رجائى عطية نقيب المحامين المصريين، له مقال بعنوان «بين السيد المسيح عليه السلام والتلاميذ»، وقد يرى القارئ أنه والأمر كذلك كان يتوجب أن يكون عنوانى «المسيح بين رجائى وحقائق الإنجيل»، لكننى آثرت ألا تكون المقاربة مع معالى النقيب حتى لا يتحول الأمر (...)
تُحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واحدة من أقدم الكنائس التقليدية أى التى تتبنى نسق التواتر الجيلى، والذى يمتد فى جذوره ليلتحم بالكنيسة الأولى، لذلك تسمى كنيسة آبائية، يضفى هذا عليها صفة الأصالة، فيما تعتقد وفيما تمارس، ويضمن لها قدرا أكبر من (...)
عندما كانت مقولة «كل الطرق تؤدى إلى روما» ترد على ذهنى، قبلاً، كنت افهمها على أن هناك بدائل عديدة لحل أى مشكلة أو أزمة، يمكننا أن نفاضل بينها ونختار أنسبها، ثم أدركت أنها قبل ذلك تقرير لحقيقة تاريخية على أرض واقع الإمبراطورية الرومانية التى بسطت (...)
بين الأدب والتاريخ غرام وتربص، وبين الأدب والمقدس خيوط وقنوات تتسع وتضيق، فى تراوح يرسم حدوده سقف الحرية ومساحات الوعى والتحقق المجتمعى والقدرة على التلاقح الثقافي، وتأتى الرواية فى المقدمة، ويجد فيها الأديب مساحة تسمح له بتناول احداث ووقائع (...)
فيما يشبه المظاهرة تحتشد الصفحات فى الفضاء الافتراضى وفى الواقع الورقى بطوفان من المقالات والأطروحات مع كل حدث صادم فى أجوائنا الرتيبة، تنبرى باتجاه التنظير وتقديم نصائح تأتى فى كثير منها مفارقة للواقع، بين التأييد والشجب، وبعضها يتبنى الإنكار أو (...)
نحن أمام «جبرتى» معاصر، تلبَّس قلمه الوصف، وقد ظهرت مهاراته ككاتب وصحفى فى كتابه الذى صدر مؤخراً مع مطلع عام 2018 «كيرياليسون .. فى محبة الأقباط». ولم يكن الكتاب مغازلة من كاتب مصرى «مسلم» للمصريين الأقباط «المسيحيين» كما قد يبدو للبعض، فقد تابعته (...)
ظاهرتان استقرتا فى الفضاء السياسى المصرى وربما العربي، الأولي، الإجماع، والتى تسللت إلينا مع حسم ضباط يوليو 52 قضية الديمقراطية التى اختلفوا عليها، رغم أنها تصدرت قائمة الأهداف الستة التى أعلنوها فجر قيام «الحركة المباركة» صبيحة 23 يوليو، إقامة حياة (...)
لا جديد تحت الشمس، قبل قرنين من الزمان عندما اُخترعت آلة البخار إيذانا بميلاد الطور الأول من الثورة الصناعية، كان العالم محكوما بقواعد المجتمع الأبوى الإقطاعى الرتيب، كما فى الدولة كذلك فى الكنيسة بوصفها المؤسسة الدينية فى الغرب مسرح الثورة (...)
قد نكون بحاجة إلى الإقرار بأن طرح الإشكاليات القبطية طرحاً عاماً يحوطه من المحاذير ما يحوله إلى ما يشبه الطرح المُعلَّب، ويستوى فى هذا ما يتعلق بالمجتمع القبطى الخاص وما يخص علاقاته بالمجتمع العام، وهو أمر تشكل وتبلور منذ لحظات تأسيس الدولة الحديثة (...)
طرح إشكالية تجديد الخطاب الدينى المسيحى، الآن وفى مصر، يحتاج إلى كثير من الموضوعية والتريث، فهو أمر يراه البعض، بارتياب، تنويعة على سياسة المواءمات والتوازنات، فمادام هناك إلحاح على مراجعة الخطاب الدينى الإسلامى الآنى فلماذا الصمت على نظيره المسيحى، (...)
فى بلاد المحروسة كان الدعم الحل السحرى الذى تبناه من تولوا إدارة الاقتصاد لمعالجة اختلالات سياساتهم الانفعالية بعد أن قفزوا إلى السلطة فى مطلع خمسينيات القرن العشرين، يفتقرون للخبرة. وكان فى أصله آلية لعلاج آثار حالات استثنائية، الحروب والكوارث، (...)
كانت التفجيرات الإرهابية الدموية التى استهدفت كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا والكنيسة المرقسية بالاسكندرية صبيحة احتفالات المصريين المسيحيين
بأحد «السعف» تحمل العديد من الرسائل التى تنتهى إلى تحقيق هدف واحد «إسقاط الوطن» والقفز مجدداً من قبل الجماعات (...)
أولاً : أغفل فى المادة الثانية من ديباجته ذكر المرسوم بقانون رقم 126 لسنة 2011 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937 مادة 161 مكررا.
يعاقب بالحبس وبغرامة لاتقل عن ثلاثين الف جنيه ولاتتجاوز خمسين الف جنيه أو بإحدى هاتين (...)
اشتعلت مواقع وصفحات التواصل الاجتماعى وخاصة الفيس بوك مؤخراً بنقاشات حادة حول 25 يناير وتوصيف ما حدث فيها عام 2011، هل هى ثورة أم نكبة، وذهب البعض إلى تسميتها "25 خسائر"، وحملها كل الإخفاقات التى نعيشها، بينما فى مقابلهم من يراها ضرورة تاريخية كسرت (...)
جاء ذهاب قداسة البابا تواضروس الثانى إلى القدس للصلاة على الأب مطران الكرسى الأورشليمى، كمن القى بحجر فى بحيرة ساكنة، لنكتشف أنها تمور بتيارات متصادمة رغم السكون الذى يبدو على السطح، وتكشف أننا مازلنا نحمل آثار وندوب تقلبات ما قبل 25 يناير، والتى لم (...)
كانت القاعدة التى تدور حولها دروس المدخل إلى علم الاقتصاد ونحن بعد طلبة فى سنواتنا الجامعية الأولى، تقول إن إشكالية العالم فى مجمله أن الموارد محدودة بينما الاحتياجات متعددة، وعبرها تدور خطط ورؤى الدول، وتنشأ الصراعات وتتفاقم الأزمات، وربما الحروب، (...)
قرر قداسة البابا تواضروس إيقاف عظته الأسبوعية التى كانت ملمحاً اعتاده الأقباط بامتداد نصف قرن ويزيد منذ ان بدأه البابا شنودة فى منتصف ستينيات القرن الماضى بعد رسامته اسقفاً للتعليم وامتد معه بعد رسامته بابا وبطريركاً، ولم يتوقف إلا فى الفترة من 5 (...)
هى جزء أصيل من قدر مصر، شكلت أهم منحنيات تاريخها ووقفاتها، أكدت ثقلها الإقليمى.. إنها قناة السويس التى أعادت التواصل بين البحر المتوسط والبحر الأحمر، وقد كان روادها أجدادنا العظماء المصريين القدماء حين شق سنوسرت الثالث، أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة، (...)
ما كادت الحرب العالمية الثانية (1939/1945) تضع أوزارها حتى وقع العالم بين فكى صراع القوتين العظميين فى استقطاب حاد، وتشهد الولايات المتحدة عام 1950 بزوغ دعوة تبناها عضو مجلس الشيخ جوزيف مكارثى إلى تعقب الشيوعيين الذين يعملون فى الدولة، تمتد لكل (...)
المصالحة ليست هى هدف العدالة الانتقالية الوحيد والمباشر كما يتبادر إلى أذهان كثيرين على تباين مواقعهم، ففى هذا تبسيط مخل بفعل تأثرنا شعبوياً بمقولة «الصلح خير وعفا الله عما سلف» وهى مقولة قد تبدو صحيحة وسلامية لكن البعض يوظفها فى غير موقعها، بل يذهب (...)
ما زالت مصر تمثل حجر عثرة فى طريق تحقيق خارطة التقسيم الجديدة التى بشرت بها قوى الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تحت مسميات عديدة، لعل أكثرها ترويجاً «الشرق الأوسط الجديد»، والتى احتلت مكاناً متقدماً فى سياساتهم منذ بشرت بها وزيرة الخارجية (...)
فى كل الدول التى شهدت ثورات ضد أنظمتها الديكتاتورية سعياً لتأسيس نظم جديدة تتبنى حقوق المواطن وتعيد الاعتبار لقواعد العدالة والمساواة وسيادة القانون، اجتازت مرحلة انتقالية حتمية، لها ترتيباتها التى تفرضها طبيعة الانتقال، وإن اختلفت بين بلد وآخر، (...)
كانت اللحظة التى خرج فيها «بيت العائلة المصرية» للنور ملتبسة، وكانت شهادة ميلاده تحمل رقم 1279 لسنة 2011 فى سلسلة قرارات رئيس الحكومة، القادم وقتها من ميدان التحرير من وسط الجماهير المحتشدة والثائرة هناك، الدكتور عصام شرف، وبحسب القرار الذى جاء (...)
«ما أكتبه هو دفاع عن حق الحياة الكريمة والإنسانية والحضارية».. هكذا وصف فرج فودة كتاباته ورؤاه، وهو ما نحسبه عنوان يومنا، على الرغم من مرور ما يقرب من ربع قرن على استشهاده (8 يونيو 1992).
وقبل أيام احتفلت الجمعية المصرية للتنوير بهذه الذكرى على بعد (...)
حتى لا نصحو يوما فنكتشف أن الحلم صار كابوسا، وأن الربيع كان طيفا من خيال فهوى، علينا أن نواجه أنفسنا بواقعنا، ونواجهه، ونكف فوراً عما درجنا عليه بامتداد ثلاثة أرباع القرن من تأجيل الحلول الحقيقية واستبدالها بمسكنات ترحل الأزمات وتفخخها، وتجعلها قيد (...)