قصر البارون امبان تم الاتفاق على مشروع عاجل لترميم قصر البارون امبان ابرز معلم في مصر الجديدة، على أن تتم توأمة القصر مع فيلا البارون في بروكسل ضمن نشاط ثقافي مشترك مصري بلجيكي، وذلك خلال لقاء جمع وزير شؤون الاثار المصري محمد ابراهيم والسفير البلجيكي في القاهرة برونو نيف. وقال ابراهيم اثر الاجتماع الذي حضره مسؤولون من الوزارة بينهم الامين العام للمجلس الاعلى للاثار مصطفى امين، ان "المشروع يشمل ترميم الطبقات الخارجية لجدران القصر المليء بالزخارف والتماثيل وترميم داخلي دقيق للاخشاب والزخارف والتماثيل الفريدة". أضاف أن "ملامح عصر الفن المعماري لعصر النهضة الاوروبي تظهر من خلال التماثيل الخارجية وسوق القصر، في حين تظهر القباب الطويلة المزدانة بتماثيل بوذا كتعبير عن الطراز والفن المعماري الكومبودي". ولفت إلى أن القصر "جمع في تصميمه فنون عصر النهضة والطراز الكمبودي البوذي"، وتوقع ان تكون كلفة الترميم مرتفعة "لذا نحن بحاجة إلى مساعدة دولية". وأوضح ابراهيم ان "الطرفين بحثا فكرة توأمة فيلا امبان فى بروكسل مع قصر البارون امبان في مصر الجديدة بهدف تحويلهما الى مركز ثقافي عالمي لادارة الحوارات والاحتفالات وإقامة الندوات واستقبال المعارض". وكان الجانب البلجيكي قد تقدم بدراسات حول ترميم القصر مع تصورات لمجالات الاستفادة منه. فجرى خلال اللقاء بحث حول "اقامة متحف يؤرخ لضاحية مصر الجديدة وللفترة التي شيد فيها القصر، يشتمل على ارشيف صغير لوثائق وكتب ومجلدات صدرت في الفترة الزمنية نفسها، كما يضم قاعة للاحتفالات واللقاءات الثقافية كونه يضم قاعة اجتماعات كبيرة. وذلك بالإضافة إلى اقامة متحف للمجوهرات". يشار الى ان اساطير كثيرة ارتبطت بالقصر ومن بينها انه يشكل قبلة لعبدة الشيطان وهو ما دفع بالسينما المصرية إلى محاولة انتاج فيلم رعب يحمل اسمه استنادا الى مظهره الغريب وطرازه الخاص مقارنة مع المباني التي تقع حوله، في الشارع الرئيسي المؤدي الى مطار القاهرة الدولي. وكان البارون البلجيكي ادورد امبان ( 1852 - 1929 ميلادي) توجه الى مصر بعد افتتاح قناة السويس وبقي فيها. فبنى القصر في حين قامت شركته بتشييد أول معالم ضاحية مصر الجديدة في الصحراء الشرقية للعاصمة المصرية. صمم القصر المهندس الفرنسي الكسندر مارسيل وقد وضع نموذجا هندسيا له في معرض في باريس. فاعجب البارون امبان به واشتراه ليبدأ بعملية البناء في العام عام 1905. فكان قصره المبنى الأول الذي يشيد في ضاحية مصر الجديدة التي احتضنت في ما بعد ابناء الطبقة الوسطى المصرية في تلك الفترة. يشار الى ان وزارة الاسكان المصرية في عهد وزير الاسكان السابق ابراهيم سليمان استولت على القصر من مالكه السوري في الذكرى المئوية الاولى لتاسيس ضاحية مصر الجديدة. وهو كان قد ابتاعه لقاء مبلغ متواضع مقارنة مع قيمته الحقيقية. وأتى القصر من ضمن الممتلكات التي تم تأميمها في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ومؤخرا، يسعى احد احفاد البارون امبان بحسب ما ذكرت صحف مصرية قبل عامين، لاستعادة قصر جده. والقصر الذي اكتمل بناؤه عام 1911 مؤلف من طبقتين ويحتوي علي 7 حجرات فقط. تضم الطبقة الأول صالة كبيرة وثلاث حجرات، اثنان منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون امبان كصالة للعب البلياردو. اما الطبقة العلوية فتتكون من 4 حجرات للنوم ولكل حجرة حمام ملحق بها. اما البدروم (السرداب)، فكان يضم المطابخ وحجرات الخدم. إلى ذلك، تأتي ارضية القصر مغطاة بالرخام والخشب. ومن مميزات القصر انه صمم بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته. وفيه كذلك برج يدور على قاعدة متحركة، دورة كاملة مرة كل ساعة فيتيح لمن فيه ان يشاهد ما حوله في جميع الاتجاهات.