استبعد خبير اقتصادى تحقق ما تتناقله بعض وسائل الإعلام عن وقوع مصر فى مصيدة الإفلاس قريبا، لكنه رأى فى الوقت ذاته ضرورة أن يكون هناك مشروع اقتصادى واضح. وقال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية لصحيفة (الشرق) السعودية، اليوم الثلاثاء، "إن مصر لن تفلس، لأن مفهوم الإفلاس هو أن تصبح الدولة غير قادرة على سداد التزاماتها الخارجية"، مضيفا "مصر لديها إيرادات ثابتة تدخل من مدفوعات عبور السفن من قناة السويس، بالإضافة لإيرادات البترول والسياحة، كما أنها تملك فى الاحتياطى النقدى مبلغ 15 مليار دولار". وأوضح عبده، وهو أستاذ للاقتصاد فى جامعة القاهرة، أن "المديونية الخارجية لمصر تبلغ 3,34 مليار دولار فقط، وهو ليس مبلغا كبيرا"، مضيفا "لو افترضنا أن مصر فرض عليها دين لم تستطع أن تسدده فلن تفلس أيضا، وذلك من واقع طبيعة علاقتها بدول الخليج التى ستساندها حال وقوعها فى أزمة". وحول كيفية وقوع الدول فى الإفلاس، قال الدكتور عبده "حينما تحصل الدول على قروض، ولا تستطيع سدادها، ولا يوجد احتياطى فى بنوكها، حينها نستطيع أن نقول إن البلد أفلس". وتواجه مصر حاليا أزمة اقتصادية كبيرة؛ بسبب تراجع إيرادات السياحة والاستثمارات الأجنبية، نتيجة حالة عدم الاستقرار السياسى والأمنى التى تضرب البلاد منذ قيام ثورة 25 يناير 2011، وتراجع الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية فى مصر إلى نحو 15 مليار دولار فقط حاليا، وهو أقل من نصف ما كان عليه قبل نحو عامين. وترددت أنباء قبل يومين عن استقالة محافظ البنك المركزى الدكتور فاروق العقدة، وربط عبده بين الحديث عن استقالة العقدة والدستور الجديد قائلا "الدستور ينص على أن لا يتولى أحد منصب محافظ البنك المركزى لأكثر من دورتين، وهو ما جعل العقدة يتقدم باستقالته، خاصة عقب ظهور النتائج المبدئية التى توضح الموافقة على الدستور". وكان العقدة قد نفى فى تصريحات للتلفزيون الحكومى المصرى نبأ استقالته، بالرغم من أن مواد الدستور الجديد لا تسمح بتوليه منصبه دورتين متتاليتين. وعلق صندوق النقد الدولى الأسبوع الماضى مفاوضاته مع مصر التى تسعى للحصول على أرقام رسمية.