أجلت لجنة مشتركة من الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الثلاثاء, بالتعاون مع السلطات السورية، ألفي شخص كانوا محاصرين بمدينة معضمية الشام في ريف دمشق، بعد أن أوقف مسلحو المعارضة والقوات الحكومية إطلاق النار لعدة ساعات للسماح للمدنيين بالخروج من المدينة. وعبر النساء والرجال والأطفال منطقة غير مأهولة بالسكان باتجاه مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية. في حين تم نقل كبار السن والمرضى بمساعدة عمال الصليب الأحمر. وقال أبو سمير الذي فقد ولديه خلال الحصار على المدينة بعد أن خرج منها الثلاثاء: "خلال 6 أشهر فقدت ولديّ. كنا نموت كل يوم من شدة القصف والاشتباكات المستمرة منذ 4 أشهر، ولم نستطع الخروج من المنزل بسبب المواجهات وانتشار القناصة، ولم نتناول طعاما عدا البرغل وبعض الحشائش". وقال ناشطون سوريون إنه سيتم نقل النازحين إلى مخيمات أنشأتها الحكومة السورية في ضاحية قدسيا، وفق اتفاق مبرم مع الصليب الأحمر. وتمكن 3 ألاف شخص من الهرب من المعضمية في أغسطس الماضي أثناء وقف مماثل لإطلاق النار. وقالت الراهبة أغنيس مريم الصليب، القريبة من الحكومة السورية، والتي تتفاوض بشأن إجلاء أهالي المدينة: "تلقينا اتصالات من داخل المعضمية، ومن أشخاص خارج المكان قالوا إنهم يفضلون الخروج بسبب أن الأمر يتعلق بمسألة الطعام وليس الأمن". وقال ناشطون سوريون الأسبوع الماضي إن سكان مدينة المعضمية اضطروا إلى أكل أوراق العنب والزيتون المغلية بسبب نقص المواد الغذائية. وتسبب الصراع السوري الذي دخل عامه الثالث، في انهيار الخدمات الطبية وخدمات حكومية أخرى في الكثير من المناطق. وتحاصر القوات الحكومية معضمية الشام منذ ما يقرب العام، وفشلت جهود الوساطة التي قامت بها لجنة المصالحة للتخفيف من حدة التوتر في المدينة ومحيطها بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية. وتشير مصادر محلية في المعضمية إلى أن عدد القتلى من أبناء المدينة منذ مارس 2011 بلغ 1500 شخص، بينهم نحو 75 شخصا قتلوا في القصف بالأسلحة الكيمياوية في العشرين من أغسطس الماضي، وغادر سكان المدينة الذين يتجاوز عددهم 70 ألف نسمة إما إلى مدن الريف الدمشقي أو إلى لبنان ومصر. وقالت سيدة خرجت لتوها من المدينة إنها "لم تتناول ومنذ نحو أربعة أشهر طعاما سوى التين والعنب وبعض الحشاش". وكشف أحد النازحين أن "مئات الأشخاص من جرحى القصف والمواجهات لا يستطيعون الخروج خوفا من اعتقالهم من قبل السلطات السورية".