المستشار الخضيري وطارق طلعت فى الاسكندرية الصراع بدأ خفياً وتحول الى العلن بين حزبى الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين وحزب النور السلفى ، ونتائج المرحلة الاولى من الانتخابات ساعدت على اشتعال هذا الصراع بتصدر حزب " النور " السلفى وملاحقة " جماعة الاخوان المسلمين " فى محافظة الاسكندرية التى تمثل معقلا رئيسيا للتياران الاخوانى والسلفى . نتائج التصويت فى الجولة الاولى اجبرت الحزبان على الدخول فى اعادة فى الدوائر الاربعة هم كل دوائر الفردى فى الاسكندرية ويمثلان 8 مقاعد ، وفور اعلان النتيجة تبارى كل منهما فى تقديم الطعون فى الاخر وتبادلا الاتهامات حول استغلال المال السياسى او الدعاية امام اللجان الانتخابية واستغلال السيدات فى حشد الاصوات عبر سيارات نقل جماعى. تعد دائرة الرمل، الدائرة الاكثر سخونة واشتعالا فى الاسكندرية ،حيث يخوض الاعادة كل المستشار محمود الخضيرى المتحالف مع حزب الحرية والعدالة امام طارق طلعت مصطفى رجل الاعمال وعضو الحزب الوطنى المنحل على مقعد الفئات ، اما على مقعد العمال فيخوض الاعادة المحمدى سيد احمد القيادى ب"الحرية والعدالة" امام مصطفى المغنى المرشح عن حزب النور، وكان لافتا ان الدكتور ياسر عبدالقوى مرشح حزب النور السلفى امام طارق طلعت مصطفى لم يحصل على عدد كبير من الاصوات فى الوقت الذى حصل فيه المرشح العمالى لنفس الحزب على 108 الف و 309 صوت وهى الثغرة التى اتهم من خلالها شباب جماعة الاخوان المسلمين حزب النور بانه قام بالتحالف مع طارق طلعت مصطفى على مقعد الفئات مقابل ان تذهب اصوات رجل الاعمال المنتمى للحزب الوطنى لدعم قائمة حزب النور فى شرق الاسكندرية خاصة وانه يملك مايقرب من 68 الف اسرة يخرج لها معاشات شهرية ، بالاضافة الى سيطرته على منطقتى سيدى جابر وابيس اللتان تتجاوز كتلتهما التصويتية مايزيد عن 80 الف ناخب ، وكذلك منطقة المنتزة التى يملك شقيقه هشام طلعت مصطفى المحبوس حاليا شعبية كبيرة فيها خاصة انها كانت دائرته التى لطالما يفوز بها فى انتخابات مجلس الشورى. على موقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك " تبادل شباب حزب الحرية والعدالة احد مقاطع الفيدوهات التى تظهر عدد من مندوبى حزب النور السلفى يلقنون الناخبين على ابواب المقار الانتخابية ويطالبونهم باختيار رمز "البايب" و"سماعة الطبيب" الرمز الاول خاص بطارق طلعت مصطفى والثانى لمصطفى المغنى المرشح العمالى لحزب النور فى "الرمل" ، وقد نفى الحزب " الاخوانى " هذه الواقعة ولكنها تسببت فى معركة ساخنة بين الحزبين، الامر الذى دعا بعض شباب حزب النور الى الرد على حزب الحرية والعدالة بنشر مقاطع فيديو لمندوبى جماعة الاخوان المسلمين وهم يقومون بالدعاية امام المقار الانتخابية وداخلها . دائرة الرمل لم تكن هى الدائرة الوحيدة التى برز فيها هذا الصراع " السلفى الاخوانى " ففى دائرة المنتزة يخوض الاعادة كل من عبد المنعم الشحات مرشح حزب النور السلفى على مقعد الفئات امام حسنى دويدار المتحالف مع حزب الحرية والعدالة ، وعلى مقعد العمال يخوض مصطفى محمد مصطفى مرشح "الحرية والعدالة" امام صبرى سليم مرشح "حزب النور" ورغم ان "الشحات" استطاع ان يحقق فارق بينه وبين "دويدار" يتجاوز ال 50 الف صوت الا ان عدم وصول اى منهما للنصاب القانونى "50% من الاصوات الصحيحة +1" حال دون فوز اى منهما ، لكن تصريحات " الشحات " عن نجيب محفوظ الاديب العالمى الحاصل على جائزة نوبل فى الادب ووصف ادبه بأنه " فاجر وعفن ويحث على الرذيلة " وان قصصه تتخذ من بيوت الدعارة مكانا لها ، بالاضافة الى واقعة تغطية تمثال حوريات البحر فى احد المؤتمرات السلفية بالاسكندرية ،جعلت من هذه العركة ليست بالسهلة بالنسبة " للشحات " وجميعها امور دفعت بكثير من القوى السياسية لاعلان تاييدها لحسنى دويدار مرشح حزب الحرية والعدالة لاسقاط الشحات ، وكان ابرز هذه القوى هى التيار الليبرالى المصرى فى الاسكندرية وحملة دعم البرادعى التى حصل مرشحها فى نفس الدائرة "صفوان محمد" على 77 الف صوت وكذلك الاشتراكيون الثوريون وعدد من النشطاء ممن اعلنوا تايدهم لفوز "دويدار" على صفحات موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك لاعلان ذلك التأييد . ايضا شهدت دائرة مينا البصل صراعا مشتعلا ، حيث يخوض الاعادة فيها كل من حمدى حسن القيادى بحزب الحرية والعدالة والمتحدث باسم الكتلة البرلمانية لجماعة الاخوان المسلمين ، امام عصام حسنين مرشح حزب النور السلفى الذى يبدو انه اقرب الى الفوز خاصة ان الكتلة التصويتية للسلفيين فى قطاع غرب الاسكندرية اكبر من المناصرين للحرية والعدالة ، اذ حصل عصام حسنين على مايزيد عن 157 الف صوت مقابل 152 الف لحمدى حسن وتشير التوقعات الى احتمال فوز "حسنين" على حساب " حسن " القيادى البارز للجماعة بسبب الدعم الكبير المقدم له من الدعوة السلفية، وهو ما يثير مخاوف عديدة لدى حزب الحرية والعدالة من اقصاء احد ابرز قياداته فى غرب الاسكندرية. المشهد لم يختلف فى الدائرة الثالثة للأسكندرية "دائرة محرم بك" اذ يدخل محمود عطية "عمال" عن حزب الحرية والعدالة الاعادة امام المرشح المستقل كمال احمد، بينما يدخل موسى السنوسى عن حزب النور "فئات" الاعادة امام صابر ابو الفتوح عن حزب الحرية والعدالة وهى الدائرة التى تبدو محسومة لحزب الحرية والعدالة بمقعديها. النتائج النهائية بعيداً عن الاعادة تشير الى ان الاسكندرية سيطر على اغلبها التيار الاسلامى ممثل فى حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفى ولم يتمكن اى من الاحزاب او التيارات الاخرى بالمنافسة باستئناء مقعد واحد لكل من قائمة الكتلة المصرية فى شرق واخر فى غرب وكذلك حزب الوفد احدهما فى شرق والاخر فى غرب بينما تمكنت قائمة الثورة مستمرة من الحصول على مقعد فى غرب الاسكندرية وكان من نصيب ابوالعز الحريرى القيادى اليسارى البارز ووكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى ليكون اجمالى الاصوات التى حصل عليها احزاب غير اسلامية هى 5 مقاعد فقط من اجمالى 24 مقعد هم حصة الاسكندرية من مجلس الشعب الذى يضم 498 عضو منتخب. بينما استطاع حزب الحرية والعدالة ان يحقق 6 مقاعد على القوائم من اجمالى 16 مقعد مقسمين على دائرتين فى شرق وغرب الاسكندرية بالاضافة الى 5 مقاعد للنور السلفى ولم يتبقى سوى 8 مقاعد فردية يدخل الحزبان فيهما اعادة باستثناء دائرة الرمل التى يقترب منها طارق طلعت مصطفى على حساب المستشار الخضيرى.