أوباما محتفلاً باختياره لخوض انتخابات الرئاسة فى الحزب الديمقراطى ب"تشارلوت" بقدر من الواقعية الممزوجة بالرجاء، اعترف الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، أمام أنصاره، باهتزاز الأمل (شعار حملته الانتخابية الماضية) الذى ألهب حماسهم به فى 2008، طالباً منحه ولاية ثانية كى يتمكن من إحداث المزيد من التغيير. وقال أوباما: «بعد ثمانى سنوات، تزعزع الأمل بفعل تكلفة الحرب، وإحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية فى تاريخنا، والعرقلة السياسية التى دفعتنا إلى التساؤل عما إذا كان لا يزال بإمكاننا الارتقاء إلى مستوى تحديات عصرنا». وأمام حوالى ستة آلاف مندوب شاركوا فى المؤتمر الوطنى للحزب الديموقراطى مساء أمس الأول، اعتبر الرئيس أن الناخبين سيكونون أمام «أوضح خيار» فى حياة هذا الجيل، معترفا فى الوقت نفسه بأن الطريق الذى يقترحه عليهم «لن يكون سريعا ولا سهلا». وشدد الرئيس المنتهية ولايته على أنه بحاجة إلى بضع سنوات إضافية لحل المشكلات التى تراكمت على مدى عشرات السنين. وفى خطاب حماسى ألقاه فى تشارلوت، كبرى مدن ولاية كارولاينا الشمالية، عدّد أوباما ما واجهه من صعوبات وما حققه من إنجازات خلال فترته الرئاسية الأولى، لافتا إلى قرارات كبرى سيتخذها، إذا ما نال ثقة مواطنى الولاياتالمتحدة لفترة رئاسية ثانية، سيكون لها بالغ الأثر على الاقتصاد والأمن الاجتماعى للأمريكيين. وأفرد أوباما مساحة واسعة من خطابه لمهاجمة منافسه الجمهورى ميت رومنى، حيث أكد أن خصمه ما زال عالقا بحقبة الحرب الباردة لإعلانه روسيا عدوا أول للولايات المتحدة وليس القاعدة، كذلك أشار الرئيس المنتهية ولايته إلى إهانة رومنى للندن أثناء زيارته التى تزامنت مع دورة الألعاب الأولمبية. وقال أوباما «ربما لسنا مستعدين للدبلوماسية مع بكين إذا كنا لا نستطيع أن نذهب إلى الألعاب الأولمبية بدون أن نهين حليفنا الأقرب». وفى أول رد فعل رسمى من المعسكر الجمهورى على خطاب أوباما، قال مدير حملة رومنى الانتخابية مات رودس «إن الرئيس دافع عن نفس السياسات التى لم تنجح خلال السنوات الأربع الماضية»، مضيفا أنه «قطع المزيد من الوعود ولكنه لم يف بتلك التى قطعها منذ أربع سنوات». واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى افتتاحيتها أمس أن أوباما نجح فى توجيه السهام لصدر منافسه فى ملف السياسية الخارجية، مشيرة إلى امتلاكه أفكارا جيدة فى المجال الاقتصادى أوضح من رومنى. إلا أن افتتاحية صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية شنت هجوما على خطاب أوباما واصفة إياه بمجموعة من الوعود البراقة التى تفتقر لآليات التنفيذ، وأوضحت الصحيفة: «تحدث أوباما عن خطته للبلاد، وكل من اقتطع من وقته لسماع خطابه لم يعلم كيف سيحققها». كما انتقدت الصحيفة افتقار الخطاب لرؤية جديدة للتعامل مع الملف النووى الإيرانى.
