منذ أيام وسكان الدوحة فى حرج متنوع من تمثال برونزى ارتفاعه 5 أمتار ونصبوه الأحد الماضى عند الكورنيش، وهو للفنان الفرنسى من أصل جزائرى عادل عبد الصمد، الذى سماه "نطحة رأس" ويبدو بارزا وعملاقا فى العاصمة القطرية التى يبدأ فيها غدا معرض آخر لفنان بريطانى، أحد تماثيله يصور مراحل ولادة جنين من رحم أمه، إلى أن ينتصب طفلا فى تمثال عملاق آخر، وبأعضائه التناسلية أمام الآلاف. تمثال عادل عبد الصمد أثار حفيظة القطريين، وهو لنطحة الرأس الشهيرة التى سددها لاعب المنتخب الفرنسى السابق، الجزائرى الأصل زين الدين زيدان، لنظيره بالمنتخب الإيطالى ماركو ماتارازى فى نهائى مونديال 2006 الذى خرجت منه إيطاليا باللقب وبالكأس المسيل للعاب. وتمثال الفنان المقيم بين باريس ونيويورك، هو واحد من أعمال عدة لعبد الصمد الذى يشارك فى معرض "العصر الذهبى" الذى يقيمه "المتحف العربى للفن الحديث" من 6 أكتوبر 2013 حتى 5 يناير 2014 المقبل، بمبادرة من "إدارة برامج الفن العام التابعة لهيئة متاحف قطر" فى الدوحة. ومن يبحر فى "تويتر" مثلا، سيجد تعليقات غاضبة وساخرة بالعشرات من القطريين للتمثال الذى يقال إن قطر استأجرته من صانعه لتبقيه حتى مونديال 2022 المقرر إقامته فى الدوحة، مع أن "العربية.نت" لم تعثر على أى دليل يؤكد استئجاره، إلا أنها عثرت على تعليقات لقطريين سخروا من التمثال غاضبين عبر تغريدات فى "هاشتاق" سموه تمثال_زيدان_بالكورنيش فى "تويتر" الشهير. أحدهم، وهو @GhanemAlsulaiti فى الموقع، تحدى وسائل الإعلام القطرية بتغريدة قال فيها: "هل سنشهد تحقيقا صحفيا يعرض كل تغريدات أهل قطر فى صحفنا القطرية وآرائهم فى موضوع تمثال_زيدان_بالكورنيش، وآخر، وهو م. حمد الهاجرى @hamad_mh201 فى الموقع، غرّد ساخرا وقال: "سيتم تغيير مسمى شارع الكورنيش إلى شارع المناطح.. أو ناطحنى وأناطحك". فيما كتب مبارك العجى @MubarakAlajji فى الموقع: "نخاف أن يعمنا الله بعذاب إذا لم يؤخذ الموضوع بجدية" وردد التغريدة نفسها فى "هاشتاق" آخر عنوانه "أزيلوا_تمثال_الكورنيش" المكتظ أيضا بتغريدات غاضبة وساخرة على كل صعيد. أما د.منتقد Mesh3alA@ فكتب: "حمل أبونا إبراهيم معوله وكسّر الأصنام، وها هم أحفاده ينصبونها". فيما سخر @ScaReYE بتغريدة قال فيها: "علموا أولادنا الثورة فى المدارس والحين يعلموهم النطح". أما خواطر، واسمها saw11x@ فى تويتر، فكتبت: "التمثال جدا غبى ومشوّه المنظر". وآخر كتب: "انتظروا معرض ال14 تمثال". الفنان المولع بالموت يعرض تماثيله. ويقصد "المغرد" القطرى بمعرض "ال 14 تمثال" ما سيقيمه فى الدوحة النحات البريطانى الشهير، داميان هيرست، بدءا من غد الخميس، وهو الأول له فى الشرق الأوسط ومنفرد. أما عنوانه فهو "رفات" ويستمر حتى 22 يناير المقبل. هيرست فنان من النوع الغريب، فهو يصف نفسه بمهووس وعاشق ومولع بالموت، وتماثيله ستثير حفيظة القطريين أكثر، مع أن الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثانى، ورئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، أصدرت أمس بيانا وصفت فيه المعرض بأنه "يمثل جزءا من سلسلة من المشاريع الثقافية التى باشرت فيها هيئة متاحف قطر بهدف الارتقاء ودعم الإنتاج الفنى المحلى والعالمى وتعزيز تقدير الناس وفهمهم للممارسات الفنية وإيجاد فرص مواتية للحوار بين الثقافات" بحسب تعبيرها. لكن تقدير القطريين قد يكون بعكس التوقعات، لأن الفنان هيرست سيعرض 14 عملا من نتاجه المستمد معظمه من اعتباره "الموت احتفال بالحياة" وفق تعبيره الذى نقلته عنه صحف قطر نفسها اليوم، وأحد تماثيله قد تثير غضب القطريين أكثر، لأنه لمراحل ولادة جنين نراه فى أحد التماثيل متربعا داخل رحم الأم، ثم عملاقا فى تمثال آخر، ومنتصبا بأعضائه التناسلية على مرأى من الآلاف طوال 100 يوم قد تكون صعبة على القطريين.