابتعاده عن نظام الرئيس مبارك قد بدأ فعليًا حوارًا مع الإخوان المسلمين، وهو ما يعني أن مصر مطالبة بالحفاظ علي معاهدة السلام مع إسرائيل.
لذا يصلي الرئيس أوباما من أجل انتهاء العنف في مصر مثلما صرح، ولأن رئيس الموساد الإسرائيلي السابق يعي تمامًا تنامي الإسلام السياسي وخطورته.
فهو يؤكد أنه من المستحيل في القرن الحادي والعشرين تجاهل ظاهرة الإسلام الراديكالي في الشرق الأوسط، وحذر إسرائيل حتي تأخذ هذا الأمر بالحسبان!!
في حين أن مراسلاً أجنبيا في حجم روبرت فيسك مراسل الاندبندنت بالقاهرة حاول أن يقلل من قوة الإخوان، وحجم وجودهم علي الأرض في الأحداث الدراماتيكية لشتاء الغضب، حيث أكد في رسالته وهو قابع بميدان التحرير: أنهم يمثلون نسبة 20%، وإن كانوا أكثر تنظيمًا!
وهو ما أكده شباب الفيس بوك الرائع والواعي الذي خرج يوم الثلاثاء 25 يناير الماضي بصورة حضارية أذهلت العالم ليعبر عن مطالبه بالتغيير.
لكن ولأن الإخوان المسلمين -رغم نسبتهم القليلة- أكثر تكتيكًا وتنظيمًا، وأكثر الجماعات السياسية استفادة من مثل هذه الأوضاع، فهم يمتلكون بنية تحتية شباب تم تدريبه وتعبئته، ولديهم مشروع سياسي، كما يعرفون جيدًا اقتناص الفرص، ويريدون "تصفية حسابات" مع النظام الذي يسعي لتقليم أظافرهم حتي باتوا خارج حسابات اللعبة السياسية، حتي إن المرشد العام السابق محمد مهدي عاكف أعلن في تصريحات صحفية: أن الإخوان باقون رغم أنف الجميع، لذا فهم أكثر المرشحين للانقضاض و"سرقة" ثورة شتاء الغضب من هؤلاء الشباب المتحمس، والغيور علي وطنه.
تداعيات هذه الأحداث غازلت ما قاله مرشد الإخوان المسلمين الحالي محمد بديع حينما توعد النظام علي خلفية ما حدث لمرشحي الإخوان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة "سوف نولعها"!.. ويقصد بها مصر مبارك، وعند ما حدث من مؤامرة "تصعيد" أحداث ثورة هؤلاء الشباب، حاولوا بنجاح "ركوبها" فلديهم أجندة داخلية وخارجية، ولهم أذرع في الداخل والخارج، وحينما يتهم بديع نظام مبارك بأنه يصر علي "إسالة الدماء وإزهاق الأرواح، رغم ادعاء النظام طلب الحوار مع القوي السياسية".
" فهو يؤكد حجم المؤامرة التي يقودها الإخوان بعد أن رفضوا أي حوار مع نائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان.. والذي قال في تصريحاته للتليفزيون المصري: "هم مترددون وليسوا رافضين".. فمن المؤكد ينتظرون التعليمات من طهران، وقناة العالم الإيرانية تدير لعبة التفاوض والمناورة، وعلي الجانب الآخر تدفع قناة الجزيرة القطرية نحو تصعيد الأحداث لالتهام أكبر جزء من "تورته" النظام، لذا يدعون في صلاتهم بميدان التحرير بإسقاط النظام وتنحية مبارك في ظل وجود سيناريوهات جاهزة التفصيل مع قوي سياسية واستخباراتية وتحقيق دعم لوجيستي وعسكري أكبر إذا تطلب الأمر ذلك.
لذا كانت تحذيرات اللواء عمر سليمان لهم بعدم تفويت فرصة الحوار.. بينما حمل الرئيس مبارك في مقابلة مع شبكة "إيه، بي، سي" التليفزيونية الأمريكية ما يحدث في ميدان التحرير إلي الإخوان المسلمين محذرًا من استيلاء الإخوان علي السلطة حال تنحيه.
" ورغم أنه تم القبض علي عناصر إخوانية ترتدي الزي العسكري في العديد من المحافظات يحملون في طيات ملابسهم السيوف والأسلحة البيضاء، وقد تم اعتقال أكثر من 005 من أعضاء التنظيم المحظور؛ إلا أن الإخوان يراهنون علي إمكان "تحييد" الجيش إذا نجحوا في توريطه في مواجهات دامية مع سكان "ميدان" التحرير وهو سيناريو جاهز الآن أو غدًا.
ومن المؤكد أن الذين يحرقون الشوارع ويريدون استمرار اشتعال مصر ليسوا هم الشباب المتحمس الذي خرج ليلة الثلاثاء 25 يناير والذين يريدون بلدًا ديمقراطيًا وتعدديًا، ويريدون حريات واسعة وحياة كريمة علي غرار ما يتابعونه عبر شبكات الإنترنت، وغرف الدردشة والفيس بوك مع نظرائهم في الغرب أو الشرق.. لكن كل الشواهد تؤكد أن هناك "قوي" الشر تلعب في الظلام، لها أجندات، وتحاول أن تعبث بجسد الوطن، نزلت إلي ميدان التحرير لتؤجج ساحة المعركة في محاولة لتركيع مصر!
" وعلي ساحة المشهد السياسي والتظاهري هناك أكثر من سيناريو في إطار "لعبة رمي الجمرات" وعمليات التصعيد.. السيناريو الأول يؤكد تحرك الجيش خلال 48 ساعة في حالة تداعي الأحداث، من أجل عزل مبارك.. وهو ما يطالب به كثير من المعارضين، وهو نفس ما أكده مسئول أمريكي رفيع في تصريحاته لوكالة "روتيرز" من أن "أعمال العنف في الشوارع" قد تحرق الأخضر واليابس، وهو ما يعطي فرصة للجيش للانقضاض.
أما السيناريو الثاني فهو الاستفادة بتطبيق "التجربة الفرنسية" فالشكل الذي يتصرف من خلاله نظام مبارك، لا يختلف كثيرًا عن الشكل الذي أنهي به الرئيس الفرنسي الأسبق شارك ديجول أحداث مايو 1968، حين انتفض الملايين في ثورة غضب شعبية خرجت من جامعة السوربون في سان ميشيل بالحي اللاتيني لتصدر الثورة إلي كل أنحاء وربوع فرنسا، حيث ترك طاقة الانتفاضة والثورة تتبدد، فإذا كانت قد بدأت بصخب هائل، إلا أنها انتهت بصوت استجابة واهن وضعيف.
فقد حرك ديجول قوات الجيش من فرق مظلات ومدرعات نحو أطراف باريس لتطويقها، ثم اقتحمت وحدات الحرس الجمهوري القوية صفوف المتظاهرين.
فقد انتهج ديجول في التعامل مع هذه الانتفاضة الصادمة المثل الروسي "زخم هائل ونتيجة هزيلة" هكذا علمته تجارب تاريخه النضالي الطويل.
- وعلي الرغم مما حصلت عليه الجماعة الوطنية وما حققه الشباب الثائر المتمرد خلال 10 أيام أكثر بكثير من نتائج ثورة شباب الثورة الفرنسية، بل وفشلت جميع الأحزاب السياسية -التي تأكد أنها أحزاب ورقية علي مدي سنوات عمرها- أن تحقق إنجازًا واحدًا مما تحقق. فقد تم انهاء المشروع التوريثي، وتعيين نائب رئيس جمهورية وإعادة صياغة الدستور في أهم مواده (76، 77)، وهناك لجنة من الحكماء والفقهاء الدستوريين الذين يشهد لهم بالنزاهة والكفاءة والشفافية "جاهزين" لهذه المهمة، وتم تشكيل حكومة تكنوقراطية يرأسها رجل يشهد له بالانجاز والحدة والنزاهة وقد خلت هذه الوزارة من "دسم" رجال الاعمال، علاوة علي حل مجلسي الشعب والشوري بتنفيذ أحكام محكمة النقض وسقط معها "سيد قراره" والكثير من رموز النظام الفاسدين وخلوا جحورهم بعد أن أصدر النائب العام المحترم المستشار عبد المجيد محمود قرارًا بمنع سفر عدد من الوزراء السابقين والسياسيين أمثال أحمد عز الذي يطالب شباب المتظاهرين "برأسه" وزهير جرانة وأحمد المغربي ورشيد محمد رشيد والعادلي في الوقت الذي سارع فيه اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الجديد بمحاكمة والتحقيق مع قيادات وزارة الداخلية فيما حدث.. بعد أن انسحبوا من الشارع دون سابق إنذار.. حتي إن الجيش قام بالقبض علي "العادلي" وانزلوه من مكتبه بوزارة الداخلية ب"الترنج سوت"!
" ورغم أن مصر تمثل علي حد قول (يديعوت احرونوت) "مدماكا مركزيًا" في منظومة النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط بدء مع الرئيس السادات وأحسن فعله مبارك حين طور إلي الذروة العلاقات الأمريكية-المصرية، رغم كثير من انتقادات معارضيه، ووقفت مصر مبارك ك"صمام أمان" في المنطقة، وحليف استراتيجي للولايات المتحدة، إلا أن "الصفقة" -علي حد تعبير الصحيفة الإسرائيلية- التي تلقاها مبارك في أثناء هذه الأزمة، تكشف عن "النوايا الحقيقية" للولايات المتحدة في المنطقة، وصفقات "التعاطي" مع من يركب "ثورة" الغضب ويقود مصر، فهي دولة لا تعرف العواطف، وتبيع أصدقاءها وحلفاءها مقابل الحفاظ علي مصالحها فقط!
لذا سارع د. محمد البرادعي في مقابلة مع شبكة "سي، بي، سي نيوز" الأمريكية لطمأنة إسرائيل والولايات المتحدة المتخوفتين من خطر أن تصبح مصر في حال تغيير نظام الحكم فيها دولة معادية لهما.. أو أن تتهدد مصالحهما في المنطقة!!
وقال البرادعي الذي توهم أنه جالس علي كرسي الرئاسة: لا أظن أن هذا سيحدث، فهذه فكرة "واهية"!! إذن التحركات الأمريكية واستخباراتها تتحرك في كل اتجاه، وعلي جميع الأجنحة، وهي تحركات "محسوبة" بدقة.. في رحلة بحثها عن بديل مبارك، وتلعب في الكواليس مع كل "الفصائل" و"التيارات" وتعرف أن الجيش هو الذي قد يتحرك لتغيير النظام في مصر.
البرادعي قال للأمريكان وللسفيرة الأمريكية بالقاهرة عبر الخط الساخن معها إنه لن يدخل في أي حوار، طالما مبارك في السلطة. ورغم الخط الساخن بين البرادعي وأمريكا، إلا أنها تعرف أنه بمثابة "حصان طروادة" للانقضاض علي السلطة، في حين تختبئ داخله قوي وتيارات مختلفة، أهمها جماعة الإخوان المسلمين الذين يلعبون علي كل الحبال!
" فما قاله مناشيه عمير الخبير الإسرائيلي في الأصولية الإسلامية وشئون إيران من أن "الإخوان المسلمين يتخذون من محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية واجهة، ولن يترددوا عندما يحين الوقت المناسب في التخلص منه، كما فعل الخميني في إيران، وحماس في قطاع غزة!".
إذن، وبالطبع فإن الرعب الذي يعصف بإسرائيل هو ظهور حكم إسلامي في مصر قد يهدد معاهدة السلام ويخل بالمعطيات الاستراتيجية في المنطقة، وزاد من مخاوفها دخول إيران ساحة ميدان التحرير والتي تسعي لاستكمال ما يسمي ب"الحزام الفارسي" الشيعي بعد أن نجحت في "تشييع لبنان"!
في حين يدير علي أكبر صالحي وزير خارجية إيران وأحد المنفذين والمخططين تنفيذ سيناريو "شرق أوسط شيعي" باقتدار، رغم أنه يستخدم "إسلامي" بدلاً من "شيعي" حتي يفوت الفرصة علي أي قيادات إسلامية سنية.
وقد جاءت تصريحات صالحي المستفزة حين قال: إنه من منطلق معرفته بتاريخ الكفاح الثوري العظيم لشعب مصر، فهو متأكد من قدرة هذا الشعب علي تكوين شرق أوسطي جديد ذي توجه وأيديولوجية إسلامية لكل هؤلاء الراغبين في تحقيق الحرية والعدالة والاستقلال -علي حد قول الوزير الإيراني!
وبالطبع ستقود إيران هذا الحلف الشرق أوسطي!.. وفي تحريض بشع اردف الوزير الإيراني صالحي بالقول: إن المصربين أظهروا أنهم لم يعودوا مستعدين للوقوف موقف المتفرج الغبي!!
ويقود صالحي محور الشر من الدوحة الآن، ويدير به ميدان هذا المحور والذي يضم قطر ودمشق "التي تراقب وتدير من بعيد لبعيد!" وبالطبع إيران وتركيا، أما أذرعتهم العسكرية فهي حزب الله، وحماس، وجماعة الإخوان المسلمين، الثالوث الأقدس!
وقد اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في تصريحات له: "أن أعلان مبارك البقاء في السلطة حتي الانتخابات الرئاسية غير كاف".. داعيًا إلي "تلبية إرادة شعبية في التغيير بدون تردد".
ونستغرب كثيرًا بالمتربصين بمصر، حتي تركيا(!)، وكثير من الإسلاميين الراديكاليين يتحمسون لتطبيق المشروع التركي في مصر، بتحييد الجيش وتشكيل حكومة إسلامية، وهو سيناريو أيضًا جاهزة ومعد(!) حتي إن أمريكا ذاتها تعتقد أن التجربة التركية في مصر هي الأنسب، حيث إن المؤسسة العسكرية هي ركيزة الدفع بالديمقراطية.
وبالطبع تحتضن قطر "مجلس أركان محور الشر" وتلعب قناة الجزيرة دورًا مدروسًا في تفعيل سيناريوهات هؤلاء سواء بالتهييج والمبالغة وسياسة التضليل والتربص بأمن مصر، في إطار تصفية حسابات، واعتلاء دور قيادة المنطقة بعد اضعاف وانهاك قدرة وقامة مصر التي ظلت عقودا وأزمنة "رمانة الميزان" في المنطقة.
" خيوط مؤامرة "الملالي" تلتف الآن حول جميع القوي السياسية والحزبية التي تبحث عن دور بعد أن ترنح "الحصان المصري" وبدأ شحذ السكاكين، فكل منهم يريد قطعة من جلده، فالإيرانيون نسبوا لأنفسهم الفضل في انتفاضة ميدان التحرير وسارعوا بإعلان "البشارة"! بشرق أوسط إسلامي، والأتراك سارعوا طمعًا في حصة من "المولد" والإخوان "متأهبون" لأكبر مكسب يحققونه علي الأرض، لكنهم ينتظرون التعليمات من "طهران"!
ورغم ما يحدث في إيران من قمع للمعارضة، وقمع للحريات حتي إن زعيمي المعارضة في إيران مير حسين موسوي ومهدي كروبي طالبًا النظام الإيراني بالسماح لتنظيم تظاهرات في الشوارع علي غرار ما يحدث في مصر.
وتساءلا: هل النظام في إيران أفضل حالاً من الرئيس مبارك في مصر والرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في تونس؟!
" في حين كشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في جنيف معالم الجنة الموعودة في إيران وصك الغفران الذين سيمنحونه لزبانيتهم، حين أعلنت إعدام 66 معارضًا إيرانيا منذ بداية هذا العام، بينما كان عدد ما قام النظام الإيراني بإعدامه العام الماضي نحو 300 معارض! فهم بارعون في الاغتيالات (قتلهاي زنجيره آي) وعندما شعرت دولة من الامارات العربية بخطر إيران الذي يقترب منها بعد التهام ثلاث جزر أماراتية، سارعت لتتدارك الخطر الإيراني وجنته الموعودة، ففرضت قيودًا علي الأنشطة الاقتصادية والمالية للإيرانيين علي أراضيها ربما عرفت أن الاستثمارات وتلك الأنشطة الاقتصادية واجهة إيرانية تخفي بها وجهها التخريبي والتوسعي. وهو ما دفع "الحرس الثوري" الذي اتجه صوت مصر الآن عبر الدوحة ودمشق وغزة إلي تحويل أصوله المالية واستثماراته إلي جنوب شرق آسيا، خصوصًا ماليزيا وماكاو، وقد بلغت نحو 20 بليون دولار!!
" المراهنات علي سقوط النظام المصري كثيرة ومتباينة، في حين يري كثير من المراقبين السياسيين عدم سقوط النظام المصري، حتي لو تنحي مبارك ذاته! فتغيير طبيعة وماهية النظام المصري في أي الأحوال لن يحدث لا في الوقت الآتي أو المستقبل القريب. لأن ذلك -علي حد قول الكاتب إحسان حيدر- يتطلب استدارة كاملة أشبه بالانقلابات، وهو الأمر الذي لا تمتلك المعارضة القدرة الذاتية علي فرضه، ولم تستطع حتي الآن قبل تأييد القوة الرئيسية في مصر (أي الجيش) للانقضاض علي النظام.
لذا تحول "البيت الأبيض" إلي "غرفة عمليات" تتابع وتقود وتصدر ما يشبه الأوامر إلي الرئيس مبارك، وأيضًا الدوحة، وأنقرة، ودمشق، وطهران التي فتحت خطوطًا ساخنة عبر شبكة "الكونجرانس" لتنفيذ المخططات ورصد الأحداث. في الوقت الذي تبارت فيه جميع العناصر والعملاء لأجهزة الاستخبارات العالمية في ميدان التحرير وميادين القاهرة الأخري! فجنرالات الثورة الذين لا أحد يعرفهم ضمن الخلايا القائمة لهذه الأجهزة.. في "وضع استعداد قصوي"!
وكذا انفجار خط الغاز الطبيعي بين مصر وإسرائيل، وهروب "خلية حزب الله في مصر" وقائدها محمد يوسف منصور المعروف باسم "سامي شهاب" والمحكوم عليه بالسجن 52 عامًا من سجن وادي النطرون منذ فبراير 2009 ضمن 49 شخصًا، وهم في مكان آمن حتي وصولهم إلي لبنان بعد أن استولي حزب الله عليها الآن، وأصبحت حضنًا دافئًا وحصنًا آمنًا!
وهذا الشهاب ضمن 17 ألف سجين من عناصر مختلفة "سياسية وإسلامية وجنائية" تمكنوا من الفرار علي حد قول اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الجديد، كل هذه شواهد تؤكد حجم المؤامرة في ميدان التحرير وحتي تعرف فإن حزب الله وحماس وجماعة الإخوان المسلمين هم الأذرع الثلاثة لدول محور الشر التي تقودها إيران، اقرأ معي ما قاله كاتب غزاوي يدعي د. فايز صلاح أبو شمالة تحت عنوان (مصر الفرج يا غزة).
الأيام القادمة هي أيام عز لغزة العزيزة المعززة، بأصابع الشعب المصري، وتركب سيارة الثقة بكل ما هو عربي، وتذهب لتهنئة القاهرة، تعانقها، تقبل جبينها، تذرف دمعتين علي صدرها.
بالطبع حذر الكثيرون من أن سيناء تحولت عبر هذه الأيام إلي منفذ لتهريب السلاح ودخول عناصر حماس وحزب الله وغيرهم، وأصبحت "بؤرة" ومخزنًا استراتيجيا لدعم هؤلاء الذين يديرون الآن مكان ميدان التحرير، وقد سمعنا عن محاولة اغتيال اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية وإصابة اثنين من حرسه الخاص، ولا ندري صدق هذه الشائعة، إذًا لا تندهش وأنت تقف في ميدان التحرير أن تري من يضع "بادچا" أو شارة "لغزة"!، فقد جاءوا إلي ميدان التحرير لتحرير فلسطين الحرة الأبية! " ولا تندهش عندما تري كثيرًا من الأجانب والغرباء، ومنهم إسرائيليون وإيرانيون وأردنيون وجنسيات أخري عديدة تلعب دورًا في "مؤامرة" وقد تم القبض علي الكثير منهم. إن آخر استطلاع إسرائيلي للرأي أجرته يديعوت أحرونوت، أعرب فيه 65% من المستطلعين الإسرائيليين عن خوفهم من سقوط مبارك، بينما أجاب 11% منهم عن سؤال: هل تعتقدون أن سقوط نظام مبارك ستكون له آثار سلبية أم إيجابية علي إسرائيل؟ فكانت الإجابات أن النتائج ستكون إيجابية، وقال 59% من الإسرائيليين إن نظامًا إسلاميًا سيخلف مبارك في حال تنحيه، بينما توقع 21% قيام نظام علماني ديمقراطي.
" لقد أصبحت مصر "مباحة" للجميع، وها هو مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي وهو في خطابه الذي قاله باللغة العربية، رغم عقدتهم التاريخية مع العرب: ضرورة أن يرحل النظام، وأن تركع مصر.. وحتي يرسل بحرسه الثوري (كمالي) وميليشيات "الباسج" ولتحويل مصر إلي إمارة إيرانية يديرها من قصر حي الفيروز بطهران!
هل تريدون أن تتقيأوا؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.