بى بى سى لقى "بيتر هوروكس" مدير خدمات بي بي سي الإخبارية العالمية كلمة في كلية الإعلام جامعة القاهرة أمام حشد من أساتذة الإعلام و المتخصصين في الإعلام في مصر ركز فيها على أهمية وسائل التواصل الإجتماعي وكيف كانت محركاً أساسياً في عملية التغيير التي شهدها العالم العربي مؤخراً. وشرح هوروكس في الكلمة التي ألقاها اليوم الاثنين الأول من أكتوبر كيف استطاعت بي بي سي عربي أن تجتذب في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة نحو 33 مليون مشاهد ومستمع ومتابع لخدماتها المختلفة أسبوعياً من إذاعة وتليفزيون و موقع الكتروني بزيادة واضحة بعدما كان عدد المتابعين 21 مليون فقط. وقال هوروكس الذي يزور مصر لمدة ثلاثة أيام "إن العالم يتغير وإن هذا التغير جاء ليستمر وأن التغيير يطال وسائل الإعلام و السياسة والاقتصاد والسكان". وعن تأثير الإعلام الإجتماعي، قال هوروكس إن الإعلام الاجتماعي وصحافة المواطن غيرتا الكيفية التي يمارس بها العمل الصحفي والأسلوب الذي يتم من خلاله جمع الأخبار والطريقة التي يتلقى من خلالها الناس معلوماتهم. وقال هوروكس "إننا أصبحنا جميعا مضطرون للاستماع إلى جماهيرنا أكثر من أي وقت مضى". وأضاف أن "الشبكات الإخبارية الكبرى اليوم تجد نفسها في مهب ثورة تضع الجمهور في مقام المسؤولية". وقال هوروكس في الكلمة: إنه معترك يضع كل مؤسسة تعمل في المجال الإخباري في موضع اختبار. فقد دخلت الشبكات الكبرى بفعل الإنترنت والتواصل الاجتماعي والعولمة في معركة كبرى للاستحواذ على الاهتمام والفوز بثقة الجماهير". وقال هوروكس إن وسائل الإعلام الاجتماعي تحظى بإقبال منقطع النظير. وأضاف: "وما يعنيه هذا بالنسبة لنا كمؤسسات إعلامية أو دول في أي مكان بالعالم أنه لم يعد بإمكان شخص أو وسيلة إعلامية أو وجهة نظر واحدة أن تهيمن على الرسالة الإعلامية من الآن فصاعدا." وأوضح هوروكس إن منطقة الشرق الأوسط تتسم بالثراء والأهمية العالمية كما أنها تجذب الناس من مختلف بقاع العالم. ولهذا فإنه من المهم لهذه المنطقة أن تخبر العالم بحياد وبصراحة عما يحدث فيها. "وقد ساعد الإعلام الاجتماعي الثورات العربية كما خلق نجوماً في العالم الافتراضي ومكن مؤسسات إعلامية كبرى مثل بي بي سي والجزيرة من اقتناص المزيد من الجماهير. فقد أصبحت الأخبار التي تروى عبر هذه الوسائل الإعلامية الجديدة والقضايا التي تطرح من خلالها وكذلك المعلومات التي يتم الكشف عنها مصدرا للعناوين الرئيسية في كافة أنحاء العالم." واستطرد هوروكس في كلمته موضحاً كيفية تعامل بي بي سي مع التغيرات في العالم العربي عن طريق "الدمج بين الإعلام الاجتماعي ووسائل الإعلام الحديثة وبين المبادي والأسس الصحفية الرصينة، مع الالتزام الكامل بالاستقلالية و الدقة والحيادية". وضرب هوروكس أمثلة لكيفية تفاعل بي بي سي عربي مع الواقع من خلال فيلمين استقصائيين بثتهما: الأول عن انتهاكات حقوق الإنسان في بيوت رعاية الأطفال ذوي الإعاقة في الأردن، بينما تناول الثاني المزاعم عن تقاعس بريطانيا في مساعدة مصر لاسترداد الأموال المهربة إليها من قبل رموز النظام السابق. وتحدث أيضاً عن القيود المفروضة على التعبير ضارباً المثل بأن خدمة بي بي سي عربي الإذاعية ليست متاحة عبر موجات "إف إم" في مصر بسبب بعض القوانين التي كانت موجودة، وأوضح أن هذا لم يعد له معنى في عالم اليوم خاصة وأن تدفق المعلومات لا يمكن إيقافه. وأنهى هوروكس كلمته بقطع التزام بي بي سي عربي بالاستمرار في العمل لخدمة متابعيها من الناطقين بالعربية حول العالم.