1
عندما قرأت سيرة شاعر الحداثة الأمريكية «والاس ستيفنز» تذكرت على الفور «أمجد ناصر»، ذلك المراهق المحتد الذي لم تظهر عليه أية عوارض للحكمة رغم شيبته، كما يقول هو نفسه في إحدى قصائد ديوانه الفريد «حياة كسرد متقطع». موقع التشابه ليس في أن أمجد مثله (...)
1
عندما قرأت سيرة شاعر الحداثة الأمريكية «والاس ستيفنز» تذكرت على الفور «أمجد ناصر»، ذلك المراهق المحتد الذي لم تظهر عليه أية عوارض للحكمة رغم شيبته، كما يقول هو نفسه في إحدى قصائد ديوانه الفريد «حياة كسرد متقطع». موقع التشابه ليس في أن أمجد مثله (...)
لا يمكننا فهم هذا النشيج الذي يدور بين حين وآخر عن انعدام تأثير الفن في محيطه المجتمعي كذريعة لإدانة أوضاع سياسية لا يتفق معها الكاتب. فهذا الاعتقاد؛ فضلاً عن تزييفه المطلق وعي العامة، يبدو أكثر ارتباطاً بالأجر الذي سيحصل عليه الكاتب مقابل هذا السبب (...)
في سياق التنوع الذي يشير إليه الشاعر العراقي محمد مظلوم في مقدمته المدققة والمتقنة للمختارات المعنونة: «قليلاً مِنَ الذهب أيتها الشمس» (الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة)، نستطيع تأكيد أن القيمتين الذاتية والموضوعية اللتين تتوافر عليهما تلك (...)
ثمة يقين يخالج الشعراء في كل مكان بأنهم صاروا طرائد لقناصة مجهولين. مكانة الشعر والشاعر صارت محل شكوك كبيرة ومتنامية. ربما كان ذلك الاعتقاد دافعاً لتلك الكلمة الغارقة في صدقها عندما تصدرت أنطولوجيا مؤتمر طنطا الدولي المستقل للشعر في دورته الثالثة. (...)
ليس ثمة إجابة يمكننا استلهامها ضمن تساؤلات الشاعر العربي منذ حركة النهضة عن تحولات القيم الشعرية بين الشرق والغرب، هذا إذا اعتبرنا أن الثقافة العربية تتعامل مع الشعر باعتباره جزءاً من نظرية المعرفة، وهو أمر لم يكن واضحاً في أية لحظة من تاريخ النقد (...)
لم يكن الشعر في أي لحظة ضمن الأنماط الناقصة للحداثة العربية، بل ربما كانت الحيوية التي طرحتها الشعرية العربية واحدة من أكثر الإشارات جدة وجدية على قابلية العقل العربي للتحديث. لذلك لا يمكننا اختصار معركة الحداثة الشعرية في صراع بين الأشكال الشعرية (...)
الشعر غامض وهذه طبيعته. غامض ولو كان بسيطاً. وكم من شاعر عايَشَ خساراته بينما يرفض أن يكون جزءاً من أسئلة زمنه مثلما فعل هولدرلين الذي رفض العالم الحديث كله، ومثل صعاليك العرب الذين أدمنوا حياة الاختطاف وقدموها على نمط الاستقرار النسبي الذي رسخت من (...)
أسوأ ما يمكن أن تلتقيه، وأنت في مدينة تضج بزخم تاريخها كمدينة البصرة، تلك التصريحات السخيفة التي قد تطالعها في الصحف اليومية، لسياسيين أقرب إلى المرابين وقطاع الطرق. هؤلاء الذين يخترعون للقتل أسماءً جديدة، ويبتكرون للانقسامات الطائفية أقنعة أكثر (...)
نعم، لا شك سيكون الرحيل الأليم للشاعر فاروق شوشة، عن عمر يناهز الثمانين عاماً، مؤثراً في جمهور كبير. ولا شك أيضاً في أن الراحل ترك خلفه جمهوراً من نوع له صفة العمومية والاتساع. ليس جمهور الشعر تحديداً، لكنه جمهور اللغة العربية، جمهور الأصالة (...)
كان الروائى والشاعر الفرنسى «برنار نويل» يعتبر نفسه مريضا مثاليا بالنموذج الثورى للمفكر الإيطالى «أنطونيو جرامشى» وقد كتب
رواية فاتنة عن نهايته الفجائعية فى سجون الفاشيست صدرت عام 1994 وترجمها الشاعر بشير السباعى تحت عنوان «حالة جرامشى». غير أن مرض (...)
لا أعرف ما إذا كان «سقراط» عاقلا أم مُغَفلا عندما رفض خطة قدمها إليه أحد تلامذته للهرب من المقصلة التى كانت تنتظره كواحد من الخارجين على سلطان الآلهة الأثينية ومن ثم سلطان دولتها. لكن مرافعة الرجل فى محاورته مع «أقريطون» تؤكد أن ثمة قِيَما يمكن (...)
فى العام 1925 امتلك المسرحى الأيرلندى «برنارد شو» جرأة السخرية من «ألفريد نوبل» صاحب الجائزة الأشهر عندما أعلنت المؤسسة السويدية العريقة فوزه بجائزتها فى الآداب.
قال «شو»: إنهم يُلقُون إليَّ طوق نجاة فى وقت أصبحت فيه سباحا ماهرا . لقد حاول مؤسس (...)
يدهشني، كما يدهش غيرى أمر عشراتٍ من صحف » رجال المال » التى تُسَوِّق للعامة ودهماء الناس أنها تخوض حروبا مقدسة لكى تبقى
محرابا للحريات السياسية والاجتماعية فى مصرنا الجريحة، فقط لأنها ليست مملوكة للدولة. كأن الدولة، المخترقة داخليا وخارجيا على مدى (...)
مساحات الرفض المتنامية، ضد إصلاح الخطاب الإسلامي، التي اكتنفت كلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أمام مؤتمر «التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية» لم تكن التجلي الأوحد لتمدد مساحات العداء بين مؤسسة الأزهر والنخبة المصرية،
بل هي واحدة من تجليات (...)
ثمة بعد تاريخى غائب عن تلك المقالات التحليلية والتعليقات الصحافية المصابة بالصدمة جراء حوار الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع الصحافى والكاتب توماس فريدمان حول تصورات الولايات المتحدة لمستقبل شرق أوسطى يتأسس، فى جانب منه،على فكرة الصراع السنى (...)
لم تنفصل التصورات المثالية حول فكرة «الأمة الواحدة» لدى مؤسس الفكر القومى «زكى الأرسوزى» عن الخيبات العربية التى نالتها
أمته حتى تبددت أوهى، على الأقل، قيد التبدد. الأرسوزى بنى أطروحته فى جملتها على اللغة كواحدة من أعلى تجليات الخصوصية الثقافية، (...)
تاريخ الدجل فى المدونة العربية سوف يتضاءل قطعا أمام تلك المضامين المسمومة التى حاولت المنابر الصحفية، الممولة قطريا، إهراقها لتكدير صفو المصريين وسط أشواقهم النبيلة والمستحقة
التى تبدت فى حلكة المؤامرات وعنكبوتية شبكات التجسس وتمدُّدْ فضاءات (...)
أى سخرية يمكن أن تثيرها تلك الأقنعة البلاغية الكاذبة ؟! ضمن مقال يرسله الديوان الأميرى بدولة قطر ممهورا بتوقيع أميرها لتنشره صحيفة ال «نيويورك تايمز»
بالتزامن مع زيارة استثنائية لواشنطن. يدعو المقال لمحاسبة الحكام المستبدين كما يدعو إلى معالجة أسباب (...)
لا أتصور أن خطأً ما يكمن خلف اختيار ذلك العنوان فاقد الصلاحية: «الثقافة والتجديد»، كلافتة أنيقة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب
الذى انقضت وقائعه قبل أيام. ويبدو أن بريق المُثاقَفة فى ذلك العنوان دفع منظمى تلك الكرنفالية لإلحاق اسم الإمام «محمد عبده» (...)
في العام 1970 قال جان بول سارتر في كراسة سيرته العاشرة : «إن فرنسا تحتاج لخمسين سنة أخري من الصراع علي الأقل لتنتصر قوي الشعب جزئيا». كانت رؤية سارتر الإجمالية أنه إما أن تحكم الاشتراكية وإما أن تحكم البربرية ، لكنه عندما سُئِل : ألم يتحقق شيء في (...)
قد يحتاج المرء إلي فصاحة أمة العرب كي يبرهن علي أن المعرفة ملك لفضاء الناس علي اتساعه، ومن ثم فهي ليست ملكا لأحد. ليست ملكا للمثقف أو رجل النخبة،
كما أنها ليست ملكا للكاهن أو رجل الدين. من هنا يجب ألا تمثل امتيازا لكائن من كان. ينطبق الأمر علي (...)
منذ زمن بعيد ، ربما منذ السطوة المبكرة للديانات ، وجد رجال المال كهنة وفلاسفة ومثقفين من الحقوقيين والأخلاقيين التطهريين يستطيعون، في أي وقت وتحت أية لافتة،
أن يدافعوا عن أكثر صور الاستغلال والاستعباد بشاعة وانحطاطا. وقد كان الأحبار والكهنة والأئمة (...)
فى معنى الدولة ومعنى المثقف دَبّجَ كثرة من مثقفينا عشرات «النظريات» التى ربما تكفى لمصادرة المستقبل حتى قيام الساعة. لم يكن الخطل الوحيد يتحصل فى انتهاء تلك التصورات حول مستقبل الثقافة إلى مضامين طبقية شديدة البؤس،
بل كان أخطرها ذلك الفصل المستمر (...)
عندما نقف قُبَالة الدولة ،أى دولة، ونتكلم عن العدالة فنحن نهذى هذيان ذبيح تحت أقدام قاتله، أو أننا، بتعبير الشاعر الفرنسى شارل بودلير، «كمن يجلس فى بيت المشنوق ليتغزل فى الحبال».
فالدولة، على ضرورتها، فكرة متعسفة بالأساس، وهى بتعبير كارل بوبر «شر (...)