انتقد الكاتب الأمريكى توماس فريدمان زيارة الرئيس محمد مرسى لطهران، ورأى أنها تثير القلق لأنها ستشجع طهران على اتخاذ مواقف متشددة، وأضاف أن السبب الوحيد الذى يجعل طهران تهتم بحضور مرسى هو توجيه رسالة للشعب الإيرانى مفادها أن العالم يوافق على حكم الملالى فى إيران، ولا داعى لأن يفكر أحد فى إحداث تحول ديمقراطى كالذى جاء بمرسى إلى كرسى الرئاسة. وتابع فريدمان أن «النظام الإيرانى سحق عددا من دعاة الديمقراطية فى 2009، كما سجن مئات الآلاف من الإيرانيين الذين طالبوا بنفس مطالب المصريين، وهى انتخابات نزيهة واحترام النتائج، ورغم أن مرسى وجماعة الإخوان لم يكونوا من المبادرين بالثورة، لكنهم استفادوا من مناخ الحرية بعدها، ومرسى بحضوره القمة يعطى شرعية للنظام الإيرانى الذى سحق المعارضين بوحشية، وهذا لا يعطى مؤشرا جيدا على رئاسة مرسى بل يجب أن يخجل من نفسه. ونقل فريدمان عن كريم سجادبور، الخبير بمركز كارنيجى، قوله: إن النظام الإيرانى قد عرض على مرسى القيام بجولة فى المنشآت النووية، إلا أنه يجب أن يزور أيضا سجن إيفين سيىء السمعة فى طهران ليرى لمحة عن مستقبل إيران، وسخر فريدمان من تصريحات مسئولين مصريين عن أن زيارة الرئيس لطهران تستغرق عدة ساعات فقط لتسليم رئاسة حركة عدم الانحياز إلى إيران، وعلق بقوله: «إذا كان ذلك حقيقيا فلماذا لم يسلم رئاسة الحركة عبر البريد، لتكون رسالة قوية معبرة عن انحيازه للديمقراطية». وأضاف فريدمان أن حركة عدم الانحياز تم إنشاؤها عندما كان العالم منقسما بين الرأسماليين والشيوعيين، أما اليوم فمرسى لا يمكن أن يقف على الحياد بين الديمقراطية والديكتاتورية، ولا يمكن أن ينحاز للديكتاتورية وبخاصة الإيرانية التى تتواطأ مع نظام بشار فى سحق ثورة الشعب السورى. وتابع «فريدمان»: «لست معنيا - هنا- بعلاقة مصر مع إسرائيل أو بقضية البرنامج النووى الإيرانى، وإذا أراد مرسى إبقاء حالة السلام البارد مع إسرائيل فهذا شأنه، وأتمنى له أن ينجح فى تغيير مصر، لكى يعطى دفعة قوية للديمقراطية فى العالم العربى، ولكن ما تحتاجه مصر ليس موجودا فى طهران، وكان ينبغى أن تشمل رحلة مرسى جميع أنحاء أوروبا وآسيا لطمأنة المستثمرين والسياح أن مصر مفتوحة وآمنة، أو أن يزور «وادى السيليكون» ثم معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا للقاء دكتور أحمد زويل للتأكيد على الالتزام بإحداث نهضة فى التعليم فى مصر، حيث لا يعرف القراءة والكتابة 50 فى المائة من نسائها.
