يعتبر د/ محمد البرادعي رئيس حزب الدستور الشرارة الأولى التي أُطلقت عام 2010 للثورة المصرية بعد إعلانه ترشحه للرئاسة المصرية أمام الرئيس السابق حسني مبارك و التي ألهبت حماس المصريين كدعوة للتغيير و دعوة لكسر المألوف في الحياة السياسية المصرية و التي ساهم فيها بشكل كبير و لازال يساهم فيها بمشاركته الملحوظة بحزبه الدستور مع باقي القوى الوطنية برفضهم للإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره د/ محمد مرسي منذ أيام كناية على أخونة الدولة. ولد محمد البرادعي يوم 17 يونيه من عام 1942 بالدقي التابعة لمحافظة الجيزة و تنتمي جذوره لأبيه المحامي و النقيب الأسبق للمحامين مصطفى البرادعي لكفر الزيات التابعة لمحافظة البحيرة ، تخرج محمد البرادعي من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1962 بدرجة الليسانس و تزوج من السيدة عايدة الكاشف و هي مدرسة رياض أطفال في مدرسة فيينا الدولية و أنجبا ليلى التي تعمل محامية و مصطفى مدير إستوديو بمحطة تليفزيونية خاصة و كانا يعيشان بلندن و لكنهما عادا لأرض الوطن عام 2009. بدأ محمد البرادعي حياته العملية عام 1964 موظفًا بوزارة الخارجية المصرية في قسم إدارة الهيئات ممثلاً بلاده في بعثتها الدائمة لدى الأممالمتحدة في نيويورك و في جينيف ، سافر البرادعي للولايات المتحدةالأمريكية و نال درجة الدكتوراة في القانون الدولي عام 1974 من جامعة نيويورك و عاد لمصر في نفس العام و عمل مساعدًا لوزير الخارجية المصري إسماعيل فهمي ثم مسئولاً عن برنامج القانون الدولي في معهد الأممالمتحدة للتدريب و البحوث عام 1980 كما كان أستاذًا زائرًا للقانون الدولي في مدرسة القانون بجامعة نيويورك بين عامي 1981 و 1987. في عام 1984 استقال د/ البرادعي من منصبه بوزارة الخارجية المصرية إعتراضًا على بعض بنود إتفاقيات كامب ديفيد و إلتحق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث شغل منصب المستشار القانوني للوكالة إلى جانب مناصب أخرى و في عام 1993 شغل منصب مديرًا عامًا مساعدًا للعلاقات الخارجية حتى جاء يوم 1 ديسمبر 1997 ليعين البرادعي رئيسًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلفًا للسويدي هانز بليكس و ذلك بعد أن حصل على 33 صوت من 34 صوت في إقتراع سري للهيئة التنفيذية للوكالة و أعيد إختياره للمنصب عام 2001 للمرة الثانية و أعيد إختياره للمرة الثالثة عام 2005 بعد سعي أمريكا و إسرائيل لإزاحته عن رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث قام البرادعي بالتفتيش في العراق هو و هانز بليكس عن وجود أسلحة نووية بالعراق و كتب في تقاريره (إن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يعثر حتي الآن على أي أنشطة نووية مشبوهة في العراق) و أكد هذا أيضًا هانز بليكس رئيس فرق التفتيش على أسلحة الدمار الشامل بما يفيد وجود أيًا منها في العراق ، و إن كان هذا لا ينفي وجود أسلحة بيولوجية و كيميائية سابقة و هذا ما تأكد من خلال كلمته يوم 7 مارس 2003 بمجلس الأمن و على الرغم من ذلك قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بغزو العراق في أبريل 2003 و وصف البرادعي هذا الحدث بأنه أسوأ يوم في حياته. رُشح محمد البرادعي هو و هانز بليكس لجائزة نوبل للسلام عام 2003 ليأخذاها مناصفةً لجهودهما في منع إنتشار الأسلحة النووية و لكن تأجل الإنجاز عامان ليحصل محمد البرادعي على جائزة نوبل للسلام عام 2005 مناصفةً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إعترافًا بجهودهما المبذولة لمنع إنتشار الأسلحة النووية و تسلمها في 10 ديسمبر من عام 2005 بأوسلو و قال في خطابه (إن الفقر وما ينتج عنه من فقدان الأمل يمثل "أرضا خصبة" للجريمة المنظمة والحروب الأهلية والإرهاب والتطرف) و ذكرت (صحيفة الإصلاح السياسي العالمي) الأمريكية بأن نيل البرادعي جائزة نوبل صفعة لسياسة بوش الإبن النووية. أتهم البرادعي بموقفه المتخاذل من ملف إيران النووي و قال بأنه لو وجهت ضربة لإيران فأنا لن أستمر بعملي و هنا نجد أنه أنهى مدته الثالثة في منصبه و التي إنتهت عام 2009 و لم تكن هناك نية لتواصل عمله فترةً رابعة لإختلاف التوجهات الأمريكية الإسرائيلية مع البرادعي و في عام 2010 عاد البرادعي لمصر منتويًا الترشح للرئاسة المصرية أمام حسني مبارك وسط عقبات موضوعة بالدستور في المادة 76 التي تكبل الحركة لخصوم الرئيس و كانت هناك أصواتًا كبيرة تؤيد البرادعي مما جعل النظام السابق يشهر به و بأسرته بشكل فظ حتى لا يخوض إنتخابات الرئاسة المزمع إقامتها عام 2011 إلى أن جاءت نية التغيير التي أطلقها البرادعي بقرار ترشحه تخرج مخاض ثورة 25 يناير عام 2011 ليعلن البرادعي عن نيته و يجددها في خضم المناخ الثوري يوم 9 مارس 2011 و لكن في 14 يناير من عام 2012 أعلن البرادعي عن إنسحابه من الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في يونيو 2012 بسبب التخبط الملحوظ في الفترة الإنتقالية و غياب المعاني الصحيحة للديمقراطية تحت قيادة المجلس العسكري. في مارس 2012 قام د/ البرادعي بتأسيس حزب الدستور حيث وجد خدمة الوطن قد تأتي عن الطريق الحزبي لتلمس أحوال المواطنين عن قرب لعل في تلك الخطوة المبادرة بترشحه مرةً ثانية للرئاسة المصرية في الانتخابات القادمة إذا نجح الحزب في تقديم الحلول الشافية لمشاكل المواطنين مستقبلاً.