للحديث فى هذا الموضوع اليوم سببان، الأول هو صدور كتاب المفكر الأمريكى المنشق الشهير ناعوم تشوميسكى: «سخط عالمى.. مناقشات حول التهديدات المتصاعدة للديمقراطية»، والثانى هو توسع بعض كتابنا ومفكرينا فى تخطئة ما يعتبرونه جوانب دينية إسلامية فى الصراع مع (...)
فى معرض تفسير لم يقتنع به كاتب التقرير نفسه لتجاهل الإدارة الأمريكية الحالية لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد فى علاقاتها مع دول الخليج، وعموم الشرق الأوسط، نقلت مجلة ذا نيويوركر عن مسئولين كبار فى واشنطن أنهم كلما فاتحوا مسئولا خليجيا (...)
لا أشارك البعض رؤيتهم أن التركيز على الأوضاع فى منطقة الخليج يعد ابتعادا عن الشأن المصرى، لأن دول الخليج أو بعضها على الأقل تؤثر منذ فترة طويلة فى الإقليم كله، إن سلبا وإن إيجابا، كما أن جوهر النزاع فى الخليج هو الصراع على الهيمنة الإقليمية بين كل (...)
يعلم كل من له دراية بقواعد العمل فى الصحف اليومية أن صفحات الرأى تعد قبل يوم أو يومين من الصفحات الإخبارية، لذا فإن مقال الأسبوع الماضى بعنوان «أشلاء صفقة وحطام استراتيجية» كتب صباح يوم الأربعاء السابق على تاريخ النشر، وكما يذكر القارئ المهتم فإن (...)
على الرغم من كل التفاؤل الصاخب والواثق الذى بشر به الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أصدقاءه العرب والإسرائيلين، تحت عنوان صفقة القرن، فإن الرجل لم ينج، أو لم تنج سياسته فى الشرق الأوسط من المصير البائس لسياسات كل أسلافه القريبين والبعيديين، مع وجوب (...)
أتحدث عن النفق الأصغر، دون الاكبر مؤقتا.
وأقصد بالنفق الأصغر أزمة هذه المرحلة الانتقالية من حكم المجلس العسكرى، بعد تنحية الرئيس السابق عمر البشير إلى حكم مدنى ديمقراطى على قاعدة تداول السلطة سلميا، أما المقصود بالخروج من النفق الأكبر فهو نجاح (...)
على الرغم من الاختلاف من حيث الشكل الدستورى بين كل من السودان والجزائر فى إدارة المرحلة الانتقالية بعد عزل الرئيسين السابقين فى البلدين، وعلى الرغم من وجود مسار سياسى تفاوضى بين ممثلى الحراك الشعبى السودانى وبين المجلس العسكرى، وعدم وجود مثل هذا (...)
لولا أن مثقفين كبارا شاركوا مؤيدين ابتهاجا واضحا «الهاشتاج» فى ذلك، الذى حمل عنوان: «ومرّ أعرابى» ما كنت لأهتم بالتعليق عليه، حتى وإن بلغ عدد المشاركين فيه ملايين الناس بدلا من مئات الألوف، لأنه إذا كان مفهوما ألا يعبأ أغلب المتعلمين وغير المتعلمين (...)
بما أن التنوير يعنى رفض أية وصاية على العقل الفردى من خارجه، ويفترض قدرة كل إنسان فرد على الوصول إلى الحقيقة والسعادة باستخدام عقله، فإنه يفترض أيضا الالتزام بقواعد المنهج العلمى فى التحليل والاستنتاج، واتساق هذا المنهج دائما، خاصة لدى من يحملون (...)
فى عام 1978، وبعد سلسلة من وقائع وتصريحات التنكر من جانب إسرائيل للتفاهمات الأمريكية المصرية الإسرائيلية فى كامب ديفيد وبعدها، استبد الغضب بالرئيس الأمريكى وقتها جيمى كارتر من اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان، دون موافقة واشنطن أو علمها، فأطلق أول وآخر (...)
لنبدأ بالسيناريو المتفائل.
كنا مجموعة من المهتمين بالشأن العام على مائدة غداء تكريما لضيف عربى كبير، كان وزيرا أسبق للخارجية فى بلده، وهو أيضا من كبار المثقفين العرب، وكان بيننا عضوان بارزان جدا فى لجنة الخمسين، التى وضعت دستور 2014، والذى جرى (...)
استحوذ ملف الصحة على اهتمام عدد من المسئولين بالمحافظات، فقد تابع محافظ كفر الشيخ عمليات استكمال مستشفى الرياض المركزى ، وهدد المقاول باتخاذ الإجراءات القانونية ضده فى حالة التأخير، وقام رئيس جامعة سوهاج بشراء مستلزمات عمليات قسطرة قلب الأطفال (...)
لا أقول مؤامرة، فلست ممن يفسرون بها كثيرا مما يحدث لنا وحولنا، كما أن أحدا من صناع الأحداث لم يعد يخفى وجهه أو نيته، لكنها أيضا ليست صدفة أن تتوالى التصريحات والكتابات فى عدة عواصم عربية لتدعوالعرب إلى التحرك السريع لطمأنة إسرائيل، أو إلى تقديم عرض (...)
الآن حصحص الحق.
ذهب عبدالعزيز بوتفليقة، رجل ورمز التوافق بين أشتات الحالة الجزائرية، الرجل الذى لجأت أو اطمأنت إليه كل الأطراف، باعتباره حلا وسطا مقبولا منهم جميعا، لوجود قاسم مشترك بينه وبين كل طرف فى الداخل والخارج، وذلك بعد أن استهلكت المحنة (...)
يأتى قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ أيام بالاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة ليقدم دليلا جديدا على إخفاق القيادة الخليجية للنظام الإقليمى العربى، إذا كان قد بقى من هذا النظام شىء تحت هذه القيادة، التى تمثلت فى المملكة (...)
كان المفكر والأديب الكبير عباس محمود العقاد هو من نبهنى فى مقدمة أحد كتبه إلى آفة فكرية شائعة، وهى أن البديهيات أى الحقائق المسلم بها دون قيد أو شرط غالبا ما تصدم العقول بأكثر ما تصدمها الأكاذيب الواضحة، والخرافات البينة، وذلك إذا طال العهد على طمر (...)
اعترافا بحقوق القراء على الكاتب، فمن الواجب تفسير أسباب التوقف عن الكتابة لعدة أسابيع، وهى تتلخص فى صعوبة التكيف مع بيئة النشر الحالية، ولكن المئوية الأولى لثورة 1919 تفرض حقوقا من نوع آخر للقراء، لا سيما القراء من الأجيال الشابة، وقد كنت كتبت عدة (...)
فى حدود علمنا أو اطلاعنا لم يطرح هذا السؤال كثيرا للحوار السياسى أو الإعلامى، أو على بساط البحث الأكاديمى، ولذلك فليست هناك سيناريوهات مشهورة لتوقع مسار الحياة السياسية فى مصر، لو لم تقم ثورة يناير 2011.
من المفهوم أن يتجاهل هذا السؤال خصوم ثورة (...)
كبير.. جديد.. موسع.. ناتو عربى.. وأخيرا إسلامى سنى ينطلق من العاصمة البولندية وارسو (التى سبق ومنحت اسمها للحلف العسكرى للكتلة الشيوعية فى حقبة الحرب الباردة) فى فبراير المقبل، بمشاركة دولية واسعة، كما أنبأنا مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكية، فى (...)
هذه مجموعة من الخواطر والتوقعات والتوجسات، التى قد لا تبدو مترابطة من حيث الموضوع، لكنها مقترنة بظرف زمنى هو نهاية عام مضى، وبداية العام الجديد.
1
بعد متابعة شهادة الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى قضية اقتحام السجون خلال الأيام الأولى لثورة يناير 2011، (...)
ربما لا تعى الذاكرة عاما يضاهى عامنا 2018 الذى يطوى آخر صفحاته بعد ثلاثة أيام فى قطعه، أو إغلاقه كثيرا من طرق الحكم والسياسة فى العديد والعديد من الدول الكبرى، والدول المتوسطة المؤثرة فى العالم أو فى إقليمها، وليس ذلك إلا أحد المؤشرات المنظورة بقوة (...)
لم يعد خافيا أن أهم جوانب استراتيجية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الشرق الأوسط قد تمزقت كل ممزق، وقد يتمزق ما بقى منها متماسكا حتى الآن مع بدء الدورة البرلمانية الشتوية، فى الولايات المتحدة، أى مع بدء انعقاد الكونجرس ذى الأغلبية الديمقراطية (...)
أى المداخل هو الأكثر ملاءمة ومباشرة لفهم الأزمة الاجتماعية والسياسية العامة فى أوروبا، والمتكررة بأنماط وتعبيرات مختلفة من هذه الدولة إلى تلك، وصولا إلى أزمة «السترات الصفراء» فى فرنسا، بما يعلق عليها من آمال وينطلق منها من توقعات حتى إيجاد مخرج من (...)
بأسرع كثيرا مما كان متوقعا كشفت المصادر الإسرائيلية نفسها أن العملية العسكرية التى بدأت على الحدود مع لبنان فجر الثلاثاء الماضى هى الخطوة الأولى لعملية كبيرة، وقالت إن الخطوة التالية هى القضاء على ترسانة الصواريخ التى أقامها حزب الله، وكانت هذه (...)
ربما لم ينتبه كثيرون ممن استفزهم حديثنا عن كراهية رجال يوليو 1952 لثورة 1919،وأسباب تلك الكراهية إلى فارق أساسى بين الثورتين، هو أن الثورة الأولى (زمنيا) لم تتمكن من السلطة بالمطلق، وإن تمكنت من الحكم أحيانا، ولفترات جد محدودة، مشاطرة مع القصر (...)