سلطت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية الضوء على غياب الدور الأمريكى عن المعركة الدائرة فى أوكرانيا حول الانضمام الى الإتحاد الأوروبى وموقف روسيا. وأكدت الصحيفة انه منذ انهيار الإتحاد السوفيتى لم تبد الولاياتالمتحدة هذا الكم من عدم الإكتراث والامبالاه ازاء أوكرانيا الواقعة على الحدود الشرقية لأوروبا و التى كان للرئيس السابق جورج بوش باعا طويلا فيها خلال الحركات الثوريه المناديه بالديمقراطية فيها فى عام 2000. وأوضح المحلل السياسيى بروس جاكسون الذى يقوم بدور رئيس فى المشروع الخاص بالديمقراطيات الجديدة التى تمر بمراحل انتقالية و الذى بذل جهدا كبيرا لإقناع كييف بالإنضمام إلى الإتحاد الأوروبى أن "الرئيس الامريكى يبدو غير مبال على الإطلاق بمصير أوكرانيا." واضاف ان" العلاقات الأوكرانية الأمريكية لم تشهد اى تبادل للزيارات أو لقاءات قمة بين الجانبين حتى الان ." وأشار إلى أنه فى ظل الفترة الرئاسية الاولى للرئيس الأمريكى باراك اوباما راهن العديد من الخبراء على انتعاش العلاقات الأمريكية الاوكرانيه غير انه لم يمر طويلا حتى تغير هذا الموقف تماما حتى ان واشنطن لم تبد اى إهتمام بأوكرانيا... مضيفا أن هذا الفراغ الدبلوماسى كان يقابله عدد كبير من القمم بين الكرملين الروسى و الرئيس الأوكرانى يانوكوفيتش منذ انتخابه فى 2010. واوضح جاكسون أن الاهتمام الذى أبدته مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشئون أوروبا فيكتوريا نولاند جاء متاخرا للغاية ولن يغير شيئا فى المعادلة الروسية الأوروبية .. "فالرئيس الروسى و نظيره الاوكرانى كانا اتفقا بالفعل على كل شئ سرا فى مدينة سوتشى .. اذ تعرف السلطات الروسية جيدا كيفية التفاهم مع أوكرانيا التى تعانى من حالة اختناق اقتصادى على الصعيدين المالى و التجارى". وتساءل كاتب المقال فى صحيفة لوفيجارو:" لو ان الولاياتالمتحدة اضطلعت بدور أوسع فى هذا المشهد هل كان سيصبح بالامكان رؤية اوكرانيا تفضل الإتحاد الأوروبى على روسيا؟" و أشار إلى انه خلال هذا الاسبوع لم يتحرك وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى و لا أى شخصية هامة فى الولاياتالمتحدة للتنديد بتعنت النظام الأوكرانى امام مطالب متظاهرى ميدان الإستقلال... و تشكك الكاتب فى احتمال ان يوجه وزير الخارجية الأمريكى أدنى انتقاد لأوكرانيا" لأن الولاياتالمتحدة فى امس الحاجة إلى التعاون الروسى فيما يتعلق بالملف السورى و الملف الإيرانى على حد سواء.