صدقي المقت بالإفراج عن صدقي المقت المناضل السوري إبن الجولان يوم 23 أغسطس من عام 2012 من السجون الإسرائيلية قد أخذ عن جدارة و استحقاق بتدابير القدر و التاريخ لقب (نيلسون مانديلا سوريا) لمشاركته نيلسون مانديلا الذي لُقب ب(ماديب) أي العظيم بلغة الأفريكانز 27 عامًا من الكفاح و المقاومة بين جدران السجون المختلفة لقول كلمة الحق و إعلاء كلمة الوطن من براثن العنصريين و المستعمرين. فنيلسون مانديلا الذي دعا في بداياته لسياسة نبذ العنف مقتديًا بالمقاوم الكبير و الزعيم المهاتما موهانداس كرماشتد غاندي في نبذ العنصرية و الإستعمار بالمقاومة السليمة التي سرعان ما تركها متجهًا للمقاومة المسلحة بدعوته الشهيرة التي وجهها للمجلس القومي الأفريقي الذي يقع مقره الرسمي و الرئيس بجنوب السنغال و أصبح رئيسًا للجناح العسكري التابع له عام 1960 بعد أن تجرع مراراة مواجهة المتظاهرين العزل لنير من نيران بنادق دعاة العنصرية عام 1960 مما دفعه لتشبث أكثر فأكثر بالمقاومة المسلحة التي بسببها مكث بين جدران السجون 27 عامًا ما بين (جزيرة روبن) التي أمضى بها 18 عامًا يقطع فيها الأحجار ثم الانتقال إلى سجن (بولز مور) بمدينة كيب تاون و عرضت عليه إغراءات كبيرة لنبذ المقاومة المسلحة لكنه رفض تلك الإغراءات مما جعله أيقونة للحرية في نظر العالم أجمع حتى جاء من يقدر قيمة الحرية و نسمات مناضليها و هو أخر رئيس جنوب أفريقي أبيض و هو (فردريك دي كلاريك) عام 1988 الذي دعا في أول قرار رئاسي له بالقضاء على سياسة (الأبارتهيد) أو العنصرية و منح المواطنين السود حق الانتخابات و دخول برلمان الوزارة مما أدى إلى جني ثمار القرار بالإفراج عن مانديلا في مارس من عام 1990 ليلتحم مع ديكلاريك في نبذ العنصرية فعليًا عام 1993 و يمنحا جائزة نوبل للسلام عام 1993 ليسطر مانديلا أو حرف من حروف الحرية في أن يكون أول رئيس أسود يحكم بلاده عام 1994 و لينجح في لم شمل 36 حزب و حركة إئتلاف ببلاده ليتجهوا نحو قبلة الوطن و لينسوا مرارة الماضي حتى أوصل جنوب أفريقيا للمجد وقت إعتزاله السياسة عام 1999. أما صدقي المقت صاحب لقب(أحد جنرالات الصبر) فاعتقل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية يوم 23 أغسطس 1985 بتهمة المشاركة في سلسلة من فاعليات و عمليات المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي بالجولان من خلال الحركة التي نظمها باسم (حركة المقاومة السرية في الجولان المحتل) ردًا على الإحتلال الإسرائيلي للجولان عام 1967 عام ميلاد المقت و ضمها لإسرائيل بقرار من مناحم بيجن عام 1981 لكن القرار لم يقبل أو يعترف به دوليًا ، و هنا جاءت المقاومة المسلحة في الجولان بعد أن تم اللجوء للعصيان المدني عام 1982 في صورة باهرة تدل على إنتصار الحركة الوطنية السورية لكن المقت وجد مثل مانديلا أنه لابد من فرد القوة الفعلية عبر الكفاح المسلح طبقًا لمقولة (ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة) فأمضى 27 عامًا بين سجون الإختلال الإسرائيلي بعد أن صدر عليه الحكم من محكمة اللد بهذه المدة و أستقبله المقت هو و رفاقه بالسخرية و الإستهانة. تنقل المقت بين سجون الإحتلال في هذه الأعوام الجسام ما بين سجون (نفحة – عسقلان – بئر سبع – الرملة – الدامون – هداريم – الجلمة – شطة – جلبوع) لكي يرضخ لكنه ظل كالصخر الجلمود حتى جاء قرار الإفراج يوم 23 أغسطس لهذا العام ليكون يومًا ما عيدًا للحرية و الكرامة و لعل يأتي الدور عليه كما حدث لمانديلا في لم الشمل السوري عبر ظلال رياحين الحرية و الإستقلال ليضع حدًا لنزيف الدم بين الشوارع السورية فهل سيتحقق هذا الحلم؟!