ندد البرلمان الباكستاني بالهجمات التي تستهدف العاملين في حملات مكافحة الشلل في كراتشي والمناطق القبلية التي تعتبر معقلا لحركة طالبان باكستان. وأعلنت الحكومة الباكستانية تعليق تلك الحملات بعد أن أوقفت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف أنشطتهما مؤقتا إلى حين توفير الأمن لأطقمهما الطبية. وتحولت حملات التلقيح ضد الشلل التي انطلقت مطلع هذا الأسبوع إلى كوابيس دامية بعد أن لقي تسعة عاملين في الطواقم الطبية مصرعهم على يد مسلحين لم تكشف التحقيقات عن هويتهم. وانتابت مشاعر الخوف العاملين المتطوعين في هذه الحملات من استمرار استهدافهم. وقالت ممرضة نجت من هجوم أودى بحياة زميلتين لها إنها قررت عدم المشاركة في أي نشاط طبي عقب الحادث. "نحن لا نحس بالأمن أثناء مزاولة عملنا ونحتاج للحماية الأمنية لأن الشرطة لم تتعرف على الجناة الذين أطلقوا النار على زميلاتي ولاذوا بالفرار". وذكر مسؤول الصحة جنباز أفريدي أن هلال خان (20 عاما) لقي حتفه الخميس، بعد يوم من إصابته برصاصة في الرأس، بمدينة بيشاور شمال غربي البلاد. ويشن مسلحون منذ الاثنين الماضي هجمات بمختلف أنحاء باكستان ضد فرق تطعيم الأطفال ضد مرض شلل الأطفال. وكانت 6 نساء من بين القتلى التسعة، الذين لقوا حتفهم خلال حملة التطعيم التي تجري بالاشتراك مع الحكومة الباكستانية. وتسببت الاعتداءات في تعليق وزارة الصحة بإقليم السند لحملات التلقيح حتى إشعار آخر لحماية الأطر الطبية من أي هجوم قد يهدد حياتها للخطر. وقال ممثل حزب الشعب الباكستاني في البرلمان نبيل كبول في تصريح لسكاي نيوز عربية إن تلك العمليات المسلحة تضر بصورة باكستان وتقوض جهودها في محاربة العنف والتطرف بالبلاد وأضاف: ""نستنكر الاعتداءات التي تستهدف العاملين في حملات التلقيح وحكومتنا تسعى للقضاء على شلل الأطفال في باكستان لكن هناك جهات متآمرة تقف وراء هذه الهجمات" وتربط معلومات غير رسمية اعتقال الطبيب شكيل افريدي الذي نظم حملة تلقيح مزيفة للحصول على الحمض النووي لأسامة بن لادن بامتناع العائلات عن تلقيح أطفالها. وأكد مسؤولون في الإدارة المحلية بإقليم خيبر بختونخوا القبلي أنه بعد مصرع زعيم القاعدة رفض أربعة عشر ألف شخص التلقيح ضد الشلل في عدد من مناطق الاقليم. وكشفت تقارير منظمة الصحة العالمية أن باكستان بحاجة للقضاء على داء الشلل الذي أصاب ستة وخمسين طفلا هذا العام معظمهم لا يستفيدون من الخدمات الصحية الأساسية. وقد يعرض تعليق فرق التلقيح ضد شلل الأطفال لحملاتها في باكستان أربعة وثلاثين مليون طفل دون سن الخامسة للإصابة وسط دعوات دولية تنادي بضرورة توفير الحماية الأمنية للفرق الطبية من أجل استكمال حملاته