حسن نصر الله - الأمين العام لحزب الله قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إن العالم العربي أصبح اليوم أمام مرحلة تتم فيها تحولات كبرى على مستوى العالم، يرتسم من خلالها نظام إقليمي وعالمي جديد، مشيرا إلى أن "ما يجري في منطقتنا سيرسم مستقبل ومصير المنطقة في حد ادنى لعقود من الزمن" جاء ذلك في حوار تليفزيوني له على قناة "الميادين"، أكد فيه نصر الله إلى أن "مصر امام استحقاق جديد وهو استعادة موقعها الاقليمي والمحوري ويمكنها بالتالي التأثير على الاوضاع الدولية"، مشيراً الى ان "العالم العربي يستطيع ان يلعب دورا عالميا وليس فقط اقليميا، لافتاً الى أن هذا الامر "مرهون بارادة الشعوب التي ثارت وصحت" مشيراً في الوقت ذاته الى انه "حتى ما قبل تطور الاوضاع في سوريا كانت التحولات في المنطقة تصب في خدمة تيار المقاومة"، وموضحاً أن "اسرائيل كانت في حالة عزاء عندما كانت تشهد سقوط نظام حسني مبارك إبان الثورة المصرية". وحول ما يجري في المنطقة، أعرب السيد نصر الله عن امله بتشكل بيئة استراتيجية تعود لخدمة القضية المركزية القضية الفلسطينية، لافتا الى أن "كل ما يجري من حولنا في المنطقة من أهدافه، و في الحد الادنى من نتائجه، أن تصبح فلسطين منسية، بل اكثر من هذا ان يتحول المقاومون الى جماعات لها حساسية من الموضوع الفلسطيني". وفيما حذر السيد نصر الله من هذا الامر، توجه للجميع بالقول :"أيا تكن التباينات فلسطينوالقدس مسؤولية عقائدية واخلاقية، مشيراً الى أنه "لا يجوز ان تمس اي تباينات اصل هذا الاتجاه". وأشار نصر الله إلى أن امريكا واسرائيل لطالما عملوا على ان تكون القضية الفلسطينية خارج اهتمام الشعوب العربية، موضحا أن "العالم كله مشغول اليوم فيما الاسرائيلي يقتطع المزيد من الأراضي لا سيما في القدس"، مشدداً على انهم "يريدوننا ان ننسى القدس فيما نحن علينا ان نذكر بقضيتها". كذلك لفت نصر الله إلى أنه :"عندما تقف اسرائيل وتهدد بتدمير لبنان نحن من واجبنا ان نقف ونقول هذا الزمن قد انتهى"، موضحا انه "اذا تركت اسرائيل تستعيد قوتها فان اطماعها قائمة وتأجيل مواجهتها خطأ كبير". الى ذلك، فقد شرح السيد نصر الله تهديداته التي اطلقها ضد كيان العدو خلال احياء يوم القدس العالمي، لافتاً الى أن كلامه يرتبط بالتهديدات الاسرائيلية وليس بأي تطورات في عالمنا العربي، مشيراً إلى ان "الاسرائيلي يخطط دائما للضربة الاولى ويحاول ان تكون ضربته الاولى هي تدمير منصات الصواريخ"، لافتاً في الوقت ذاته الى ان "بقاء عدد قليل من الصواريخ بعد الضربة الاولى فان هذه الصواريخ قادرة على ان تحول حياة آلاف الاسرائيليين الى جحيم. وأضاف "أهدافنا ليست فقط عسكرية وردنا سيكون بحجم اعتداءات العدو"، كما أكد أن "نقاط ضعف العدو كثيرة"، مشدداً على ان" اي هدف على امتداد فلسطينالمحتلة من الحدود الى الحدود يمكن ان تطاله صواريخ المقاومة الاسلامية وهي التي تختار هذه الاهداف". وذكَّر السيد نصر الله بخطابه من بنت جبيل في خطاب التحرير عام 2000 ، واصفاَ "اسرائيل بأنها اوهن من بيت العنكبوت"، لكنه اضاف انها محمية بترسانة وبالوضع الاقليمي والدولي". فيما لفت إلى أن "اسرائيل تمتلك نقاط ضعف مهمة وكل ما نحتاجه هو أن نكتشف نقاط الضعف ونعمل عليها ونحاول استغلالها"، اشار في المقابل الى أن المقاومة تمتلك قوة مؤثرة، وهذه القدرة المتاحة اليوم لدى المقاومة في لبنان تستطيع ان تشكل قوة ردع حقيقية وقد شكلت من قبل. كما شدد السيد نصر الله على أنه "اذا اعتدي على لبنان فان خيارت المقاومة كلها ستكون مفتوحة وقد لا تكتفي بالدفاع بل بالدخول الى الجليل"، موضحاً أن كل ما يحصل في لبنان لا علاقة لفريق المقاومة به والذي يركز اهتماماته على العدو الاسرائيلي". و عن الشأن السوري، كشف الأمين العام لحزب الله عن تلقي الرئيس الأسد في قلب الأزمة عرضاً من جهات أمريكية وإحدى الدول العربية الداعمة للحراك المسلح في سوريا، تضمن مطالب بتغيير موقفه من إسرائيل وقطع علاقته مع ايران وحزب الله وحركات المقاومة، مقابل انهاء الازمة في سوريا. كذلك كشف نصر الله عن زيارة قام بها الى سوريا في الاسبوع الاول من الاحداث والتقى خلالها الرئيس الاسد وناقش معه التطورات، حيث ابدى له الاسد قناعته بضرورة الاصلاح حتى لو ادى الى الغاء المادة الثامنة، لكن المعارضة السورية لم يكن لديها رغبة بالحوار بل كان هدفها اسقاط النظام وبالتالي ذهبت الامور الى الصدام. وعبر السيد نصر الله عن موقف حزب الله مما يجري في سوريا بالقول، "موقفنا هو ان اي نظام يقف الى جانب المقاومة، وفي سوريا لدينا نظام ضد اسرائيل وامريكا ووقف مع المقاومة وابدى استعدادا للحوار والاصلاح". فيما لفت نصر الله، الى ان الدول الغربية هدفها اسقاط النظام في سوريا بما يمثل وان يبدل خياراته وليس اسقاط شخص الرئيس الاسد، استبعد بالمقابل تدخلا عسكريا غربيا في سوريا. و بشأن التهديدات الإسرائيلية لإيران، استبعد السيد نصر الله أن تقدم إسرائيل على حرب ضد إيران لأسباب اسرائيلية داخلية ودولية ترتبط بوضع حلفائها، لاًفتا الى ان "كل ما تفعله إسرائيل تتحمل مسؤوليته أمريكا"، واصفاً إسرائيل بأنها "مجرد اداة بيد أمريكا"، مشيراً إلى أن إيران قادرة على ضرب قواعدها في المنطقة.