كشفت مصادر مطلعة بحزب مصر القوية، عن أن الاستقالات الجماعية التى تقدم بها أعضاء بالحزب، سببها التصريحات المتعاطفة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، مع جماعة الإخوان المسلمين، وهجومه بشكل مبالغ على الجيش عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، فضلا عما تردد حول طرح الهيئة العليا للحزب فى أحد اجتماعاتها توزيع استبيان على الأعضاء لمعرفة موقفهم من ضم أعضاء بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان، لمصر القوية، عقب تقدمهم باستقالتهم من الحرية والعدالة. وأوضحت المصادر أن انحياز الدكتور أبو الفتوح، تجاه ما ارتكبته جماعة الإخوان المسلمين من جرائم وحمل للسلاح ضد الجيش والشرطة، وعدم تحميل الإخوان المسئولية عن الفوضى وإراقة الدماء بالشارع المصرى، بالإضافة لعدم توجيه قيادات الحزب اللوم لقيادات مكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة، إزاء حالات الفوضى والتخريب التى ارتكبها أعضاء الجماعة بالأراضى المصرية، أثار استياء أعضاء الحزب، خاصة وأن تلك التصريحات صدرت باعتبارها تمثل موقف الحزب، فى الوقت الذى لم يتم فيه الرجوع إلى كيانات الحزب سواء هيئته العليا أو مكتبها السياسى للمشاورة فى تلك المواقف. وأكدت المصادر أن عددا كبيرا ممن تقدموا باستقالاتهم من كوادر الحزب بالمحافظات، طالبوا قبل التقدم بها بالتحقيق مع الدكتور أبو الفتوح، حول تصريحاته، وهو ما قوبل بالتجاهل التام من قبل قيادات الحزب، بل تم تحويل بعضهم إلى التحقيق، مشيرا إلى الطلب الذى تقدم به محمد سويلم، أمين الحزب السابق عن بندر شبين الكوم، قبل شهر، والذى تم حفظه من قبل أمين أمانات الدلتا، الذى رفض رفعه إلى الهيئة العليا للحزب. وكشفت المصادر عن أعداد المستقلين من أعضاء حزب مصر القوية بمختلف المحافظات، حيث تقدم 47 عضوا من أمانة محافظة المنوفية، من بينهم 32 عضوًا ببندر شبين الكوم، و7 أعضاء بمركز قويسنا، و3 بمركز تلا، و2 بمركز منوف، و3 بمركز الباجور، و10 أعضاء بأمانة الحزب ببنى سويف، و25 بأمانة الإسكندرية، و25 بأمانة الدقهلية، بالإضافة إلى استقالات أخرى بالقليوبية ومطروح والفيوم، لم يتم حصر أعدادها، لتصل إلى نحو 200 استقالة حتى الآن. من جانبه قال تامر عبد المنعم، أمين الحزب ببنى سويف، إن الحزب كان دائما ما يواجه اتهامات بأنه إحدى الخلايا النائمة لجماعة الإخوان المسلمين، وهى الاتهامات التى كنا ننفيها جملة وتفصيلا، ولكن تصريحات الدكتور أبو الفتوح، فى أعقاب ثورة 30 يونيو وضعتنا فى مأزق أمام الرأى العام، لاسيما أن تصريحات رئيس الحزب، كانت منحازة على طول الخط ضد الجيش ولم يوجه اللوم للجماعة. وأضاف "عبد المنعم"، أن الهيئة العليا لحزب مصر القوية، ناقشت خلال اجتماع لها عقب بيان 3 يونيو، توزيع استبيانات رأى على أمناء المحافظات بشأن موقفهم من انضمام أعضاء بحزب الحرية والعدالة، إلى الحزب، عقب تقدمهم باستقالتهم من الأول، لافتا إلى أن عددا من المستقيلين من محافظة بنى سويف طالبوا بالتحقيق فى الواقعة وتم تجاهلهم. وعلى جانب آخر وضع المكتب السياسى لحزب مصر القوية، خطة لمواجهة حمى الاستقالات بالحزب، اعتمدت بشكل أساسى على الاتصال المباشر مع المستقلين، باعتباره أفضل الطرق للإقناع وتوضيح وجهات النظر وإزالة أى لبس قد يكون وصل للمستقيلين ودفعهم للتقدم باستقالاتهم، فى الوقت الذى يبحث فيه الحزب تدعيم أركانه عقب إجرائه أول انتخابات داخلية منذ نحو 3 أشهر، وبدئه فى إنهاء اختيار كافة أعضاء المكتب السياسى، قبل انعقاد المؤتمر العام الأول للحزب، فضلا عن الاستعداد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. وبحسب أحمد إمام، المتحدث الرسمى لحزب مصر القوية، فإن المكتب السياسى للحزب، شكل مجموعات عمل مكونة من أعضاء المكتب، لزيارة الأمانات التى أعلن أعضاؤها الاستقالة، وتقدموا بها رسميا إلى الحزب لإجراء لقاءات مع المستقلين، لإقناعهم بالعدول عنها عقب توضيح أسباب اتخاذ الحزب قراراته بشأن الأحداث الأخيرة، مؤكدا حرص الحزب على توضيح الأفكار الملتبسة لكل أعضائه عن الفترة الماضية.