سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأسد: نرفض الحوار مع "دمى صنعها الغرب" .. ونتقدم بحل للأزمة على ثلاث مراحل الأسد: الصراع بسوريا ليس طرفيه السلطة والمعارضة.. بل بين "وطن وعدو"
سوريا تمر بحالة حرب والدفاع عن الوطن "واجب"
ندعو إلى حوار وطنى شامل ولن نتراجع عن محاربة الإرهاب
دعا رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى "حراك وطني شامل" يهدف، إلى التصدي للمعارضة التي وصفها ب"الإرهابية"، وذلك في أول ظهور علني له منذ بضعة أشهر .. جاء ذلك في كلمة له بدار الأوبرا وسط دمشق أمام نحو ألفين من أنصاره. وقال الرئيس السوري بشار الأسد، إن سوريا لن تخرج من أزمتها إلا بحراك وطني شامل، خاصة أن كل مواطن قادر ومسؤول عن تقديم حلول للوضع الراهن داخل المجتمع. وأشار الأسد في كلمته اليوم، عن آخر المستجدات في سوريا والمنطقة، إلى أن الصراع في سوريا بين "الوطن وأعدائه" وليس صراعا بين السلطة والمعارضة. وقال إن هناك عدد من المجموعات التكفيرية، التي تحمل فكر القاعدة وصلت إلى سوريا، وهناك من يسعى لتقسيم الوطن. ووجه الأسد التحية للدول التي تقف بجانب الشعب السوري، وترفض التدخل في الشؤون الداخلية، ومنها روسيا والصين وإيران. وأكد أن سوريا الآن تمر بحالة حرب، وأن الدفاع عن الوطن "واجب". وطالب الأسد، الدول التي تمول المسلحين، بالتوقف عن هذا التمويل، مؤكدا أن سوريا ستتوقف عن العمليات العسكرية بعد توقف الدول عن دعم الإرهابيين. اكد الرئيس السوري بشار الأسد ان سوريا "لن تخرج من محنتها الا بتحويل طاقتها الى حراك وطني شامل، هذا الحراك الوطني هو البلسم الوحيد لجروحنا العميقة، وهو الوحيد القادر على استرجاع سوريا، وكل مواطن مسؤول وقادر على تقديم شيء مهما كان وضيعا، فالفكرة دفاع والموقف دفاع والمحافظة على ممتلكات الشعب دفاع"، مشيرا الى ان " من رحم الالم يجب ان يولد الامل، ومن عنق المعاناة يجب ان تجترح الحلول"، لافتا الى ان "الفوضى تعم ارض سوريا فالامن والامان غابا عن ازقتها". ورأى الاسد أن "السلبية وانتظار الحل هو سير نحو الهاوية، ولان الكثيرين سقطوا في فخ الذين صور لهم على انه صراع بين سلطة ومعارضة، وعلينا جميعا اليوم توجيه البوصلة الحقيقية للصراع، وهو صراع بين الوطن واعدائهم وبين الشعب والمجرمين". وأكد ان من يدعي الثورة "اسقط القناع السلمي ورفع السلاح وحاولوا احتلال مدن لينقضوا على مدن اخرى، وكانوا كلما يضربون ينتفض الشعب السوري"، مؤكدا ان "الثورة بحاجة الى مفكرين وقادة واين هم المفكرون والقادة في هذه الثورة، وهي تبنى بتعميم النور لا بقطع الكهرباء"، وقال: " بالله عليكم هل هذه ثورة وهل هؤلاء ثوار، انهم حفنة من المجرمين، وكلما كان الجيش والشعب يدا بيد في مواجهة اجرامهم كانوا ينكفؤون". ورأى ان "المسلحين بعد فشلهم نقلوا الى الصفوف الخلفية للسرقة والترويع ونحن نقاتل هؤلاء وكثيرا منهم غير سوريين، وسموه جهادا وهو ابعد ما يكون عن الجهاد، ونحن نقاتل هؤلاء الذين يحملون فكر القاعد، وكلنا نعرف من رعى هؤلاء في افغانستان برعاية غربية وتمويل عربي"، مشيرا الى ان "هذا الارهاب انفلت وحاول الغرب التخلص منه في اكثر من محاولة في العراق وافغانستان وغيرها ولم يستطيع، وعندما بدأت الاحداث في العالم العربي ارسلوا هؤلاء الارهابيين الى سوريا ليتخلصوا من عدويين النظام السوري وهؤلاء الارهابيين، وليس من الصعب دحرهم عندما نتوحد على ذلك". وقال: "علينا ان نتوحد جميعا لمواجهة الارهاب، ولكن للازمة ابعادا اخرى غير الداخلية، فهناك اطرافا خارجية يريدون تدمير سوريا منهم من يمد المجموعات الارهابية بالسلاح، ومنهم من يبحث عن تاريخ لهم بتاريخ لا يملكوه، ولكن سوريا اقوى واصلب ويعدهم بأنه لن ينسى"، لافتا الى ان " دول جارة جارت على سوريا وشعبها لتضعفه وتهيمن عليه"، مؤكدا ان "سوريا وشعبها لن ينسيا ما يفعله الدول المجاورة راهنا"، مشيرا الى ان "هناك الكثير من الدول ترفض التدخل في شؤون الدول انطلاقا من مبادئها ومصالحها وعلى رأسهم روسيا والصين وايران، وهؤلاء الدول لن ينالوا من سوريا الا كل العرفان بالجميل والتقدير"، مؤكدا انه "في ظل كل ذلك لا يمكن لنا الحديث عن الحل الا بالحديث عن كل هذه العوامل، واي اجراء لا يغير بكل هذه العوامل لن يسمى تغييرا جذريا، وان كان الازمة ببدايتها بين معارضة وموالاة فإن الحل يكون ببناء الوطن وليس بتدميره"، معتبرا ان "الحديث عن معارضة خارجية او داخلية لا نتحدث عن مكان وجود المعارضة بل عن تمويل وعقل هذه المعارضة، ونحن امام حالة حرب بكل ما للكلمة من معنى، وهذه الحروب اشد فتكا وخطرا من الحروب التقليدية، وتستهدف سوريا بحفنة من السوريين وكثير من الاغراب وللاسف ببعض منا"، ورأى ان "البعض يعتقد ان الاصلاح سيحل المشكلة، ولكن هذا جزء من المشكلة، ولا اصلاح من دون امان، ومن يقول ان سوريا اختارت الحل الامني فهو شخص لا يريد ان يسمع او يرى". وعن الحوار سأل "مع من نتحاور مع اصحاب فكر المتطرف، ام نحاور دمى صنعها الغرب وكتب لها ادوارها، وعندها نحاور من صنعها ونحاور السيد لا العبد"، مشددا على ان "الحوار يجب ان يكون شاملا وعلى كافة الصعد، ونحن نشجع على المبادرات الوطنية"، وقال: "سنحاور كل من القى السلاح، وكل وطني غيور، وعليه وانطلاقا من ثوابتنا فإن الحل السياسي في سوريا سيكون على الشكل التالي": 1-وقف التمويل والتلسيح لكل المجموعات المسلحة بالتوازي مع وقف العمليات العسكرية، مما يعيد النازحين الى بيوتهم وبعدها تتوقف العمليات العسكرية مع الاحتفاظ بحق الرد 2- اقامة اتصالات مع كافة اطياف الشعب السوري للتواصل معهم وايجاد حل للازمة الراهنة. 3-تدعو الحكومة الراهنة لحوار وطني يضع ميثاقا يتمسك بسيادة سوريا ينبذ الارهاب والعنف 4-يتفق على قانون جديد للاحزاب والادارة المحلية، ويعرض الميثاق الوطني على الاستفتاء الشعبي، وتشكل حكومة وطنية تنفذ الاستفتاء الشعبي، وبعدها تقوم الحكومة الموسعة بتطبيق الاستفتاء واقرار قانون انتخابي جديد ويدعى بعدها للانتخابات. 5-بعد الانتخابات يتم تشكيل حكومة جديدة والدعوة للحوار واطلاق سراح جميع المعتقلين جراء الاحداث الاخيرة. واكد الاسد انه بالنسبة الى مكافحة الارهاب "لن نتوقف ما دام هناك ارهابي واحد، وكل ما تقدمنا بمكافحة الارهاب كان هناك امكانية لتطبيق هذه الرؤية"، مشيرا الى ان الرؤية التي طرحها موجهة الى كل من يريد الحوار وليست موجهة الى كل من لا يريد ان يحاور، مشددا على ان "اي مبادرة تطرح يجب ان تستند الى الرؤية السورية، وهي رؤية مساعدة للرؤية السورية ولكن لا تحل مكانها كي لا نضيع وقت احد، وفي موضوع العمل السياسي نحن لسنا بحاجة الى مساعدة، ومن يريد مساعدة سوريا عليه وقف ادخال المسلحين والسلاح والارهاب الى سوريا، فبلد عمرها الاف السنين تعرف كيف تدير امورها"، ورأى ان "اي مبادرة خارجية مساعدة لا يمكن ان نقبل تفسيرها او تأويلها الا بما يخدم المصلحة السورية، ونحن ايدنا مبادرة جنيف التي تحفظنا على بند منها وهو بند المرحلة الانتقالية الذي كان غامضا"، مؤكدا ان "اي مبادرة قبلنا بها فهي تنطلق من مفهوم السيادة وارادة الشعب، واي اشياء نقبل بها في الداخل والخارج يجب ان تكون نابعة من ارادة الشعب، ولن يمر شيء من الداخل او الخارج الا عبر استفتاء شعبي وهو ما يشكل ضمانة لتوافق الشعبي". وشدد الاسد على ان "سوريا تقبل النصيحة ولا تقبل الاملاء، تقبل المساعدة ولا تقبل الاستبداد، وكل ما سمعتموه في الماضي لا يهم خاصة اذا كانت مصطلحات ربيعية فهي فقاعات صابون ستختفي مع الوقت، واي موضوع يخرج عن السيادة السورية هو اضغاث احلام ولا يمكن ان نعمل بأي مبادرة الا من خلال المصلحة السورية"، كما اكد ان "الوطن يعلو ولا احد يعلى عليه، فالسوري ينبض تسامحا وعفوا نعم ولكن الوطنية تسري في عروقه".